حققت عملاقة الطاقة في العالم، شركة أرامكو السعودية نتائج قوية في نهاية التسعة أشهر الأولى 2024، مسجلة أرباح كبيرة بلغت 307.14 مليارات ريال، بعد خصم حقوق الأقلية، برغم انخفاضها 12.2% عن الفترة المماثلة 2023 البالغة 349.89 مليار ريال، نتيجة انخفاض الكميات المبيعة من النفط الخام، وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير، وانخفاض دخل التمويل والدخل الآخر، وقد قابل ذلك، انخفاض ريع الإنتاج، وانخفاض ضرائب الدخل والزكاة.

وارتفع إجمالي الإيرادات لتصل إلى 1.244.38 مليار ريال (331.83 مليار دولار أمريكي) للتسعة أشهر الأولى من عام 2024، مقارنة مع 1,244.12 مليار ريال (331.77 مليار دولار أمريكي) للفترة ذاتها من عام 2023. وكان إجمالي الإيرادات متسقًا نسبيًا مع الفترة ذاتها من عام 2023.

وقال أمين بن حسن الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، "حققت أرامكو السعودية صافي دخل وتدفقات نقدية حرة قوية خلال الربع الثالث على الرغم من انخفاض أسعار النفط، كما حققنا تقدًما في تطوير قطاع التنقيب والإنتاج وعملنا على تعزيز سلسلة القيمة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، وطورنا برنامج مصادر الطاقة الجديدة لدينا، مع استمرارنا في الاستثمار عبر الدورات".

ولفت الناصر لقوة سندات الشركة الدولية وموثوقيتها لدى المستثمرين العالميين وعوائدها على تعزيز مركز الشركة القوي واستدامة منتجاتها، وقال "وقد أسهم إصدارنا الأخير للصكوك الدولية بقيمة 3.0 مليار دولار أمريكي في تسليط الضوء على ثقة المستثمرين القوية في أرامكو السعودية. ويمكننا أن نفخر بالتقدم الكبير الذي تواصل الشركة تحقيقه، مع المحافظة على مستويات عالية من الربحية والأداء التشغيلي والموثوقية".

وأشار الناصر لخطط الشركة الطموحة في قطاعات الطاقة، وقال "وفي حين أننا نركز على فرص النمو الإستراتيجي، وتحقيق القيمة من خلال التكامل والتنويع، فإننا نعتزم المحافظة على زخمنا الإيجابي، وتعزيز مكانتنا كلاعب عالمي رائد في مجال الطاقة والبتروكيميائيات".

وبلغت التدفقات النقدية الحرة 82.5 مليار ريال (22.0 مليار دولار) مقابل 76.3 مليار ريال (20.3 مليار دولار) للعام الماضي. وبلغت نسبة المديونية 1.9% كما في 30 سبتمبر ،2024 مقارنة مع -6.3% في نهاية 2023.

وتم الإعلان عن توزيعات أرباح أساسية عن الربع الثالث من عام 2024 بقيمة 76.1 مليار ريال (20.3 مليار دولار) وتوزيعات أرباح مرتبطة بالأداء بقيمة 40.4 مليار ريال (10.8 مليار دولار) تدفع في الربع الرابع.

ويتماشى صافي الدخل للربع الثالث من عام 2024 مع ما أجمعت عليه آراء المحللين، على الرغم من بعض الرسوم غير النقدية بقيمة بلغت حوالي 3.3 مليار ريال (0.9 مليار دولار).

وبلغت قيمة النفقات الرأسمالية الإجمالية 49.6 مليار (13.2 مليار دولار) في الربع الثالث، لدعم النمو الإستراتيجي على المدى البعيد. وسجل إصدار الصكوك الدولية طلباً قوياً بقيمة 11.25 مليار ريال 3.0 مليار دولار)، ويزيد هذا من تنويع قاعدة المستثمرين ويعزز محفظة السيولة.

وتعمل التطورات في أعمال قطاع التنقيب والإنتاج على تعزيز مرونة الإنتاج والتقدم في توسعة مجال الغاز. وحقق برنامج الطاقة المتجددة تقدماً مع الإغلاق المالي لثلاثة مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بطاقة إجمالية متوقعة تبلغ 5.5 غيغاواط.

وفي أبرز أحداث الربع الثالث 2024، حافظت مستويات الطلب على النفط الخام على مرونتها في الربع الثالث، حيث يتوقع أن يصل الطلب على النفط الخام إلى مستويات قياسية في عام 2024. وبفضل التكلفة المنخفضة في إنتاج قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة وأعمالها المتكاملة إستراتيجًياً في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، حققت أرامكو السعودية أرباحاً وتدفقات نقدية حرة قوية، مما يبرهن قدرتها على تحقيق قيمة للمساهمين عبر مختلف الدورات. وخلال الربع الثالث، واصلت أرامكو السعودية تنفيذ أكبر برنامج رأسمالي في تاريخها، حيث واصلت الاستثمار في فرص النمو المتميزة التي تحقق عوائد متنامية، حيث بلغت النفقات الرأسمالية خلال الربع 49.6 مليار ريال (13.2 مليار دولار)، ليصل مجموع النفقات الرأسمالية للتسعة أشهر الأولى من عام 2024 إلى 135.7 مليار ريال (36.2 مليار دولار.

