ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمكافحة آثار الجفاف على مستوى العالم، أطلقت المملكة بالشراكة مع عدد من الأطراف، شراكة الرياض العالمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف بدعم 150 مليون دولار على مدى العشر سنوات المقبلة لدعم هذه الجهود وتعزيز التعاون بين المنظمات.
وبالشراكة مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والدول والمنظمات الدولية وأصحاب العلاقة الآخرين، ستعمل المبادرة على تحفيز التحول في كيفية التعامل مع تحديات الجفاف في جميع أنحاء العالم. وبالاعتماد على التأثير الجماعي للمؤسسات العالمية الكبرى، ستتحول آليات مواجهة الجفاف بطريقة جذرية، وبدلاً من الاستجابة الطارئة بعد وقوع الأزمات، سيتم التعامل معها وفق نهج استباقي، وذلك من خلال تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتمويل وتقييم جوانب الضعف، والتخفيف من مخاطر الجفاف.
وقال د. أسامة فقيها، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، ومستشار رئاسة مؤتمر الأطراف "كوب 16" الرياض: "ستعمل شراكة الرياض العالمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف كمبادرة لتيسير العمل المشترك القائم على التعاون والتنسيق حول العالم، كما ستكون بمثابة "نقطة مركزية شاملة" لتعزيز القدرات والاستعدادات لمواجهة تحديات الجفاف. وستلعب أيضاً دوراً مهماً للغاية في دعم الجهود الرامية للتحول من الاستجابة الطارئة التي تقتصر على تقديم العون والإغاثة بعد وقوع أزمات الجفاف، إلى الاستعداد المسبق لها. ونسعى في الوقت ذاته إلى توفير الموارد العالمية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم".
وأضاف د. فقيها: "إننا ندعو كافة الدول والشركات والمؤسسات المعنية والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية والمجتمعات، للانضمام إلى هذه الشراكة المهمة، واتخاذها مكوناً رئيسياً من حركة عالمية لبناء مستقبل قادر على مواجهة الجفاف. وبما أنها تعدّ ضرورة بيئية واقتصادية، يتعين علينا الانطلاق من نهج استباقي لمواجهة الجفاف، والابتعاد عن الممارسات السابقة التي كانت تقوم على تقديم الإغاثة في حالات الطوارئ بعد وقوع الكارثة. ومن المؤكد أن هذه الطريقة ستكون أكثر فاعلية وأقل كلفة. ومما لا شك فيه أنه من خلال عملنا المشترك كمجتمع دولي، سنتمكن من إبطاء التأثير المدمر للجفاف، وعكس اتجاه مساره التصاعدي، خاصة أننا نمتلك الأدوات اللازمة التي تساعدنا على اتخاذ الإجراءات الحاسمة. وهنا تكمن أهمية شراكة الرياض العالمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف التي تضمن توجيه جهودنا بتناغم تام لتحقيق النتائج التي نتطلع إليها جميعاً".
وتحت إشراف الأعضاء المساهمين، ستتولى هذه الشراكة إدارة مكتب دائم لربط الدول والمجتمعات المعرضة للخطر بالموارد الحالية المتاحة، إلى جانب التعاون والتنسيق مع المبادرات الجاري تنفيذها في هذا المجال على مستوى العالم، من أجل مضاعفة التأثير الإيجابي. وستعطي شراكة الرياض الأولوية أيضاً لإطلاق آليات تمويل جديدة لمواجهة الجفاف، إلى جانب زيادة فرص الحصول على الائتمان وتمويل الأسهم ومنتجات التأمين والمنح المالية. وحرصاً منها على ضمان توفير الدعم للعمليات المستدامة وتحقيق التأثيرات طويلة الأجل، ستغطي المملكة العربية السعودية نفقات مكتب الشراكة لمدة 10 سنوات على الأقل.