استعادت السعودية حصتها السوقية من واردات آسيا من النفط الخام في نوفمبر، بينما تخلت روسيا عن بعض براميلها فيما قد يكون علامة مبكرة على تحول في ديناميكيات السوق. وارتفعت واردات آسيا من السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى 5.83 مليون برميل يوميا في نوفمبر، ارتفاعًا من 5.28 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وفقا لبيانات جمعتها شركة إل إس إي جي لأبحاث النفط.

وفي الوقت نفسه، انخفضت إمدادات روسيا إلى آسيا، المنطقة الأكثر استيرادًا، إلى 3.51 ملايين برميل يوميًا في نوفمبر، انخفاضًا من 3.96 ملايين برميل في أكتوبر وأدنى مستوى منذ يناير. وتُظهر البيانات أن واردات آسيا من المملكة العربية السعودية ارتفعت بمقدار 550 ألف برميل يوميًا في نوفمبر، بينما انخفضت واردات روسيا بمقدار 450 ألف برميل يوميًا.

جاء التحول إلى براميل السعودية من روسيا حتى مع قيام منتج النفط شركة أرامكو السعودية بزيادة أسعار البيع الرسمية لخامها للعملاء الآسيويين للشحنات المحملة في نوفمبر. وتم زيادة درجة أرامكو العربية الخفيفة القياسية بمقدار 90 سنتًا للبرميل إلى علاوة قدرها 2.20 دولارًا فوق متوسط ​​عمان/ دبي القياسي الإقليمي لشهر نوفمبر.

وجاءت الزيادة بعد أن انخفضت العلاوة إلى أدنى مستوى لها في ما يقرب من ثلاث سنوات في أكتوبر، وكان يُنظر إليها في وقت الزيادة على أنها انعكاس لتعافي هوامش التكرير في آسيا.

وارتفعت الأرباح من تكرير برميل من خام دبي في مصفاة نموذجية في سنغافورة إلى 6.62 دولارًا في 29 نوفمبر، وارتفعت بنسبة 240 ٪ منذ أن بلغت 1.95 دولار في 10 أكتوبر، عندما بدأ الاتجاه الصعودي الحالي.

وعلى الرغم من الزيادة في أسعار البيع الرسمية لأرامكو في نوفمبر، أصبح الخام السعودي أكثر تنافسية من حيث السعر في آسيا مقارنة بالدرجات الأخرى، بما في ذلك خام الأورال الروسي، وهو الخام الرئيس الذي يتم تصديره من موانئها الغربية.

وانتهى خام دبي النقدي عند 71.83 دولارًا للبرميل في 29 نوفمبر، بعلاوة قدرها 4.36 دولارات عن خام الأورال الروسي، الذي أغلق عند 67.47 دولارًا. هذه العلاوة أقل مما كانت عليه في معظم الأشهر الأخيرة، عندما تم تداولها فوق 5 دولارات للبرميل.

ويواجه الخام الروسي أيضًا تكاليف نقل أعلى، نظرًا للرحلة البحرية الأطول من موانئ روسيا في بحر البلطيق إلى وجهات في آسيا. ومن المرجح أيضًا أن تزيد هذه التكاليف مع فرض المزيد من العقوبات على ما يسمى "أسطول الظل" الروسي من الناقلات، حيث فرضت بريطانيا تدابير جديدة ضد 30 سفينة الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى 73.

وكان الخام الروسي مقتصرًا إلى حد كبير على مشترين رئيسيين فقط في آسيا، الصين والهند، منذ فرض العقوبات بعد غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022. وانخفضت واردات الصين من النفط الروسي إلى 2.04 مليون برميل يوميًا في نوفمبر من 2.19 مليون في أكتوبر، بينما انخفضت واردات الهند إلى 1.47 مليون برميل يوميًا من 1.75 مليون.

وفي الوقت نفسه، رفعت الصين وارداتها من الخام السعودي إلى 1.68 مليون برميل يوميا في نوفمبر من 1.62 مليون برميل يوميا في أكتوبر، في حين وصلت إلى الهند 770 ألف برميل يوميا من المملكة، ارتفاعا من 610 آلاف برميل يوميا.

وشهدت دول أخرى مصدرة للنفط في الشرق الأوسط أيضًا ارتفاعًا في وارداتها في نوفمبر، وهو ما يعكس على الأرجح قدرة خاماتها على المنافسة مع الدرجات التي يتم تسعيرها وفقا لخام برنت القياسي العالمي، مثل تلك القادمة من غرب أفريقيا.

وصعدت واردات الصين من النفط العراقي إلى 1.53 مليون برميل يوميا في نوفمبر من 1.21 مليون برميل يوميًا في أكتوبر، في حين ارتفعت واردات عمان إلى 770 ألف برميل يوميًا من 680 ألف برميل يوميًا.

وزادت واردات الهند من الخام من الإمارات العربية المتحدة إلى 510 آلاف برميل يوميا في نوفمبر، ارتفاعا من 360 ألف برميل يوميا في أكتوبر، وفقا لبيانات مجموعة بورصة لندن. وبلغت علاوة خام برنت فوق دبي أعلى مستوى لها في 11 شهرًا عند 2.98 دولارًا للبرميل في 30 أغسطس، وهو الوقت الذي كان من المقرر فيه ترتيب العديد من الشحنات القادمة في نوفمبر.

واتجهت العلاوة منذ ذلك الحين إلى الانخفاض، وانتهت عند 1.42 دولار للبرميل في 29 نوفمبر، وقد يساعد هذا التضييق المصدرين مثل أنجولا ونيجيريا على استعادة حصتهم السوقية في آسيا للشحنات التي تصل في أوائل العام المقبل.

ويتمثل التحدي الذي يواجه المصدرين في الشرق الأوسط، في الحفاظ على قدرة خاماتهم التنافسية بما يكفي ضد المنتجين الآخرين للحفاظ على حصتهم في السوق أو استعادتها. ويمثل ذلك أهمية خاصة بالنسبة لهم نظرًا لأن شهية آسيا الإجمالية للخام من المرجح أن تنخفض في عام 2024 عن العام السابق، مع وصول الواردات في أول 11 شهرًا إلى 26.52 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 370 ألف برميل يوميًا عن نفس الفترة في عام 2023.