واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار على ساحل مدينة غزة، في وقت تواصل المؤسسات الدولية إدخال شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى القطاع.

ومع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة تتزايد المآسي الإنسانية مع إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن أعداد هائلة من الضحايا، حيث بلغ عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023، 47,107 شهداء وأكثر من 111,147 مصابًا، بينما لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى العديد من الضحايا تحت الأنقاض.

وفي اليوم الرابع من اتفاق وقف إطلاق النار، تتواصل عملية عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة، مع استمرار عمليات انتشال جثامين الشهداء؛ فيما تبين أن الدمار الذي لحق في شمال غزة "شامل وغير مسبوق"، حيث دُمّرت 80 % من المحافظة، بما في ذلك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، مما تسبب في نزوح أكثر من 300 ألف فلسطيني.

وفي ظل الكارثة، تتحول المساحات المفتوحة في القطاع إلى مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين، في ظل نقص حاد في المأوى والموارد الأساسية.

وقد دعا مسؤولون في قطاع غزة ومؤسسات محلية إلى تدخل دولي عاجل لتوفير المساعدات الأساسية، بينما شدد رئيس بلدية بيت حانون على أن تدمير البنية التحتية يجعل عودة النازحين شبه مستحيلة؛ وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتقديم دعم عاجل لإصلاح المرافق الأساسية وتوفير الغذاء والمأوى.

تدمير البنية التحتية.. وعودة نازحي غزة شبه مستحيلة

  * فتح معبر رفح

  كشف مسؤول مصري، عن إصلاحات متواصلة بمحيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني، تمهيدًا لإعادة فتحه خلال أيام، ما يسهل دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل أكبر.

وتعرض الجانب الفلسطيني من المعبر لتدمير إسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة لنحو 16 شهرًا، قبل التوصل لوقف لإطلاق النار المستمر منذ صباح الأحد الماضي، بموجب صفقة تبادل أسرى.

ومن المقرر إعادة فتح المعبر في اليوم السابع من تنفيذ الاتفاق،وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية.

وكان تفقد محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، معبر رفح الحدودي الموجود في نطاق محافظته.

وقال مجاور إنه "خلال أيام سيتم فتح معبر رفح البري من الجانبين، ما يسهل دخول المساعدات بشكل أكبر". وأضاف أن "هناك بعض الإصلاحات تجري في محيط المعبر من الجانب الفلسطيني، بعد تعرضه للتدمير في الفترة الماضية، وسيُفْتَح مباشرة فور انتهاء الإصلاحات".

وأعلنت الأمم المتحدة عدم ورود تقارير عن نهب قوافل الإغاثة في غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لايركه، أن الأيام الأولى للهدنة لم تشهد أي هجمات على المساعدات أو العاملين في مجال الإغاثة، مقارنة بـ"تاريخ مأساوي" من النهب خلال الحرب.

وبدأت المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة بالتزامن مع تبادل أول الأسرى والمعتقلين الأحد الماضي، حيث دخلت أكثر من 900 شاحنة محملة بالمساعدات خلال يومين، مع دخول 630 شاحنة في اليوم الأول وحده، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.

وقال مجاور إنه "خلال أيام سيتم فتح معبر رفح البري من الجانبين، ما يسهل دخول المساعدات بشكل أكبر". وأضاف أن "هناك بعض الإصلاحات تجري في محيط المعبر من الجانب الفلسطيني، بعد تعرضه للتدمير في الفترة الماضية، وسيُفْتَح مباشرة فور انتهاء الإصلاحات". ومنذ 24 مايو الماضي، تدخل المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعدما سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، ودمر وأحرق أجزاء منه، ضمن عملية بدأها بالمدينة في السابع من الشهر ذاته.

وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

  * دمار بقطاع المياه

  أعلنت سلطة المياه الفلسطينية، أن طواقمها باشرت منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عملية مسح ميداني سريعة لمرافق المياه والصرف الصحي في مناطق شمال قطاع غزة، التي شهدت حصارًا مشددًا طيلة فترة العدوان.

وقالت سلطة المياه في بيان وصل"الرياض" نسخة منه، إن "نتائج عملية المسح كشفت وجود دمار هائل في المناطق الشمالية، إذ تم تدمير أكثر من 70 بالمئة بشكل كامل منها حوالي 25 بئر مياه".

وأضافت أن "الدمار الحالي تسبب في انهيار كامل لمنظومة تزويد المياه في شمال غزة، التي كانت تعاني على مدار العام الماضي من نقص حاد في كميات المياه، إذ انخفضت إلى معدلات متدنية جدا بلغت حوالي 3 لترات يوميا للفرد، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية مع انهيار منظومتي الضخ والمعالجة لمياه الصرف الصحي".

وتابعت: "شملت عملية التقييم محطة الضخ المركزية في بيت لاهيا التي ما زالت قائمة رغم الاستهداف المباشر مع وجود أعطال شديدة في المكونات الميكانيكية والكهروميكانيكية للمضخة والخط الناقل الخاص بها".

وأوضحت السلطة أنها "عملت على مدار العام السابق على دعم تشغيل حوالي 35 بئر مياه ومحطة ضخ رئيسية في محافظة شمال غزة من خلال تزويدها بالوقود اللازم لتشغيلها، إضافة إلى متابعة عمليات الإصلاح والصيانة بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات الشريكة".

