استدعاء 400 ألف جندي احتياطي
ذكرت وسائل إعلامية إسرائيلية، أمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لإدخال أكثر من 50 ألف جندي لشن هجوم مشترك في مختلف أنحاء قطاع غزة، بعد إجلاء المدنيين إلى مناطق عازلة، ومن المتوقع أن تبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق في غضون أربعة إلى ستة أسابيع، إن صناع القرار في إسرائيل يخططون لتجديد الحرب في غزة خلال أربعة إلى ستة أسابيع بقوة كبيرة، عبر إرسال عشرات الآلاف من الجنود لاحتلال القطاع في هجوم منسق ضد حماس، وبحسب عدة مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، فإن رئيس الأركان الجديد اللواء إيال زامير، بدأ بتوجيه من رئيس نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، بصياغة خطة عسكرية واسعة النطاق، وكجزء من الخطة سترسل إسرائيل أكثر من 50 ألف جندي إلى غزة وهو العدد الأعلى حتى الآن في المعركة، وستقوم بنقل السكان المدنيين إلى مناطق عازلة إنسانية قبل شن هجوم بري شامل، ومن المتوقع أن يشمل الهجوم المرتقب كافة أنحاء القطاع في وقت واحد، وقال مسؤول عسكري إن إسرائيل ستستخدم كل الأدوات المتاحة لها لاحتلال غزة وتدمير حماس، وبحسب الخطة فإن بدء العملية سيشمل موجة من الغارات الجوية وتقليص المساعدات الإنسانية للقطاع، وبحسب التقارير الاسرائيلية، من المتوقع أن يعرض زامير خطته على نتنياهو وكاتس عند توليه منصبه الخميس المقبل، ويقدر أن العملية يمكن أن تكتمل خلال ستة أشهر أو أقل، وقال التقرير أن قرار إطلاق العملية جاء بعد استبدال كبار المسؤولين الأمنيين الذين عارضوا التدخل الأعمق في غزة، بما في ذلك وزير الأمن السابق غالانت ورئيس الأركان المنتهية ولايته هيرتسي هليفي، وقال مسؤول حكومي إسرائيلي: انه تجري خلف الكواليس مناقشات مع زامير، وهي أكثر إنتاجية بكثير، وقال إنه يأمل أن يتولى قيادة الجيش وينفذ خططه، وقد ألمح نتنياهو إلى هذه الخطة خلال حفل تخريج دورة ضباط الأحد الماضي، وقال، نحن مستعدون للعودة للقتال المكثف في أي لحظة، وان الخطط العملياتية جاهزة، وقال سموتريتش في مؤتمر بالقدس، نحن نستعد ونكتسب القدرات وعندما نكون مستعدين سنفتح أبواب الجحيم على حماس مرة أخرى.
إسرائيل توقف المساعدات
أوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وأغلق المعابر المؤدية إليه بأوامر من القيادة السياسية، وذلك بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة وفي ظل الأزمة في المفاوضات حول استمرارها، وقد اتخذ هذا القرار الدراماتيكي خلال نقاش اجتماع عقده نتنياهو وبالتنسيق مع الأميركيين، مع الاخذ بعين الاعتبار أن المساعدات الإنسانية كانت تعتبر طوال الحرب، أداة ضغط رئيسة بيد إسرائيل، بينما أصبحت الآن مع دخول شهر رمضان أكثر أهمية بالنسبة للغزيين، الذين يمر عليهم الشهر وهم بين أنقاض القطاع، وقد أعلن مكتب نتنياهو أن القرار اتخذ في أعقاب رفض حماس الإفراج عن المزيد من رهائن، في إطار الاقتراح الذي تسميه إسرائيل "صيغة ويتكوف"، والذي ينص في واقع الأمر على تمديد وقف إطلاق النار المؤقت، دون تقديم تعهدات بإنهاء الحرب، وقد أوقفت إسرائيل بناء على القرار إدخال جميع البضائع والإمدادات لقطاع غزة منذ صباح الأحد، كما أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن، وإذا ما استمرت حماس في رفضها، فسيكون هناك عواقب أخرى، إلا أن وقف ادخال المساعدات الإنسانية في هذه المرحلة، يعتبر خطوة رمزية ليس إلا، حيث إن مخازن حماس مليئة بالبضائع، بعد أن دخلت إلى قطاع غزة 25200 شاحنة مساعدات خلال الأيام الـ42 الأخيرة من وقف إطلاق النار، وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإن حركة حماس لديها إمدادات تكفي لمدة أربعة أشهر على الأقل، وتجدر الإشارة إلى أن المياه لا تزال تضخ من إسرائيل إلى محطة التحلية في قطاع غزة،بحسب مصادر اسرائيلية.
