في منزلي توجد منافسة قوية بين الأزرق والأصفر والغلبة دوماً للأخضر
المقارنة معدومة بين رواتب اللاعبين والأطباء وعلو الرواتب أو قلتها يعتمد على عاملين التميز والندرة
نجـوم الرياضـة قدوة خصوصاً للشـباب
إدمان المشي رياضة لا يمكن التخلي عنها
أحرص على الحضور فقط في المباريات الجماهيرية
أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين فقط، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها.
تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية.
يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا الدكتور عبدالله فاضل الشهري، أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة الملك سعود، استشاري الجراحة العامة وجراحة الصدر والمناظير للأطفال وحديثي الولادة.
بدايةً.. هل واجهت صعوبات في تخصصك الطبي؟
بداية شاكر لكم «دنيا الرياضة» على هذا اللقاء، وفيما يخص صعوبات التخصص، فلا بد أن يقابل المرء صعوبات لتحقيق أهدافه ولكن يتغلب عليها بالإصرار والثقة بالنفس بعد توفيق الله.
ما النصائح التي يقدمها الدكتور عبدالله رياضيا لطلاب الطب؟
حدد أهدافًا واقعية: ضع أهداف لياقة بدنية قابلة للتحقيق لتجنب الإرهاق أو الإصابات.
كن مرنًا في الأسابيع التي تتطلب مجهودًا، يمكنك التحول إلى تمارين أقصر وأكثر كثافة مثل تدريب الكثافة العالية (HIIT)، كرس وقتا للتعافي، قم بإدراج أيام راحة، تمارين الإطالة، ونوم كافٍ.
عزز الانضباط، ممارسة الرياضة مع الأصدقاء أو الانضمام إلى فريق رياضي يمكن أن يوفر الدافع ويساعد في الحفاظ على العادة، من خلال دمج التمارين في الروتين اليومي، يمكن لطلاب الطب تحسين صحتهم البدنية والنفسية، بالإضافة إلى تعزيز أدائهم الأكاديمي وتطوير عادات صحية تدعمهم طوال مسيرتهم المهنية.
كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟
اللاعب الرياضي صاحب الإنجازات ومحط إعجاب المعجبين هو في واقع الحال خير نموذج وقدوة خصوصاً للفئة اليافعة، وبهذا فسلوكه السيئ والحسن وتصرفاته وهيئته وأفكاره هي بلا شك مؤثرة جداً تفوق تأثير نصائح الآباء وتوجيهات المربين وإرشاد المدرسين.
اللاعبون المبدعون يحصدون التكريم والتشجيع والدروع أكثر من أي مبدع في فن آخر كالمبدعين في الطب والهندسة والفلسفة، وأظن أن الفارق في التكريم يرجع إلى طبيعة وديمومة ما يقدمه كل صنف، فبينما يتألق المختص في المجال العلمي والطبي لمناسبة أو مناسبتين، فإن اللاعب يتألق بشكل دوري ودائم.
قاعدة «الرياضة للصحة وللمتعة» قاعدة كانت ولا زالت، ولا يستطيع أحد إفسادها أو يحد من انتشارها، فالغالبية العظمى من البشر لا زالت تمارس الرياضة لهذين الهدفين، لكن لا يمنع ان ينبثق هدف ثالث ورابع بحسب قاعدة العرض والطلب، فالقاعدة الجديدة «الرياضة للمال» هي إضافة لأهداف الرياضة الأساسية ولا تحد من أهداف الرياضة الأخرى.
في العالم بأسره، دائماً ما يكون الأطباء وغيرهم من الطبقة الوسطى وليست الطبقة الغنية، بعكس المشهورين من اللاعبين والفنانين الذين يكونون في مصاف الطبقة الغنية ويتقاضون ملايين «عليهم بالعافية»، وعلو الرواتب أو قلتها تعتمد على عاملين؛ التميز والندرة.
