ينفرد طريق الساحل الغربي جنوباً، ما بين القنفذة وجازان، وكذلك مدنها، بمئات محلات بيع الأواني الفخارية والحجرية التراثية والقديمة، التي لا زالت صامدة أمام متغيرات وموضات صناعة أواني تجهيزات أطعمة المنازل والمطاعم. جولة "الرياض" على عشرات المدن والقرى كشفت أن محلات بيع الأواني التراثية والفخارية والحجرية تحظى بإقبال كبير وحضور دائم، وتتميز محلاتها بمساحات كبيرة وكثافة كبيرة وتنوع جاذب في المنتجات، حيث حولت تلك المحلات الطريق الساحلي إلى أشبه بمعارض تراثية وفنية مفتوحة أمام المسافرين ومستخدمي الطريق، لاكتشاف منتجات صناعة عريقة لها تاريخ موغل في القدم، لا زالت محافظة على تواجدها، وسط تحدٍ محموم مع منتجات الأواني الحديثة المستوردة.
وأوضح لـ"الرياض" إسماعيل حبني "موزع" أن قرب إطلالة شهر الصوم المعروف بحاجة الأسر والمطاعم لاستخدامات الأواني الحجرية والفخارية في إعداد وتجهيز وتقديم موائد رمضان في الإطار والعشاء والسحور إضافة إلى الإجازات المدرسية والصيفية ومنها إجازة ما بين الفصل الدراسي الثاني والثالث وارتفاع أعداد المسافرين على الطريق كلها عوامل مهم في تحريك السوق لجني الأرباح وتوفير مصاريف التشغيل، وبين أن الأسعار تتراوح ما بين 35 إلى 140 ريالاً لصحن المغش الحجري وما بين 20 إلى 25 ريالاً للمغش الطيني فيما تتراوح أسعار الأفران ما بين 100 إلى 160 ريالاً حسب السعة والحجم والجودة. وبينت جولة الرياض أن محلات بيع الأواني الفخارية والحجرية التراثية تنتشر بجلاء على طريق الساحل في محافظات الدرب وبيش وضمد وصبيا وصامطة. ويرى عبدة حكمي "متعامل" أن حرص ربات البيوت والمطاعم على تقديم موائد رمضان الشعبية في منطقة جازان وكثير من مدن الساحل الغربي الجنوبي مثل (المغش) الشهير وهو عبارة عن قطع اللحم والخضروات، ويُطهى في الميفا "التنور" إضافة إلى (كشنة السمك) والمخبوزات الشعبية، بمذاق يستهوي كبار السن وأجيال اليوم رفع من مبيعات تلك المحلات وحولها لحراك تجاري طوال ساعات اليوم على الطريق الدولي السريع. المحلات ذاتها تعرض أنواعاً مختلفة من الأواني المصنوعة من الخصف مثل المخصصة لتقديم وحفظ المخبوزات والسفر الخصفية الدائرية التقليدية بمقاساتها المتعددة، والطواحين الصخرية، والأواني الفخارية لحفظ وتبريد الماء مثل الأزيار، والشراب، والكاسات، إضافة إلى أواني تقديم القهوة من الفناجيل والدلال الطينية، والمباخر الملونة، وبأشكال ومقاسات مختلفة. الحرفية، والعمق التاريخي لصناعة الأواني والمباخر الفخارية والحجرية والخصفية، حولت كثير من مدن وقرى محافظات جازان إلى مصانع لإنتاج تلك المواد لتغذية أسواق مدن المملكة للأسر والمطاعم، بسلاسل إمداد تنشط في هذه الأيام حيث قرب حلول شهر الصوم والإجازة المدرسية. أواني الطبخ والأفران العصرية بألوانها الزاهية، والمزخرفة، وبأحجامها المختلفة، ومواد صناعتها من الزجاج والميلامين لم تفلح في اقتلاع صناعة وسوق الأواني الحجرية والطينية التراثية من أسواق جازان ومحطات الوقود على الطريق الساحلي.