مسؤولون إسرائيليون: المساعدات الإنسانية التي دخلت للقطاع خلال وقف إطلاق النار، تكفي حماس لعدة أشهر، الاعتقاد السائد لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، يفيد بأن المساعدات الإنسانية التي دخلت لقطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، ستكفي حماس لفترة طويلة قد تستمر حتى ستة أشهر.
حماس تعارض
أعلن مكتب نتنياهو أنه بعد نقاش أمني ترأسه، تقرر أن تعتمد إسرائيل مخطط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار المؤقت خلال شهر رمضان وعيد البيسح اليهودي، وفي ظل الأزمة التي تشهدها المحادثات، فقد أوردت التقارير أن حماس رفضت المخطط، وبحسب مكتب نتنياهو فإن المخطط ينص على أن تقوم حماس خلال اليوم الأول بالإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات، على أن تقوم في نهايته في حال التوصل لاتفاق حول وقف دائم لإطلاق النار، بالإفراج عمن تبقى من الرهائن، وذكرت التقارير أن ويتكوف اقترح الخطوط العريضة لتمديد وقف إطلاق النار بعد أن تبين عدم وجود أي احتمال في هذه المرحلة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب، وأن هناك حاجة لوقت إضافي لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار دائم، وأضاف مكتب نتنياهو أنه بينما انتهكت حماس الاتفاق مرارا وتكرارا، فإن إسرائيل لم تنتهكه، وأنه بموجب الاتفاق تستطيع إسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعرت أن المفاوضات غير فعال، وقد تم دعم هذا البند برسالة جانبية من الإدارة الأميركية السابقة، كما حظي أيضا بدعم إدارة ترمب، وقال، في الوقت الذي وافقت فيه إسرائيل على مخطط ويتكوف بهدف إعادة المختطفين، فقد تمسكت حماس برفضها للمخطط، وإذا غيرت حماس موقفها فإن إسرائيل ستدخل على الفور في مفاوضات حول كل تفاصيل مخطط ويتكوف، وفي ضوء إعلان مكتب نتنياهو فإن إسرائيل ستمنح المحادثات بضعة أيام إضافية ولن تتعجل في العودة إلى القتال، وذلك على الرغم من الأزمة في المحادثات ورفض حماس تمديد المرحلة الأولى، وستنتظر إسرائيل وصول ويتكوف الى المنطقة بحلول نهاية الأسبوع الحالي، إلا أن مسؤولا إسرائيليا أوضح الليلة الماضية، أن إسرائيل أقرب إلى العودة القتال من وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون استمرار الإفراج عن الرهائن.
الاقتراح الأميركي
الاقتراح الأميركي يقضي بتمديد وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما إضافية، على أن تقوم حماس في المقابل بالإفراج عن حوالي 10 رهائن أحياء و18 رهينة أموات، وهو ما وافقت عليه إسرائيل إلا أن حماس تعارض بشدة تمديد وقف إطلاق النار مقابل الافراج عن رهائن إضافيين، وطالبت بتنفيذ الصفقة بكامل بنودها والبدء بمفاوضات حول المرحلة الثانية، إلا أن مكتب نتنياهو رد بتوجيه تهديد بأن إسرائيل بإمكانها العودة للحرب، وتكمن أهمية الاقتراح الأميركي بأنه جاء في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، وبحسب الاتفاق فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما في الوقت الحالي لا تجري أي مفاوضات من هذا القبيل، الأمر الذي قد يعني تجدد القتال في غزة اعتبارا من اليوم، مع الإشارة إلى أنه تبقى في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى 59 رهينة إسرائيلية، وبحسب تقديرات مسؤولين إسرائيليين فان 22 منهم لا يزالون على قيد الحياة ومن بينهم مواطن أميركي واحد، بينما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 37 رهينة هم من الأموات، وقال مسؤول أميركي أن ويتكوف عرض اقتراحه في أعقاب أربع اجتماعات مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وبعد محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة القطرية ورئيس المخابرات المصرية، ويقضي الاقتراح بأن يتم خلال فترة الـ 42 يوما الإضافية من وقف إطلاق النار، محادثات حول وقف إطلاق نار دائم، وفي حال التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار الدائم تقوم حماس بالإفراج عن الرهائن المتبقين، إلا أن حماس أعلنت قبل عدة أيام معارضتها للاقتراح، وطالبت بالبدء الفوري في محادثات حول المرحلة الثانية من الصفقة. (موقع واللاه)
الجيش الإسرائيلي
المحور الأول، على حدود غزة، حيث تم رفع حالة التأهب هناك عبر الكتائب المتمركزة في المنطقة العازلة وداخل محيط إسرائيل، استعدادًا للقيام بهجوم استباقي، وتجري الاستعدادات لذلك بقيادة فرقة المشاة 162 التابعة للقيادة الجنوبية.
