كشف تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، أن النزاعات المسلحة والمعلومات الخاطئة والمضللة وتدهور البيئة، تتصدر المخاطر التي يواجهها العالم.
واستعرض التقرير مشهدًا عالميًا أكثر تشتتا تهدد فيه التحديات الجيوسياسية والبيئية والاجتماعية والتقنية، الاستقرار والتقدم وعلى الرغم من أن المخاطر الاقتصادية أقل إلحاحًا، إلا أنها لا تزال مصدر قلق رئيسا مرتبطًا بالتوترات الاجتماعية والجيوسياسية.
وحدد التقرير النزاعات المسلحة التي تكون الدولة طرفًا فيها على أنها أبرز المخاطر العالمية للعام الجاري، تليها المعلومات الخاطئة والمضللة من أبرز المخاطر على المدى القصير، وذلك من خلال تراجع الثقة وزيادة الفرقة بين الدول على الصعيد العالمي ومحليًا داخل الدولة الواحدة.
وشملت قائمة المخاطر أيضا على المدى القصير، كلا من الظواهر المناخية المتطرفة، والاستقطاب الاجتماعي، والتجسس الإلكتروني، والحروب.
ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي في دافوس السويسرية خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير الجاري بمشاركة ممثلين عن 130 دولة بما في ذلك 60 رئيس دولة وحكومة في دورة تركز على تعزيز الحوار، في ظل عالم تتشكل ملامحه بفعل التوترات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية والتقدم التكنولوجي.
وقال مؤسس ورئيس مجلس أمناء المنتدى كلاوس شواب م إن صناع القرار من الحكومات والشركات والمجتمع المدني يجتمعون في دافوس لمعالجة تحديات عالم في تحول عميق، وأنه على الرغم من المواقف المتباينة وعدم اليقين الكبير، فإن اجتماع 2025 سيعزز روح التعاون والتفاؤل البناء بهدف تشكيل العصر الذكي القادم بطريقة أكثر استدامة وشمولا.
إلى ذلك يعود دونالد ترمب إلى الساحة العالمية بمشاركته عن بعد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأسبوع المقبل في وقت يترقب فيه زعماء العالم معرفة مزيد عن تفاصيل سياسات الرئيس الأميركي المقبل وعن تعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومديره التنفيذي بورج بريند في مؤتمر صحفي إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ونائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ من بين الزعماء العالميين الذين سيشاركون في الاجتماعات التي ستضم 60 رئيس دولة وحكومة.
وقال بريند إن ترمب الذي حضر اجتماعات في دافوس مرتين من قبل، سينضم "رقميا" بعد ظهر يوم 23 يناير دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف أنها ستكون "لحظة مهمة جدا" للتعرف على أولويات السياسة لإدارة ترمب الجديدة.
وقال بريند "هناك اهتمام بالتعرف على الإدارة الجديدة وفهم سياساتها، لذا سيكون الأسبوع المقبل مثيرا للاهتمام".
وتمتد الموضوعات المدرجة على جدول أعمال دافوس من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي المتزايدة والتوتر التجاري وأهداف المناخ إلى مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في تحسين حياة الناس.
وقال ريتش ليسر رئيس مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية لرويترز قبل الاجتماع إن قادة الأعمال أصبحوا أكثر تفاؤلا بشأن الاقتصاد في ضوء تعهدات ترامب بتقليص القواعد التنظيمية وربما خفض الضرائب وتخفيف القيود على الأنشطة الاقتصادية ومنها ما يتعلق بعمليات الدمج والاستحواذ.
وأضاف أن هذا التفاؤل تجاه سياسات ترمب المؤيدة للنمو تقابله مخاوف من الرسوم الجمركية والترحيل وعجز الميزانية المتزايد والعلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
ويشارك في المؤتمر رئيس وزراء قطر ووزيرا الخارجية السعودي والسوري والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ونائب الرئيس الإيراني والرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء الفلسطيني.
يصدر المنتدى هذا الأسبوع تحليلا للشركات التي تمثل ثلثي القيمة السوقية العالمية، والذي سيظهر أن نحو 10 بالمئة فقط منها تتخذ إجراءات مؤثرة وملموسة في قائمة أولويات المناخ والطبيعة.
ومن المقرر أيضا أن يناقش قادة الأعمال والسياسة المجتمعون في دافوس من 20 إلى 24 يناير كيفية ضمان بقاء الطاقة عند أسعار معقولة وآمنة ونظيفة والتحديات التي تمنع الإسراع بجهود التحول نحو الطاقة النظيفة.
وقال ليسر، من مجموعة بوسطن الاستشارية "نحن في لحظة صعبة حقا للمناخ تتساءل فيها الدول عن مدى اضطلاع الدول الأخرى بدورها".