شهدت أسواق السيارات المستعملة في المملكة العربية السعودية انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، حيث تراجعت قيمتها بنسبة 6 % للشهر الخامس على التوالي، وذلك بعد أن شهدت ارتفاعات تجاوزت 30 % في فترات سابقة. هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل مؤثرة، من أبرزها زيادة المعروض من السيارات المستعملة في الأسواق، حيث أدى توفر موديلات جديدة إلى زيادة عدد السيارات المعروضة للبيع، مما أسهم في خلق منافسة أدت إلى انخفاض الأسعار. كما أن الإجراءات التنظيمية التي اتخذتها وزارة التجارة لعبت دورًا كبيرًا في تهدئة الأسعار، حيث أشارت تقارير إلى أن هذه الإجراءات أسهمت في خفض الأسعار بنسبة تجاوزت 20 % خلال الشهر الجاري. إضافة إلى ذلك، فإن السماح باستيراد السيارات المستعملة وفقًا للمواصفات السعودية فتح الباب أمام المزيد من الخيارات للمستهلكين، مما زاد من التنافسية وأسهم في تراجع الأسعار.
ويُلاحظ أن بعض الموديلات، شهدت انخفاضًا ملحوظًا في أسعارها بسبب طرح الإصدارات الجديدة، ما دفع أصحاب الموديلات السابقة إلى بيع سياراتهم بأسعار أقل، كما أسهمت التخفيضات التي أعلنت عنها بعض شركات السيارات، لموديلات 2023 و2024، في التأثير على أسعار السيارات المستعملة. وفي ظل هذا التراجع، يجد المستهلكون فرصة مناسبة لشراء سيارات مستعملة بأسعار أقل مما كانت عليه قبل أشهر، إلا أنه من الضروري التأكد من حالة السيارة وفحصها جيدًا قبل إتمام عملية الشراء، لضمان الحصول على صفقة جيدة تتناسب مع احتياجاتهم.
إلى ذلك، مع توفر موديلات جديدة، أصبح هناك فائض من السيارات المستعملة المعروضة للبيع، وهو ما دفع الملاك إلى خفض الأسعار لجذب المشترين. كما أن استيراد السيارات المستعملة من الخارج زاد من الخيارات المتاحة للمستهلكين، ما عزز المنافسة وأسهم في انخفاض الأسعار بشكل أكبر. وبفضل هذه العوامل، أصبح بإمكان المستهلكين في السعودية الحصول على سيارات بأسعار أكثر تنافسية، مما يتيح لهم فرصًا أفضل عند الشراء، خاصة في ظل الإجراءات التنظيمية التي ساعدت في ضبط السوق وتحسين العرض والطلب.
ويقول الاقتصادي فهد شرف "إنه بجانب زيادة المعروض من السيارات المستخدمة والجديدة، أسهمت أيضا المزادات الخاصة في السيارات المختلفة في خفض أسعار السيارات بشكل كبير وملحوظ، حتى إن تلك المزادات باتت تشهد إقبالا كبيرا من قبل مرتادي تلك المزادات لشراء السيارة المناسبة.
وقال شرف: "مع مضي المملكة قدماً نحو تحقيق رؤيتها لعام 2030، تمهد من خلال منشآتها الطريق لصناعة السيارات الكهربائية وتوسيع سلسلة التوريد، حيث يحظى هذا الكيان بدعم كبير لتنمية المواهب المحلية في قطاع التكنولوجيا، ونتطلع إلى تقديم السيارات المجمّعة للعملاء داخل المملكة وخارجها، وهذا الأمر بحد ذاته يمثل نقلة نوعية أمام ارتفاع أسعار السيارات بين الفينة والأخرى من غير مبررات واضحة.
تُعتبر مزادات السيارات أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في خفض أسعار السيارات المستعملة في المملكة، حيث توفر هذه المزادات بيئة تنافسية بين المشترين، مما يؤدي إلى بيع السيارات بأسعار أقل من السوق التقليدية. ومع تزايد عدد المزادات سواء الإلكترونية أو الحية، أصبح هناك معروض أكبر من السيارات المستعملة، مما يسهم في خفض الأسعار بشكل ملحوظ، كما أن المزادات تتيح للمشترين فرصة الحصول على سيارات بأسعار تنافسية، خاصة مع وجود سيارات مستوردة أو سيارات الشركات التي تُعرض للبيع بأسعار تقل عن السوق. هذا بدوره يزيد من المعروض ويضغط على أسعار السيارات المستعملة في الأسواق العادية، مما يجعلها في متناول شريحة أوسع من المستهلكين.