كشفت جولة نفذتها "الرياض" على مناطق الجذب الاستثماري السياحي التي وفرتها بلدية محافظة القطيف عن تغيير وصف بـ"المهم والضخم" في الواجهات البحرية، وحقق شاطئ الرملة البيضاء نقطة جذب للسياح في جزيرة دارين وتاروت، إذ تحول الشاطئ لمقصد لسياح المنطقة من المملكة وخارجها، فيما تزدهر المحافظة في مشاريع سياحية ثابتة وضخمة مثل "سي فرونت" على الواجهة البحرية، وجزيرة الأسماك التي صممت بطريقة معمارية جاذبة سياحيا واقتصاديا.

وتأتي التحركات الاقتصادية التي عززت من التنمية انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الاقتصاد غير النفطي، إذ شهد القطاع السياحي في المملكة تحولاً جذرياً، حيث أصبح محط أنظار العالم كوجهة سياحية فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وفي هذا السياق، برزت محافظة القطيف كنموذج حيٍّ لهذا التحول، إذ تحولت من منطقة معروفة بتاريخها العريق وثقافتها الغنية إلى وجهة سياحية جاذبة بفضل سياسات الاستثمار السياحي المدروسة التي تم تبنيها.

وأولت رؤية 2030 اهتماماً بالغاً بتطوير المناطق الساحلية واستغلال المقومات الطبيعية والتراثية لكل منطقة، ما انعكس إيجاباً على محافظة القطيف التي تتمتع بموقع استراتيجي على ساحل الخليج العربي وتاريخ يمتد لآلاف السنين، فمن خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية، كإنشاء المنتجعات والمرافق الترفيهية، وترميم المواقع التاريخية والأثرية، وتشجيع الاستثمار في المشاريع السياحية المتنوعة، تمكنت القطيف من استقطاب السياح من داخل المملكة وخارجها.

ولم يعد الزائر إلى القطيف يقتصر على الاستمتاع بشواطئها الجميلة وأسواقها التقليدية، بل أصبح بإمكانه التعرف على تاريخها العريق من خلال زيارة قلعة تاروت ودارين، والاستمتاع بالطبيعة الخلابة في محمية القطيف للطيور، والمشاركة في الفعاليات الثقافية والتراثية التي تُقام على مدار العام، ما أدى لتحول محافظة القطيف إلى وجهة سياحية متكاملة تُساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تنويع مصادر الدخل الوطني، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

وعن المشاريع الاستثمارية ذات الطابع التنموي للمواقع قال م. صالح القرني رئيس بلدية محافظة القطيف لـ"الرياض": "تُعد الأكواخ الموسمية في شاطئ الرملة البيضاء إحدى المبادرات المثيرة للاهتمام التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي بتحسين البنية التحتية السياحية وتعزيز الموقع الجغرافي الفريد للمملكة، إذ تجذب هذه الأكواخ السياح إلى جزيرة دارين وتاروت، ما يؤكد على الأهمية الكبرى لقطاع السياحة ضمن الاقتصاد الوطني، كما إنه يسلط الضوء على الجهود المبذولة من أجل تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة".

وأضاف "تسعى المملكة من خلال رؤية 2030 إلى استقطاب المزيد من السياح الدوليين والمحليين عبر تحسين البنية التحتية وتقديم تجارب فريدة تتناسب مع رغبات واهتمامات الزوار من مختلف الفئات، الأكواخ الموسمية في شاطئ الرملة البيضاء تسهم في تحقيق هذا الهدف بكونها توفر مكان إقامة مميز يمكن للزوار من خلاله التمتع بجمال الطبيعة الخلابة والاستجمام بعيدًا عن صخب المدن، ما يعزز موقع المملكة كوجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي". وتابع "إن هذه المبادرة تعكس التزام الحكومة بتنمية مستدامة تحترم الموارد الطبيعية وتعزز من تجربة الزائر، بالتوازي مع توفير الفرص الاقتصادية لسكان المنطقة. من هنا، يمكن رؤية كيف أن الأكواخ الموسمية في شاطئ الرملة البيضاء تمثل نموذجًا مصغرًا لما تطمح المملكة إلى تحقيقه في سياق جذب السياح وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة".

وقال الناشط الاجتماعي محمد المسكين: "إن القطيف مدينة ساحلية سعودية واعدة تزخر بالإمكانات السياحية والاقتصادية بلدية القطيف تعمل جاهدة على استغلال هذه الإمكانات من خلال مشاريع استثمارية متنوعة تهدف إلى تنشيط السياحة ودعم الاقتصاد المحلي تتميز القطيف بموقعها الساحلي الذي يوفر شواطئ جذابة وفرصا للاستثمار في المشاريع البحرية، كما أنها غنية بالتراث والتاريخ حيث تضم معالم أثرية مثل قلعة تاروت ودارين إضافة إلى طبيعتها الخلابة، وأسواقها التقليدية الشعبية كسوق مياس وغيرها من عناصر الجذب السياحي ذو البعد الاقتصادي"، مشيرا إلى أن جزيرة دارين وتاروت تتحول إلى وجهة سياحية متكاملة وإنشاء أسواق حديثة لتلبية احتياجات السكان والزوار، ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في زيادة عدد السياح وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد المحلي وتحسين جودة الحياة في المنطقة تسعى القطيف لتكون وجهة سياحية بارزة على خريطة المملكة من خلال هذه المشاريع الطموحة التي تجمع بين السياحة والاقتصاد والتنمية المستدامة.

م. صالح القرني
محمد المسكين