وفي أكتوبر، أعلنت أرامكو السعودية عن إتمام إصدار صكوك دولية بقيمة 11.25 مليار ريال (3.0 مليار دولار). وقد قسم الإصدار على شريحتين إحداهما مستحقة في عام 2029، والأخرى في عام 2034. وقد تم طرح هذه الصكوك في السوق الرئيسة لبورصة لندن للأوراق المالية، وستستخدم المتحصلات المحققة من الإصدار للأغراض العامة في الشركة. ويبرهن نجاح إصدار الصكوك على جهود أرامكو السعودية الرامية إلى توسيع وتنويع قاعدة مستثمري الديون لديها وتعزيز السيولة، بالإضافة إلى إعادة تأسيس منحنى العائد على الصكوك. وقد شهد الإصدار إقبالا واسًعا، حيث بلغ حجم الطلب ستة أضعاف حجم الإصدار المستهدف، وهو ما يعكس الملاءة المالية الفريدة لأرامكو السعودية، التي تستند إلى مزاياها التنافسية ومرونتها المالية. ويأتي إصدار الصكوك في أعقاب طرح أرامكو السعودية للسندات الدولية في شهر يوليو ،2024 والذي نتج عنه جمع 22.5 مليار ريال (6.0 مليار دولار)، وهو ما يعكس ثقة السوق في القيمة بعيدة المدى التي تقدمها أرامكو السعودية وقوة مركزها المالي.

التنقيب والإنتاج

وفي قطاع التنقيب والإنتاج، واصلت أرامكو السعودية في الربع الثالث من عام 2024 مزاولة أعمالها بطريقة آمنة وموثوقة وفاعلة، وبلغ إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 12.7 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم. وواصلت الشركة المضي قدًما في تنفيذ عدد من المشاريع للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للشركة عند مستوى 12.0 مليون برميل في اليوم، والمحافظة على قدرتها المميزة على الاستجابة السريعة لظروف السوق المتغيرة.

وتشمل المشاريع، بدء أعمال حقن المياه اللازمة لدعم المكمن وإنتاج النفط الخام ضمن مشروع تطوير حقل الدمام حسب الجدول المقرر. وتتواصل الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية، التي ستزيد الإنتاج بواقع 50 ألف برميل في اليوم من النفط الخام في عام 2027. وشملت المشاريع، استمرار أعمال الشراء والإنشاء في مشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل المرجان، الذي يتوقع أن يضيف طاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل في اليوم في عام 2025، ومشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل البري، الذي يتوقع أن يضيف طاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف برميل في اليوم في عام 2025.

فيما تم إحراز تقدم على صعيد أعمال الهندسة والشراء والإنشاء في مشروع زيادة إنتاج النفط الخام في حقل الظلوف، ومن المتوقع أن يعالج 600 ألف برميل في اليوم من النفط الخام من حقل الظلوف في عام 2026.

وقد واصلت أرامكو السعودية إحراز تقدم في عدد من المشاريع في إطار سعيها لدعم إستراتيجيتها في توسعة أعمال الغاز وتطوير قطاع أعمال عالمي للغاز الطبيعي المسال. وتشمل استمرار أعمال الشراء والإنشاء في معمل الغاز في الجافورة ضمن مشروع تطوير حقل الغاز غير التقليدي في الجافورة، ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج في عام 2025. ومن المتوقع أن تحقق مستويات إنتاج غاز البيع من مشروع تطوير غاز الجافورة معدلا مستداما يبلغ 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات.

وشملت أعمال الغاز، استمرار أعمال الإنشاء والشراء في معمل الغاز في رأس تناقيب ضمن برنامج تطوير حقل المرجان. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المعمل بحلول عام 2025 وأن يسهم في زيادة طاقة معالجة الغاز الخام بواقع 2.6 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من حقلي المرجان والظلوف.

كما تمت بنجاح أول دورة كاملة لتخزين الغاز وإعادة إنتاجه في مكمن الحوية عنيزة، وهو أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي في باطن الأرض، حيث سيوفر هذا البرنامج ما يصل إلى 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي يتم إعادة ضخه في شبكة الغاز الرئيسة، حسب الطلب. وقامت أرامكو السعودية باستثمار إضافي في مِد أوشن ِلتمويل استحواذ مد أوشن للطاقة على حصة إضافية بنسبة 15% في شركة بيرو للغاز الطبيعي المسال. أدى هذا إلى زيادة ِحصة مد أوشن للطاقة في شركة بيرو للغاز الطبيعي المسال من 20% إلى 35%.

