طالبت الولايات المتحدة بإقرار هدنة فورية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قال مسؤول أممي بارز إن مدينة غوما تتعرض لهجوم من جانب متمردين مدعومين من رواندا. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء الأربعاء عن الخارجية الأميركية القول إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال للرئيس الرواندي بول كاجامي، الثلاثاء إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" إزاء تصاعد العنف في الكونغو. وجاء في بيان الوزارة "حث وزير الخارجية على وقف إطلاق النار فورا في المنطقة، وعلى احترام جميع الأطراف للوحدة الإقليمية السيادية".
من جهتها دعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى تدخل دولي مع تصاعد العنف في البلاد، حيث أصبح جزء كبير من مدينة غوما شرقي البلاد تحت سيطرة المتمردين. وقالت فيفيان فان دي بيري، نائبة الممثل الخاص لحماية العمليات في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية "مونوسكو"، لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: "الوضع في غوما يتطلب تدخلا دوليًا عاجلًا ومنسقًا". وأضافت أن المتمردين من ميليشيا (إم 23)، إلى جانب القوات الرواندية، شنوا هجوما على مدينة غوما يوم الأحد باستخدام الأسلحة الثقيلة. وأوضحت فان دي بيري أن "هذه الهجمات ما تزال تدمر المدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة وتهجير المدنيين وتفاقم الأزمة". وأكدت أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو استقبلت عددا كبيرا من الأشخاص الذين يبحثون عن الحماية في غوما، حيث يوجد مئات الآلاف من النازحين. وتقع غوما في إحدى أكثر المناطق الغنية بالموارد في الكونغو، وهي على الحدود مع رواندا. ووفقا للاتحاد الأوروبي، فإن العدد الإجمالي للنازحين في البلاد يُقدّر الآن بأكثر من 7 ملايين شخص. ميدانيًا، سيطرت جماعة "ام 23" المسلحة، بمؤازرة قوات رواندية، على مطار مدينة غوما المحاصرة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الثلاثاء التي صارت على وشك السقوط بعد توجيه ضربة قوية للقوات الكونغولية. وأصبحت المدينة الرئيسية في شرق الكونغو ساحة قتال منذ دخل مقاتلو حركة "إم 23" المسلحة التي يقودها التوتسي والقوات الرواندية وسط غوما مساء الأحد بعد تقدّم دام أسابيع عبر المنطقة. وأسفر القتال العنيف إلى انتشار الجثث في الشوارع وسط اكتظاظ المستشفيات بالمصابين في غوما، بينما هاجم محتجون يشكون من تقاعس دولي في إيجاد حل للأزمة، سفارات في العاصمة كينشاسا. ولم يتضح أي أجزاء من غوما هي تحت سيطرة القوات الكونغولية أو حركة "إم 23" المدعومة من رواندا والتي أعلننت أنها سيطرت على المدينة مساء الأحد.
وأمس أكد ممثل رواندا في منطقة البحيرات العظمى الإفريقية فانسان كاريغا بأن جماعة "إم23" المسلحة ستسيطر على الأرجح على مزيد من الأراضي في شرق جمهورية الكونغو وستتقدم أكثر في البلاد. وقال كاريغا "سيواصلون التقدم في جنوب كيفو لأن غوما لا يمكن أن تكون خط النهاية وحدها ما لم يتم في غضون ذلك إجراء حوار جيد ومفاوضات مع الحكومة في كينشاسا، وهو أمر أشك في إمكانيته". ولدى سؤاله عن إمكانية تقدم "إم23" باتّجاه مناطق في البلاد تتجاوز الشرق، قال "إنه أمر محتمل نظرًا إلى أن كل القوات والإمكانات العسكرية تركّزت في غوما. لم تتمتع باقي مناطق البلاد بالحماية التي حظيت بها غوما".