المشي ثم المشي ثم المشي، والمشي هي الرياضة التي فرضت نفسها على الكثير خصوصاً ممن تجاوزوا الخمسين، ولا أخفيك أن النوادي الرياضية لم تعد بالنسبة لي مطلباً بعدما أدمنا على المشي مع فِرق المشي، وما أجمله من إدمان، ويضاف لرياضة المشي.
فعلًا هذا الكلام صحيح، لأن أسلوب الحياة الصحي المشتمل على العادات اليومية الصحية يجعل الجسم في حالته المثالية التي تضمن للشخص حياة صحية سليمة وخالية من الأمراض.
أتفق مع هذه المقولة، وبصراحة تطبيقها على أرض الواقع أمر صعب بسبب وجود بعض المشتتات التي تحول دون تطبيقها مثل الألعاب الإلكترونية التي تشغل الأطفال عن ممارسة الرياضة بشكلها الفعلي فالبديل موجود في الألعاب الإلكترونية، وعلى سبيل المثال كرة القدم.
العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟
هي عبارة الهدف منها الحث على ممارسة الرياضة وأنها تنعكس على عمل الإنسان وحياته اليومية: «ابدأ رياضتك لتنعم بحياتك» أو «عقلك السليم في اهتمامك بالتعليم».
لا أحد ينكر أن هناك بعض الجهود المبذولة في هذا المجال، ولكن تعتبر هذه الجهود جهودا متواضعة جدًا بنشر التوعية الطبية، وبصراحة الملاعب والمنشآت الرياضية تعتبر منبرا قويا ومشاهدا من قبل العديد من أطياف المجتمع مما يجعل الرسالة الموجهة من خلالها قوية وتصل بشكل أسرع، لذلك وجود المحتوى الطبي في هذه المنابر مهم جدًا.
وحسابات مواقع التواصل للأندية المُتابعة وكثافتها ما تزال بعيدة عن الحملات التوعوية الطبية؟
من المهم جدًا معرفة أن رسالة الأندية الرياضية ليست مختزلة في الرياضة فقط بل هي كذلك اجتماعية ثقافية مما يحمل هذه الأندية مسؤولية اجتماعية كبيرة في نشر المحتوى الذي يخدم تلك الرسالة.
بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟
أنا مؤمن جداً بأهمية الرياضة لصحة الجسم والسلامة الذهنية وتحسين المزاج لذلك أحاول دمجها في روتيني اليومي المزدحم وذلك إما في النادي أو بالمشي والهرولة في الحي.
هل قمت بزيارة للملاعب الرياضية؟
أحاول حضور المباريات الجماهيرية الحماسية وخصوصا في هذا الوقت المتميز الذي تبدع بلادنا -حفظها الله- في دعم مختلف الرياضات وتنظيم واستضافة كثير من الفعاليات الرياضية المتميزة.
أي الملاعب السعودية بنظرك أكثر جاذبية للحضور؟
تجارب الحضور لي كلها في الرياض حيث تجد الملاعب تطوير مستمر وهي بشكل عام جيدة جدا ونطمح لمزيد من الملاعب المتميزة وخصوصا في ظل تحضير بلادنا الغالية لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034.
لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟
يوجد منافسة قوية بين الأزرق والأصفر.. ولكن الجميل أن الغلبة دائما للأخضر.
* أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
نكتفي بالأخضر دائما وأبدا.
في وجه كل من يمارس التعصب الرياضي بشتى أنواعه والأسوأ حين يتربى الأطفال على هذا التعصب وألا يفرقوا بينه وبين التشجيع.
ولمن توجه البطاقة الصفراء؟
لكل من لا يعرف الفرق بين التشجيع الحماسي الجميل والتعصب البغيض.
أخيرا روشتة تقدمها للجماهير الرياضية؟
التشجيع الرياضي شيء جميل ومميز فلنجعله يجمعنا ولا يفرقنا، يقربنا ولا يبعدنا، ولنحرص أن يدخل التشجيع البهجة والسعادة للبيوت، وألا يكون سببا في الحزن والتوتر وقطع العلاقات نتيجة التعصب والمبالغة.