التكرير والكيميائيات

وقطاع التكرير والكيميائيات والتسويق واصلت أرامكو السعودية في الربع الثالث جهودها الرامية إلى اقتناص الفرص لتعزيز سلسلة القيمة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، ودعم تكامل وتوازن محفظتها، وزيادة معدل تحويل المواد الهيدروكربونية إلى مواد ذات قيمة عالية. وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، استخدم قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق نحو 53% من إنتاج أرامكو السعودية من النفط الخام. وحافظت الشركة أيًضا على سمعتها المتميزة في موثوقية الأعمال، حيث بلغت نسبة موثوقية الإمدادات 99.8% في الربع الثالث.

وفي أبرز التطورات في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، وقعت أرامكو السعودية اتفاقية نهائية للاستحواذ على حصة إضافية قدرها نحو 22.5% في بترورابغ من سوميتومو كيميكال بقيمة 2.6 مليار ريال (0.7 مليار دولار). وبعد إتمام الصفقة، ستصبح أرامكو السعودية المساهم الأكبر في بترورابغ بحصة تبلغ نحو 60% في حين ستحتفظ سوميتومو كيميكال بحصة قدرها 15% ومن المتوقع إكمال الصفقة التي تخضع لشروط الإقفال المتعارف عليها بما في ذلك موافقات الجهات التنظيمية والأطراف الأخرى، في الربع الثاني من عام 2025. وتعد هذه الاتفاقية، من بين أخرى، جزءاً من حزمة إجراءات مالية، تهدف إلى تعزيز المركز المالي لبترورابغ.

وأعلنت سابك عن إبرام اتفاقية لبيع حصتها البالغة 20.62% في ألبا إلى معادن، حيث يتوقع أن تحقق هذه الصفقة متحصلات بيع تبلغ حوالي 3.62 مليار ريال (0.96 مليار دولار). ويعتمد إتمام الصفقة، التي من المتوقع إغلاقها خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، على موافقات الجهات التنظيمية في كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، بالإضافة إلى استيفاء بعض الشروط المتعارف عليها. ويتوقع أن تدعم هذه الاتفاقية عند إتمامها جهود أرامكو السعودية لتحسين مجموعة أعمالها بغية فتح آفاق جديدة لتحقيق القيمة وإعادة تخصيص رأس المال نحو استثمارات عالية النمو والعائد.

ومن الاعمال الأخرى، استمر التقدم في مجمع أميرال، الذي يعد توسعة مستقبلية لمنشأة بتروكيميائية عالمية المستوى في مصفاة ساتورب في المملكة. وأعلنت كل من شركتي طاقة وجيرا عن إتمام الإغلاق المالي لإنشاء محطة للتوليد المزدوج، وتأتي هذه الصفقة في أعقاب اتفاقية شراء الطاقة والبخار لمدة 25 عاما، التي أبرمتها ساتورب في وقت سابق من هذا العام مع شركتي طاقة وجيرا.

ومن المتوقع أن تنتج المحطة ما يصل إلى 475 ميغاواط من الكهرباء، ونحو 452 طنا في الساعة من البخار باستخدام تقنية الدورة المركبة المتقدمة العاملة بالغاز. وعلاوة على ذلك، ستتولى شركتي طاقة وجيرا مسؤولية تشغيل المحطة وصيانتها

وأعلنت سابكو، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل للشركة، وشريكاها أكوا باور وصندوق الاستثمارات العامة، عن الإغلاق المالي لثلاثة مشاريع لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقيمة 12.0 مليار ريال (3.2 مليار دولار). ومن المخطط أن ينتج مشروعا حضن والمويه في منطقة مكة المكرمة 2.0 غيغاواط لكل منهما. في حين من المخطط أن ينتج مشروع الخشيبي في منطقة القصيم 1.5 غيغاواط. ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري للمشاريع، والتي تمتلك سابكو حصة ملكية فيها تبلغ 30% في الربع الأول من عام 2027. وستكون الشركة السعودية لشراء الطاقة المشتري الرئيس للإنتاج.

وفي سبتمبر، أعلنت أرامكو السعودية عن اتفاقية تعاون إطارية إستراتيجية مدتها خمس سنوات مع مجموعة الصين الوطنية لمواد البناء المحدودة، لاستكشاف الفرص الجديدة في مجال المواد المتقدمة والتطوير الصناعي. وشملت مجالات التعاون التي حددها الطرفان إمكانية إنشاء مرافق تصنيع في المملكة لإنتاج شفرات توربينات توليد الطاقة من الرياح، وخزانات الهيدروجين، ومواد البناء منخفضة الكربون، وحلول تخزين الطاقة. ويهدف هذا التعاون الإستراتيجي إلى الاستفادة من مجالات الخبرة ذات الصلة لدعم الجهود التي تبذلها أرامكو السعودية لتطوير قدرات التصنيع في المملكة، وتعزيز التحول في مجال المواد.