حراك لا يعرف التوقف، وحي يكاد لا ينام هذه الأيام، حيث يلفظ حي حوش بكر بمنطقة شارع المنصور، أحد أشهر أحياء المخالفين أنفاسه الأخيرة مودعاً الخارطة المكية، بمشروع تطوير الأحياء الذي تقوده الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وهو الحي الغارق في المخالفات والعشوائيات، لأكثر من نصف قرن من الزمان وتحديداً ما يعرف بمكة بـ»حوش بكر»، وهو ملتقى العمالة المخالفة وغير النظامية من أبناء الجاليات الأفريقية.
تسارع وتيرة أعمال الإزالة، بوصول طلائع المعدات الثقيلة المتخصصة في الهدم والقطع والنقل، وتسوير الحي بسور حديدي، للحماية المدنية، أشعلت فتيل سوق سيارات نقل الأثاث والأجهزة الكهربائية، حيث رصدت «الرياض» مئات السيارات من نوع النقل وهي تعيش موسمًا حقيقيًا لنقل الأثاث والمتروكات والبضائع، وسط حجوزات كبيرة، مع تنامي الطلب.
وكشفت جولة «الرياض» أيضاً، أمس عن انتشار محلات تجارية داخل منطقة حوش بكر الشهيرة، وعلى طول الممرات المؤدية لها عبر شوارع ضيقة، وحلزونية، تقع عليها محال تجارية عشوائية، وبسطات وعربات للبيع الجائل تقدر بأكثر من 300 محل تجاري وعربة وبسطة مخالفة، ولعل ما يميز السوق الأفريقي التجاري الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أنه بني على العشوائيات، منذ سنوات طويلة، ولا يعرف التخطيط الهندسي إذ يتميز بالبناء العشوائي في منطقة تبتعد عن الحرم المكي بأقل من 2 كلم.
كما تكثر فيه عدد كبير من عربات البيع المتجول التي تبيع الخضار والورقيات والفواكه والمعروضة بطرق عشوائية.
«الرياض» رصدت كميات كبيرة من الأثاث 70 % متهالك وغير صالح للاستخدام إضافة إلى كميات كبيرة من مواد السكراب، ومواد كهربائية، وأخشاب مخزنة بطرق عشوائية.
الإزالة التي لقت ترحيباً واسعاً، نسفت محلات تجارية، بلا رخص بلدية، وغير مطبقة للاشتراطات، وبسطات عشوائية لبيع الملابس ومستلزمات الاتصالات، والأحذية، والأجهزة المنزلية المستعملة والجديدة، وشوايات متهالكة غير مطبقة للاشتراطات الصحية لشواء اللحم المجفف أو ما يعرف بـ»السيريه» الأفريقي ذائع الصيت بينهم.
سوق حوش بكر، الذي كان ملاذًا لمدة نصف قرن لمخالفي نظام الإقامة، أخرج آلاف المتخلفين، وأظهر كميات هائلة من المتروكات والأثاث المستعمل، والأجهزة المنزلية الكهربائية المتهالكة، مثل المكيفات والبرادات، والمكانس الآلية، والثلاجات.
«الرياض» التي تسللت إلى عمق السوق الذي يشهد كثافة مهولة هذه الأيام لآلاف الأفارقة المخالفين والمغادرين، كشف عدم وجود مواطنين كسكان أو متعاملين.
المخالفات التجارية، والاجتماعية، والأمنية، أكبر من أن تحصى لتصل إلى أن الحي أصبح مرتعًا خصبًا لامتهان العلاج الشعبي العشوائي، وممارسة الولادة غير النظامية، والزواج المخالف. وأبلغ «الرياض» عبدالله حاشدي «متخصص في بيع المكيفات المستعملة» أن 60 % ما يصلهم من بضائع تباع كسراب بقيمة تتراوح ما بين 150 إلى 200 ريال للمكيف الواحد.