حققت عملاقة الطاقة في العالم، شركة أرامكو السعودية نتائج قوية في كافة أصعدة أعمالها لعام 2024 المالية والإنتاجية والتسويقية والتوسعية والانتشار العالمي في قطاعات النفط والغاز والتكرير والكيميائيات والتكنولوجيا وانتقال الطاقة والاستدامة وحماية البيئة، محققة صافي دخل بلغ 398.4 مليار ريال (106.2 مليار دولار) برغم انخفاضها بنسبة 13 % عن عام 2023 البالغة 454.8 مليار ريال (121.3 مليار دولار).
وقالت الشركة إن سبب انخفاض الأرباح خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق يعود إلى انخفاض الإيرادات التي بلغت 1,801,670 تريليون ريال في 2024 مقابل 1,856,373 تريليون ريال في العام السابق بانخفاض 2.9 %، وذلك نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية.
وقابل ذلك جزئيًا ارتفاع الكميات المبيعة من المنتجات المكررة والكيميائية. إضافة إلى انخفاض الدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، وارتفاع تكاليف التشغيل، وانخفاض دخل التمويل والدخل الآخر. وقد قابل ذلك جزئيًا انخفاض ضرائب الدخل والزكاة.
وحول ذلك قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر: "يؤكد صافي الدخل القوي وتوزيعات الأرباح الأساسية المتزايدة مرونة أرامكو السعودية الاستثنائية وقدرتها على الاستفادة من نطاق أعمالها الفريد، وتكلفة إنتاجها المنخفضة، ومستوياتها العالية من الموثوقية، وذلك لتقديم أداء ريادي في القطاع لمساهمينا وعملائنا.ولفت الناصر إلى أن الطلب العالمي على النفط قد وصل إلى مستويات مرتفعة جديدة في عام 2024، ويتوقع مزيدًا من النمو في عام 2025. وقال، "ونظرًا لأن الطاقة الموثوقة والمستدامة تشكّل مفتاح النمو للاقتصاد العالمي، فإننا نواصل إحراز تقدم في المشاريع التي من شأنها المحافظة على طاقتنا الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام، وتوسيع قدراتنا في مجال الغاز، وتحقيق المزيد من التكامل بين قطاع أعمال التنقيب والإنتاج وقطاع أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق لتحقيق قيمة إضافية، والمساعدة في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".وقال إن أرامكو تعتمد وتطبق تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في أعمالها، بما يتيح المزيد من الكفاءة وتحقيق القيمة عبر مختلف مستويات أعمال الشركة. ويشكّل الانضباط الرأسمالي جوهر إستراتيجية أرامكو السعودية، مما يمكّنها من تحقيق النمو والاستفادة من القيمة عبر حلول الطاقة التقليدية ومصادر الطاقة الجديدة.وبلغت التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل 508.9 مليار ريال (135.7 مليار دولار) مقارنة بعام 2023 البالغة 537.8 مليار ريال (143.4 مليار دولار). وبلغت التدفقات النقدية الحرة 320.0 مليار ريال (85.3 مليار دولار) مقارنة بالعام السابق 379.5 مليار ريال (101.2 مليار دولار).
ويتماشى صافي الدخل للربع الرابع من عام 2024 البالغ 87,325.00 مليار ريال، مقابل 102,867.00 مليار ريال بانخفاض 15.1 %، مع ما أجمعت عليه آراء المحللين، على الرغم من بعض الرسوم غير النقدية الأخرى التي تبلغ حوالي 6.5 مليارات ريال (1.7 مليار دولار).وأعلن مجلس الإدارة عن توزيعات أرباح أساسية عن الربع الرابع من عام 2024 بقيمة 79.3 مليار ريال (21.1 مليار دولار) سيتم دفعها في الربع الأول من عام 2025 وذلك بزيادة قدرها 4.2 % على أساس سنوي مما يعكس تركيز أرامكو السعودية على تقديم أرباح مستدامة ومتزايدة
وتم الإعلان عن توزيعات أرباح مرتبطة بالأداء بقيمة 0.8 مليار ريال (0.2 مليار دولار) سيتم دفعها في الربع الأول من عام 2025 بناءً على الآلية المعلنة مسبقًا. وتتوقع الشركة أن يتم الإعلان عن إجمالي توزيعات أرباح بقيمة 320.4 مليار ريال (85.4 مليار دولار) في عام 2025. وسجلت الاستثمارات الرأسمالية قيمة 199.9 مليار ريال (53.3 مليار دولار) في عام 2024 يتضمن 189.0 مليار ريال (50.4 مليار دولار) من النفقات الرأسمالية الرئيسة. ويتراوح النطاق الاسترشادي للاستثمار الرأسمالي لعام 2025 بين 195.0 مليار ريال (52.0 مليار دولار) و217.5 مليار ريال (58.0 مليار دولار) باستثناء حوالي 15.0 مليار ريال (4.0 مليارات دولار) من تمويل المشاريع.
