أبلغ فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مجلس الأمن أن حظر عمل الوكالة في إسرائيل كارثيا، بينما اتهمت الولايات المتحدة الوكالة بأنها "غير مسؤولة وخطيرة".
ويحظر القانون الذي أُقر في أكتوبر (تشرين الأول) عمل الأونروا على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، والاتصال بالسلطات الإسرائيلية اعتبارا من 30 يناير كانون الثاني.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون للمجلس "يجب على الأونروا وقف عملياتها وإخلاء جميع المباني التي تعمل بها في القدس، بما في ذلك العقارات الواقعة في معالوت دفنة وكفر عقب".
وأضاف "ستنهي إسرائيل كل التعاون والاتصالات والتواصل مع الأونروا أو أي شخص يتصرف نيابة عنها".
وقالت الأونروا إن العمليات في قطاع غزة والضفة الغربية ستعاني أيضا. فهي تقدم المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الأشخاص في الأراضي الفلسطينية وسورية ولبنان والأردن.
وقال لازاريني لمجلس الأمن المكون من 15 عضوا "ستتعطل عملياتنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. التنفيذ الكامل لتشريع الكنيست سيكون كارثيا".
غير مسؤول
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن وكالة الأونروا بأنها الجهة الرئيسية لتقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، الذي دمرته حرب استمرت 15 شهرا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأبلغت السفيرة الأميركية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا مجلس الأمن بأن الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس الجديد دونالد ترمب، تدعم "الحق السيادي" لإسرائيل في إغلاق مكاتب الأونروا في القدس. وفي عهد جو بايدن، سلف ترمب، حثت الولايات المتحدة إسرائيل على وقف تنفيذ القانون.
وقالت شيا "المبالغة في تأثير القوانين والإشارة إلى أنها ستوقف الاستجابة الإنسانية بأكملها أمر غير مسؤول وخطير".
وأضافت "ما نحتاج إليه هو مناقشة دقيقة لكيفية ضمان عدم حدوث انقطاع في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية".
وأردفت "الأونروا ليست الخيار الوحيد لتقديم المساعدة الإنسانية في غزة ولم تكن أبدا كذلك".
وتشمل الوكالات الأخرى العاملة في غزة والضفة الغربية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
من يسد الفجوة؟
قالت الأمم المتحدة مرارا إنه لا بديل عن الأونروا وإن إسرائيل مسؤولة عن أن توفر البديل لتقديم ما توفره الوكالة من خدمات. ورفضت إسرائيل مزاعم الأمم المتحدة أنها ستكون مسؤولة عن سد أي فجوة تتركها الأونروا.
وقال لازاريني لمجلس الأمن "منذ أكتوبر تشرين الأول 2023، قمنا بتسليم ثلثي جميع المساعدات الغذائية، ووفرنا المأوى لأكثر من مليون نازح وقمنا بإعطاء اللقاحات الطبية لربع مليون طفل ضد شلل الأطفال".
وأضاف "منذ بدء وقف إطلاق النار، تمكنت الأونروا من إدخال 60 بالمئة من المواد الغذائية التي دخلت غزة، لتصل إلى أكثر من نصف مليون شخص. كما نقوم بإجراء نحو 17 ألف استشارة طبية يوميا".
ودوما ما تنتقد إسرائيل الأونروا. وقالت إن موظفين لديها شاركوا في الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقالت الأمم المتحدة إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجوم وتم فصلهم. وتبين أيضا أن قياديا بحماس في لبنان قتلته إسرائيل في سبتمبر (أيلول) كان يشغل وظيفة في الأونروا.
وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع الاتهامات، وألحت على إسرائيل في تقديم أدلة تقول المنظمة الدولية إنها لم تقدمها. وقال لازاريني أيضا اليوم الثلاثاء إن الأونروا هدف "لحملة تضليل شرسة" بغرض "تصوير الوكالة على أنها منظمة إرهابية".
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الخميس، أن عملياتها في غزة والضفة الغربية لا تزال مستمرة رغم الحظر الإسرائيلي.
وكان ستيفان دوجاريكو، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،أوضح أن الأونروا تواصل تقديم المساعدات للمجتمعات التي تخدمها وإن عياداتها في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ومن بينها القدس الشرقية، مفتوحة.
وأضاف دوجاريك أن العمليات الإنسانية في غزة مستمرة أيضا.
وبحسب الحظر الإسرائيلي، كان يتعين على الأونروا أن توقف عملياتها الخميس الماضي.