ونحن نحتفل باليوم الوطني الرابع والتسعين لمملكتنا الغالية، فإننا نعيش هذا اليوم بفخر نتذكر فيه إرث أمجادنا وتاريخنا المشرق، ونحمد فيه المولى عز وجل، أننا نعيش في زمن الرؤية الملهمة بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث أصبحت منجزات رؤية السعودية واقعاً جعل منها حديث العالم. وفي صندوق التنمية السياحي، نفخر بأن نكون جزءاً من هذه الرحلة، وبأن نُسهم في تحوّل مملكتنا إلى منارة عالمية للسياحة والثقافة والابتكار.
هذه الرحلة بدأت منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، والطموح الوطني بتنويع الاقتصاد وخلق مستقبل واعد للجميع. وقد انعكست هذه الرؤية على القطاع السياحي، الذي برز كركيزة أساسية، حيث بدأت رحلة صندوق التنمية السياحي عام 2020 لتمكين أحد أكثر القطاعات نمواً في المملكة. هذه الرحلة بدأت بتوجيه مباشر من قيادتنا الرشيدة، بأن نفتح مجالاً أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكاً، بتسهيل أعماله، وتشجيعه لينمو ويكون واحداً من أكبر اقتصادات العالم.
وخلال ما يزيد على أربع سنوات منذ تأسيس الصندوق، تم قبول أكثر من 130 مشروعاً مؤهلاً في قطاع السياحة والضيافة بقيمة إجمالية قاربت الـ 40 مليار ريال، من بينها أكثر من 100 مشروع تم اعتمادها وتمكينها بقيمة اجمالية تجاوزت 31 مليار ريال سعودي. ومن خلال تمكين القطاع الخاص من الاستثمارات الإستراتيجية في القطاع السياحي، وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، فإن جهود صندوق التنمية السياحي لا تتوقف على دعم المشاريع فحسب، بل تمتد لتساهم في رسم مستقبل مشهد الاستثمار في القطاع السياحي في المملكة. فكل مبادرة ندعمها هي خطوة تساهم في تعزيز اقتصاد سياحي مبتكر ومستدام.
إن قوة المملكة العربية السعودية تكمن في قدرتها الفريدة على المحافظة على تراثها الثقافي الغني مع قدرة فائقة على احتضان المستقبل والانفتاح على ما هو جديد ومبتكر. وفي صندوق التنمية السياحي، نفخر بدعم المشاريع التي تحافظ على أصالتنا وهويتنا الوطنية، مع قدرتها على النمو من خلال نموذج عمل فريد. فنحن ملتزمون بدفع الابتكار في القطاع السياحي، من خلال خلق تجارب سعودية أصيلة يتردد صداها على نطاق عالمي. فالمشاريع التي ندعمها وتتوزع على أنحاء المملكة، تعد نموذجاً يعكس تنوع المملكة الثقافي وقدرتها على أن تكون وجهة لمستقبل السياحة العالمية.