المحور الثاني، حرب برية، حيث تستعد كتائب إضافية لاحتمال القيام بعملية برية متجددة، مع الإشارة الى ان هذه العملية البرية الجوية ستستمر لأسابيع عديدة، في مواجهة البنية التحتية المتجددة لحماس، بما في ذلك الأنفاق، ومواقع زرع العبوات الناسفة، والشوارع المفخخة، وآلاف النشطاء والقادة الذين ما زالوا يعملون مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقد أوضح الجيش للقيادة السياسية أنه سيضطر هذه المرة أيضا، للقتال تحت القيود في مناطق معينة من قطاع غزة، التي يشتبه فيها باحتجاز عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في الأسر، ويشار أنه من نواح عديدة فقد دخل الجانبان عطلة نهاية الأسبوع - أول يوم سبت دون إطلاق سراح رهائن منذ نهاية المرحلة الأولى- في معركة متوترة حول من سوف يرمش أولاً ويبدأ الهجوم على خصمه، وقد عقد نتنياهو الليلة الماضية، مشاورات أمنية عاجلة بمشاركة أعضاء فريق التفاوض ورؤساء المؤسسة الأمنية وكبار المسؤولين الحكوميين، ومن بينهم يسرائيل كاتس وأرييه درعي وسموتريتش ورون ديرمر وجدعون ساعر، وأشار مصدر سياسي إلى أن "حماس تلعب على الوقت، لكن إسرائيل أعدت خططاً طارئة.
أربعة مليارات دولار
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قال إنه وقع على إعلان لتسريع تسليم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار، وبحسب روبيو، وافقت إدارة ترمب على مبيعات عسكرية أجنبية لإسرائيل بقيمة 12 مليار دولار منذ أن تولى ترمب منصبه في 20 كانون الثاني، وقال روبيو أنه وقع على أمر لتفعيل سلطات الطوارئ لتسريع توريد الأسلحة لإسرائيل في الصفقات التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الأميركية الجمعة، ويعني قرار روبيو أن الإدارة لن تحتاج إلى موافقة الكونغرس لتزويد إسرائيل بالأسلحة، ولن يتمكن أعضاء الكونغرس من تأخير الصفقات، وقد أبلغت الخارجية الأميركية الكونغرس الجمعة الماضي، عن نيتها المضي قدماً في صفقة أسلحة جديدة مع إسرائيل بقيمة إجمالية تقترب من أربعة مليارات دولار، تتضمن عشرات الآلاف من القنابل للطائرات، وجرافات دي 9، ومجموعات توجيه تحول القنابل "الغبية" إلى قنابل "ذكية"، وبحسب اعلان الخارجية الأميركية للكونغرس، فإن إسرائيل مهتمة بشراء 5 آلاف قنبلة بوزن 500 كلغم مع مجموعات توجيه مناسبة. ومن المقرر أن يبدأ تسليم هذه القنابل في عام 2028، كما ترغب إسرائيل بشراء 35 ألف قنبلة بزنة طن واحد و4 آلاف رأس حربي قادر على اختراق المخابئ لهذه القنابل، ومن المقرر أن يبدأ تسليم هذه القنابل خلال عام 2026، وبحسب بيان الخارجية الأميركية فإن تسليم الجرافات D9 سيبدأ في عام 2027، وكانت إدارة بايدن قد رفضت المضي قدماً في صفقة الجرافات بسبب استخدام إسرائيل لها في الضفة الغربية وقطاع غزة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، إلا أن إدارة ترمب ألغت هذا القرار.
الحكومة الإسرائيلية
ستناقش الحكومة الإسرائيلية قرار استدعاء 400 ألف جندي احتياطي إضافي بحلول 29 أيار المقبل، وجاء في مشروع القرار أنه يجب ملاحظة بأن من المتوقع أن يكون عام 2025 عام حرب على غرار عام 2024، وأن قطاعات القتال المختلفة حتى وإن ساد فيها وقف إطلاق النار حاليا، فهي تتميز بعدم الاستقرار، وينص القرار أيضا على أنه "في ضوء الحرب المستمرة، فمن المقترح الموافقة على الأمر الذي سيسمح باستمرار تعبئة جنود الاحتياط المنصوص عليهم في الأمر رقم 8 لمدة ثلاثة أشهر إضافية.
عودة جميع الرهائن
رحب ايتمار بن غفير بقرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وقال، أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه بالفعل، وأخيرا تم اتخاذ القرار، وأضاف، ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي ابدا، وقال، يجب أن تكون هذه هي السياسة المتبعة حتى عودة آخر الرهائن، والآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم ووقف الكهرباء والمياه والعودة إلى الحرب، والأهم من ذلك، عدم الاكتفاء بعودة نصف الرهائن، وانما العودة لإنذار ترمب بإعادة كل الرهائن على الفور وإلا فإنه فسيتم فتح أبواب الجحيم على غزة.