واشتملت الجهود "الانتهاء من أعمال الصيانة والإصلاح لخط السيل المتعلق بمحطة الصرف الصحي في جباليا وإعادة تفعيلها والتعامل مع الأضرار التي طالت مجموعة من الآبار التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي خلال العدوان، وفقا للبيان.

وأكدت سلطة المياه أنها" استأنفت تزويد الوقود لتسعة آبار مياه جوفية تعد الوحيدة القابلة للتشغيل في محافظة شمال غزة بعد التدمير الهائل الذي شهدته المنطقة.

  * "السور الواقي"

استشهد 10 أشخاص وأُصيب أكثر من 40 آخرين بينهم طبيب وممرّض على الأقلّ، جراء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين،حيث أعلن بدء عملية عسكرية فيها، أطلق عليها تسمية "السور الحديدي" في إيحاء إلى عملية اجتياح الضفة الغربية في عام 2002، وأطلق عليها تسمية "السور الواقي".

وحلّقت طائرات الاحتلال المقاتلة من طراز "أباتشي" في سماء المدينة والمخيّم، بالإضافة إلى مسيّرات أطلقت النار على الأهالي ومنازلهم، فيما استقدم الجيش الإسرائيلي مدرّعات صوب جنين.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه "بتوجيه الكابينيت، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وشرطة إسرائيل، عملية عسكرية واسعة، ومهمة، للقضاء على "الإرهاب" في جنين"، على حدّ وصفه، عادّا أن "هذه خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية".

وتابع نتنياهو "نحن نتحرك بشكل منهجيّ وحازم ضد المحور الإيرانيّ، أينما يرسل أسلحته؛ في غزة ولبنان وسورية واليمن والضفة الغربية".

في المقابل، أعلن وزير الأمن الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن العملية العسكرية في جنين، تهدف إلى حماية المستوطنات والمستوطنين، واعتبر أن "التهديد على الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين في يهودا والسامرة وفي خط التماس يزداد خطورة".

وذكرت مصادر محلية، أن "قوات خاصة إسرائيلية، قد اقتحمت مخيم جنين شمالي الضفة الغربية"؛ لافتة إلى استقدام الجيش الإسرائيليّ "تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة، باتجاه جنين تزامنا مع اقتحام قوات خاصة المخيم".

80 % من شمال غزة تم تدميره ونزوح 300 ألف فلسطيني

  انقطع التيار الكهربائي، الليلة الماضية،عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وذكرت مصادر محلية أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد من أحياء المدينة والمخيم عقب سماع دوي انفجار كبير في المخيم.

ويواصل طيران الاحتلال الحربي التحليق بكثافة في سماء المدينة، وسط حصار لمداخل مخيم جنين والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة.

وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين ومخيمها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام لا يزال يشعر بالقلق البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص العدوان الواسع على جنين.

من جهته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن القلق البالغ بشأن سلامة المواطنين الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، جراء عدوان الاحتلال.

  * تشديدات تعرقل تنقلات الفلسطينيين

  أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس، استشهاد السيدة إيمان  جرادات البالغة من العمر 45 عاما على حاجز بيت عينون شمال شرق الخليل، بعد إعاقة جيش الاحتلال نقلها إلى المستشفى، حيث كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إلى وجود أكثر من 898 حاجز وبوابة عسكرية منتشرة في الضفة الغربية، يستخدمها الاحتلال لمضاعفة معاناة الفلسطينيين. 

وتواصل قوات الاحتلال التضييق على حركة الأهالي في الضفة الغربية، بإغلاق الحواجز وفرض إجراءات تفتيش دقيقة بهدف عرقلة تنقل أهالي الضفة.

ومنذ ثلاثة أيام، تغلق قوات الاحتلال بوابة كفر مالك شرق رام الله، كما أغلقت حاجز "بيت إيل" المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وبوابة عطارة بيرزيت في الاتجاهين.

ونصبت قوات الاحتلال حاجزاً للخارجين من بلدة ترمسعيا قضاء مدينة رام الله، بينما تشهد حواجز قلنديا وعين سينيا ويبرود وجبع ورنتيس ومدخل روابي، وشارع كفر عقب أزمات مرورية.  

 وشدد الاحتلال من إجراءاته العسكرية وعرقل تحركات الفلسطينيين على حاجز دير بلوط غرب سلفيت.

وفرض الاحتلال إجراءات مشددة وعمليات تفتيش على جميع مخارج مدينة أريحا ما تسبب بأزمة خانقة وعرقلة حركة الأهالي.

وفي الخليل، أغلق الاحتلال طريق السدر وبوابتي الفوار وسعير، بينما تسبب الإجراءات العسكرية بأزمات خانقة في رأس الجورة وفرش الهوى والكونتينر ومنطقة عش غراب.  

أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنًا على هدم منزله ذاتيًا في بلدة صور باهر، جنوب القدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن بلدية الاحتلال أجبرت المواطن سفيان عليان على هدم منزله في صور باهر، البالغة مساحته 70 مترا مربعا ويؤوي أربعة أفراد، بينهم طفلان، بحجة البناء دون ترخيص، وفرضت عليه غرامة مالية قدرها 40 ألف شيكل(الدولار يساوي 3.65 شيقل).

مئات البوابات العسكرية في الضفة
تدمير البنية التحتية
دمار كبير بقطاع المياه في غزة