وأحرزت أرامكو تقدّم بمسار تنفيذ إستراتيجية النمو في قطاع أعمال التنقيب والإنتاج وقطاع أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق، مع تدفقات نقدية تشغيلية إضافية محتملة تتراوح بين 34.0 مليار ريال (9.0 مليار دولار) إلى 38.0 مليار ريال (10.0 مليار دولار) من النمو في أعمال الغاز بقطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، وبين 30.0 مليار ريال (8.0 مليارات دولار) إلى 38.0 مليار ريال (10.0 مليارات دولار) من النمو في أعمال قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، بحلول عام 2030.وتوفر الطاقة الاحتياطية للشركة المرونة اللازمة للمساعدة في تلبية النمو المحتمل للطلب على النفط. وعند الحاجة، فإن الاستفادة من مليون برميل يوميًا من الطاقة الاحتياطية الحالية يمكن أن يُسهم في تحقيق 45.0 مليار ريال (12.0 مليار دولار) إضافية في التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل، استنادًا إلى متوسط السعر لعام 2024.
من جانبه، قال ياسر بن عثمان الرميان رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، في رسالة للمساهمين، خلال السنوات الخمس التي مرت منذ طرح أرامكو السعودية للاكتتاب العام الأولي، قدمت الشركة توزيعات أرباح استثنائية وحققت أرباحا قوية منقطعة النظير، لتستمر في تقدم قيمة لمساهميها، حيث قدمت الشركة توزيعات أرباح بلغت 1,656.4 مليار ريال (441.7 مليار دولار) خلال هذه الفترة.
وقال الرميان "يسرني أيضًا أن أشير إلى أننا رحبنا خلال عام 2024 بانضمام عدد كبير من المستثمرين الجدد لقصة النمو المتواصلة في أرامكو السعودية. وقد تحقق ذلك من خلال طرح عام ثانوي، وإصدار سندات دولية، وإصدار صكوك دولية. وقد شهدت هذه المعاملات الثلاث اقبالاً كبيراً في السوق، مما يؤكد التميز التشغيلي والمالي المستمر لأرامكو السعودية، بالإضافة إلى ثقة المستثمرين في إمكانات شركتهم على المدى البعيد".
وقد أسفر الطرح العام الثانوي في يونيو عن بيع الحكومة نحو 1.7 مليار سهم، أو ما يمثل 0.7 % من الأسهم المصدرة للشركة. وقد ساهم هذا الطرح في تحقيق العديد من الأهداف، منها زيادة تنويع قاعدة المساهمين في الشركة على الصعيدين الدولي والمحلي، بالإضافة إلى زيادة سيولة الأسهم.
وفي يوليو، أصدرت أرامكو السعودية سندات دولية تجاوز عدد الاكتتاب فيها ستة أضعاف، بناء على الحجم الأولي المستهدف، في ظل الطلب القوي من قاعدة متنوعة من المستثمرين المؤسسين الحاليين والجدد على حد سواء. ثم أنجزت أرامكو في أكتوبر إصدار صكوك دولية مَّقومة ً بالدولار الأميركي، تجاوز أيضا حجم الاكتتاب فيه أكثر من ستة أضعاف.إلى ذلك تحرص أرامكو السعودية كل الحرص على الاستثمار اليوم بعقلية تستهدف المدى البعيد. ويشمل ذلك العديد من مشاريع زيادة إنتاج النفط الخام المقرر بدء تشغيلها في السنوات المقبلة للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة وضمان القدرة على تزويد عملائها بإمدادات موثوقة من الطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، ستسهم هذه الزيادات على استمرار المرونة التشغيلية التي تمتاز بها أرامكو السعودية، كلما كان ذلك ضرورياً. وحققت أرامكو خلال العام الماضي مزيداً من التقدم نحو تحقيق هدفها المعلن سابقا والمتمثل في زيادة طاقة إنتاج غاز البيع بدرجة كبيرة بحلول عام 2030 وتعزيز مكانتها في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال الآخذة في التوسع.
وتواصل أرامكو السعودية سعيها لاقتناص فرص في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق تمكنها من تحقيق قيمة إضافية. ففي عام 2024 استثمرت الشركة في مشاريع التكرير والبتروكيميائيات في عدد من الأسواق الرئيسة، بينما وسعت نطاق وجودها في قطاع البيع بالتجزئة في مناطق جغرافية مختارة. وقامت الشركة في السنوات الأخيرة بعدد من الاستثمارات في حصص ملكية صغيرة وحقوق بيع كبيرة للنفط الخام في الصين، وذلك في إطار جهودها نحو زيادة أعمالها في مجال تحويل السوائل إلى كيميائيات. ومن خلال التوسع الاستراتيجي لمجموعة أعمال قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، تهيئ الشركة نفسها لتتمكن من تخصيص كميات أكبر من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي التي تنتجها للمصافي ومجمعات البتروكيميائيات التي تملكها بالكامل أو تملك فيها حصة ملكية. وهذا من شأنه أن يوفر مزيدا من المرونة خلال التقلبات الحتمية في سوق النفط.