حضّ الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الجمعة المقاتلين العلويين في شمال غرب البلاد على تسليم سلاحهم وأنفسهم «قبل فوات الأوان» .

وقال الشرع «قد اعتديتم على كل السوريين وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان»، وذلك في خطاب بثّته قناة الرئاسة السورية على منصة تلغرام.

وتابع الرئيس السوري «سنستمر بحصر السلاح بيد الدولة ولن يبقى سلاح منفلت».

وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع أعمال العنف الخميس إلى أكثر من 250 شخصا.

وأعلنت السلطات الجمعة تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت الخميس وتعدّ «الأعنف» منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر. وتشكل المعارك مؤشرا على حجم التحديات التي تواجه الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سورية، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاما من نزاع مدمر.

وأعلنت السلطات في سورية الجمعة إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله «تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة».

ووصلت تباعا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الساحلية، وبدأت «عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة» في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف «فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم»، وفق ما نقلت سانا عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.

وتشهد محافظة اللاذقية توترات أمنية منذ أيام، لكنها اشتدت الخميس في قرية بيت عانا، حيث خاضت قوات الأمن اشتباكات مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش خلال حقبة الأسد سهيل الحسن، الملقب بـ»النمر» والذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين.

واتهمت الاستخبارات السورية الجمعة «قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام البائد» بالوقوف خلف الهجمات في الساحل.

وأكدت السعودية الجمعة وقوفها إلى جانب السلطات السورية في مواجهة «مجموعات خارجة عن القانون»، مؤكدة وقوفها «إلى جانب الحكومة السورية في ما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي». ودان الأردن كل محاولة «تستهدف أمن سورية». وكتب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على إكس «ندين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سورية الشقيقة وسيادتها وسلمها».

وأعرب المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن عن قلقه إزاء «التقارير المثيرة للقلق الشديد عن سقوط ضحايا من المدنيين» تستدعي «بشكل واضح ضرورة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف».

ودعت روسيا إلى «التهدئة» ووضع حد لـ»سفك الدماء» في سورية. وأكّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد بلادها «لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع».

وحضّت وزارة الخارجية الألمانية كل الأطراف في سورية على تجنّب «دوامة العنف».

من جهتها، أعربت الخارجية الإيرانية عن معارضتها الشديدة «قتل سوريين أبرياء وإلحاق الأذى بهم»، معتبرة ذلك «بمثابة تمهيد للطريق لنشر انعدام الاستقرار في المنطقة».