بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الانسحاب من محور نتساريم، وذلك في إطار تفاهمات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي دخل يومها الـ22، وذلك في الوقت الذي تجددت بالعاصمة القطرية الدوحة مباحثات المرحلة الثانية من الصفقة.
ويأتي انسحاب الجيش الإسرائيلي من نتساريم في إطار الجولة الحالية من صفقة الرهائن، حيث تعهدت إسرائيل بالانسحاب من المكان بعد مرور عام وثلاثة أشهر منذ أن توغلت "الفرقة 36" محور نتساريم باتجاه البحر خلال المناورة البرية في غزة.
وجاء الانسحاب الإسرائيلي من نتساريم بعد تنفيذ الدفعة الخامسة من تبادل الأسرى، إذ أفرجت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس، عن 3 أسرى إسرائيليين من وسط القطاع، في حين أطلقت إسرائيل سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا.
وبموازاة ذلك، وصل وفد تفاوض إسرائيلي إلى الدوحة، وقال مسؤولون إسرائيليون إن الوفد لم يحصل على تفويض للخوض في المرحلة الثانية من الاتفاق، في حين ناشدت عائلات المختطفين الإسرائيليين في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التدخل لاستكمال الصفقة ومنع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من إفشالها.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في حماس إن "عدم التزام" إسرائيل بتطبيق كافة بنود اتفاق الهدنة يعرض وقف إطلاق النار في غزة لخطر الانهيار.
وحذر عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم، من أن الاتفاق في خطر، لكنه قال إن حماس لا تريد العودة إلى الحرب.
وأشار نعيم إلى أن "ما نراه من مماطلة وعدم التزام في تنفيذ المرحلة الأولى ومحاولة خلق بيئة سياسية ودولية، دبلوماسية وإعلامية، للضغط على المفاوضين الفلسطينيين عند دخوله المرحلة الثانية، بالتأكيد يعرض هذا الاتفاق للخطر وبالتالي قد يتوقف وينهار".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان: إن محور نتساريم تسبب في قطع حركة التنقل بين محافظات قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال من محور نتساريم سيعيد الحركة بين محافظات القطاع.
وأضاف أن "انسحاب الاحتلال من محور نتساريم سيكون أحد أهم إنجازات شعبنا" موضحا أن المؤسسات الدولية بدأت تعود تدريجيا إلى شمال القطاع.
وتابع "أعدنا ترميم مقر وكالة الأونروا في الشمال لاستئناف عملها الإغاثي".
وذكر أن "انسحاب الاحتلال من نتساريم يمنح أريحية لحركة الأهالي بين الشمال والجنوب" متوقعًا "تدفق موظفي هيئات الإغاثة بعد عملية الانسحاب".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ من محور نتساريم "مصيدة للموت واستشهد عنده أكثر من 1000 شخص".
استشهاد فلسطينية حامل
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد الشابة سندس جمال شلبي (23 عامًا)، والتي كانت حاملًا في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة زوجها بجروح حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها المستمر على مخيم "نور شمس" للاجئين في طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد شهود عيان بأن الشهيدة كانت تحاول النزوح من المخيم برفقة زوجها وطفليها، عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليهم، ما أدى إلى إصابتها بعدة رصاصات، في حين أصيب زوجها بجروح بالغة الخطورة، بينما تمكن المواطنون من تأمين الطفلين.
وأكد الشهود أن قوات الاحتلال منعت وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء عن استشهاد الأم، كما فشلت الطواقم الطبية في إنقاذ حياة الجنين بسبب تأخير الاحتلال في السماح بنقل الإصابات.
من جانبه، صرّح الناشط مؤيد جراد بأن الاحتلال يواصل حملته العسكرية ضد مخيم "نور شمس" منذ 14 يومًا، عبر عمليات هدم وتفجير وتدمير للبنية التحتية، خاصة في المناطق القريبة من المخيم. وأوضح أن الاحتلال بدأ منذ منتصف الليلة الماضية حملة عسكرية جديدة، شملت اقتحامًا واسعًا، حصارًا مشددًا، وإجبار الأهالي على النزوح وترك منازلهم.
إلى جانب ذلك، شرعت جرافات الاحتلال في تجريف شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، بدءًا من "دوار الشهيد سيف أبو لبدة"، وشارع حارة المسلخ، ما أدى إلى تفاقم الدمار في البنية التحتية التي تعرضت لتدمير جزئي خلال الاقتحامات السابقة، فيما تعمد الاحتلال التشويش على شبكات الإنترنت في المنطقة لزيادة العزلة على السكان.
اقتحام مدينة طوباس
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مدينة طوباس شمال الضفة الغربية في ظل العدوان المتواصل على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة، الليلة الماضية، وداهمت منزل عائلة الشهيد محمد دراغمة، إضافة إلى منزل شقيقه كمال.
وأشارت إلى أن القوات أخذت قياسات المنزلين، وأحدثت خلال ذلك تدميرا كبيرا في محتوياتهما.
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت منزل الشهيد قبل مداهمته وأطلقت الرصاص نحوه.
كما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على والد الشهيد وقامت طواقم الإسعاف بنقله إلى المستشفى.
غليك يتقدم اقتحامات المستوطنين
تقدم الحاخام يهودا غليك مجموعات من المستوطنين، التي اقتحمت صباح الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف في القدس بأن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل المزعوم"، وبعضهم أدى شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل الخروج من الساحات من جهة باب السلسلة.
وذكرت الأوقاف أن غليك قاد الاقتحامات، حيث أدى المستوطنين المقتحمين ما يسمى بالسجود "الملحمي"، وطقوساً تلمودية علنية بشكل جماعين بحراسة من عناصر شرطة الاحتلال التي أبعدت المصلين عن مسار اقتحامات المستوطنين، وقيدت حرية التنقل للفلسطينيين في ساحات الحرم.
وتزامنا مع اقتحامات المستوطنين للأقصى، تفرض سلطات الاحتلال تشديدات أمنية في محيطه، وعلى أبوابه وتعيق دخول الفلسطينيين إليه.
مناورة عسكرية في الجولان
أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال، أن مناورة عسكرية كبيرة بدأت صباح أمس، وتستمر حتى ساعات المساء، في منطقة الضفة الغربية، وغور الأردن، وبالقرب من فنادق البحر الميت وفي مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال: إنه في إطار المناورة ستكون هناك حركة كثيفة للمركبات العسكرية وقوات الجيش في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، كجزء من التمرين، سيتم سماع انفجارات في المناطق التي سيجري فيها التمرين العسكري، مشيرا إلى أنه لا يوجد خوف من وقوع حادث أمني.
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن التدريبات جزء من سلسلة من السيناريوهات المختلفة التي يستعد لها جيش الاحتلال في هذه المناطق، بما في ذلك: التسلل إلى المستوطنات والاحتجاجات العنيفة، وحدوث عدد كبير من الأحداث في المنطقة في وقت واحد، ومن أجل تحسين الاستجابة لهذه السيناريوهات في جميع الأوقات، وفي ضوء هجوم "حماس" في 7 من أكتوبر الماضي على المستوطنات جنوب فلسطين المحتلة عام 48.
وكان جيش الاحتلال، أعلن، عن توسيع عدوانه العسكري في شمال الضفة الغربية وأنه بدأ العمل في منطقة مخيم "نور شمس" شرق طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.