تخطيط متقن وجهود مستمرة هاجسها التفوق وتحقيق رؤية المملكة السامية
إن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للمشهد الترفيهي في وطننا، خطوة هامة لتنشيط وتحريك ودعم النمو الاقتصادي في المملكة، ولقطاع السياحة أيضاً، الذي حقق هو الآخر أرقاما قياسية لافتة، أشادت بها منظمات دولية.
ومنذ أن أنشئت الهيئة العامة للترفيه وهي تحفل بالمنجزات المتلاحقة والمتتابعة، التي صَنعت فارقاً بقطاع الترفيه في المملكة، وفق رؤية شاملة، بما فيها الرياضة، التي تسهم في الترويج لوطننا، من خلال تنظيم بطولات عالمية وجذب مشاهير النجوم لزيارة وطننا، وهو الأمر الذي سيسهم في جذب أنظار محبي هؤلاء النجوم في مختلف الرياضات إلى وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» خلال الفترة المقبلة.
ودائماً يحرص رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، بكثير من التقدير والاعتزاز، برفع شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ يحفظهما الله ـ على اهتمامهما الدائم بقطاع الترفيه، ودعمهما الكبير للرقي بهذا القطاع، في ظل الرؤية السعودية 2030.
القوة الناعمة
ماذا يعني أن يستضيف وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) وعلى مدار ثماني سنوات منذ تأسيس هيئة الترفيه أحداثاً رياضية عالمية بارزة، مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، وبطولات موسم الرياض لكرة القدم، والسوبر كلاسيكو لمباراة البرازيل والأرجنتين، ونهائي الملاكمة العالمي، وأكبر عرض لرويال رامبل، ونهائي السيارات، وألعاب المغامرات، وبطولة الشطرنج، وما علاقة تأثير مردودها المعنوي على مصطلح «القوة الناعمة Soft Power»، الذي يتكامل بين وسائل الإعلام والموسيقى والفن والسينما والرياضة إلى غير ذلك، ويترجم وما نريد إيصاله للعالم من إشارات، ومن سمعة كبيرة، عن دولة حديثة نامية؟
لقد صاغ مفهوم «القوة الناعمة» أستاذ العلوم السياسية جوزيف ناي العميد السابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد في تسعينيات القرن الماضي لوصف النفوذ الذي تفعله الآداب والثقافة والفنون وحتى الرياضة على الجذب والإقناع الانفعالي والتأثير المعنوي.
ونستطيع تقصِّي أكثر من أثر إيجابي لتلك الأحداث الرياضية العالمية البارزة التي استضافتها المملكة، على حد الفخر الذي ملأ نفس رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه معالي المستشار تركي بن محمد آل الشيخ، بقوله: «الترفيه في السعودية أصبح محط أنظار العالم، ويضمن فعاليات عالمية، وصارت السعودية واجهة تنافس في استقطاب أفضل العروض العالمية»، ونحن نشاهد اهتمام وشغف الصحافة الرياضية العالمية، وحسابات الشخصيات الرياضية والمشجعين الرياضيين على اختلافات ميولهم في الألعاب الرياضية على وسائل التواصل الاجتماعي.
فحضور أبطال وموهوبي تلك الألعاب الرياضية الأكثر شهرة ومتابعة على مستوى العالم، يساهم من دون أدنى شك في الترويج الخارجي لوطننا، ليس فحسب فيما هو متعلق بالصناعة الرياضية، وإنما بالعديد من الصناعات السياحية والثقافية والترفيهية التي تعتبر مرتكزاً لقصص وروايات الإعلام الدولي.
لذلك لم تعد تلك الأحداث الرياضية العالمية البارزة فحسب مجرد رياضة تجلب المتعة لآلاف الملايين حول العالم، وينتهي تأثيرها بمجرد انتهاء فعالياتها، وإنما تحوِّل تلك الأحداث إلى سبب مهم للترويج عن المملكة العربية السعودية من الجوانب الثقافية والإعلامية، والسياحية، وعنصراً رئيساً من عناصر القوة الناعمة لوطننا الحبيب.
موسم الرياض 2024
لقد كشف موسم الرياض 2024 «الذي انطلقت فعالياته في 12 أكتوبر، بحضور وسائل الإعلام المحلية والدولية، عن عدد البطولات العالمية والمقررة في الموسم والتي تبلغ 11 بطولة عالمية، حيث ستستضيف منطقة «بوليفارد سيتي» بطولة موسم الرياض «بريمر بادل»، وبطولة ماستر العالم للسنوكر في نسختها الثانية لعام 2024، وافتتاح أكاديمية السنوكر مع بطل اللعبة الشهير روني أوسوليفان، للمرة الأولى في العالم، وبالشراكة مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، ستقام تجربة تفاعلية لممارسة لعبة البادل باستخدام الابتكار والتقنية، بالإضافة إلى منطقة «المملكة أرينا» التي ستشهد توسعة بنسبة أكثر من 40 في المئة حيث ستحتضن أكثر من 27 ألف متفرج على موعد مع 4 بطولات عالمية، منها حفل الافتتاح الذي سيشهد تحديد بطل العالم لوزن خفيف الثقيل في الملاكمة، عندما يتواجه الروسيان أرتور بيتربيف وديميتري بيفول في نزال «كروان شو داون» الحاسم، وبطولة كأس السوبر الأفريقي 2024، والنزال الثأري الذي ينتظره العالم بين بطلي الملاكمة تايسون فيوري وأولكسندر أوزيك.
وفي «ذا فينيو»، إحدى المناطق الجديدة التي تنضم إلى موسم الرياض، استضافت بطولة التنس التي يترقبها العالم «سيكس كينج سلام»، وجمعت أشهر وأهم 6 لاعبين في كرة المضرب في الترتيب العالمي، إضافة إلى عرض المصارعة الذي سيقام على مدى يومين متتاليين، وهو واحد من العروض العالمية التي ينظمها موسم الرياض هذا العام كعادته السنوية، ولكن هذه المرة بقائمة مصارعين أقوى ضمن أقوى موسم ترفيهي شامل ومتنوع في العالم.
تأثير الرياضة في الجذب
إن الأحداث الرياضية التي أقيمت في الأعوام الماضية، والأحداث الرياضية الـ11 التي ستقام هذا العام، جذبت ستجذب حركة سياحية بشكل ملفت، وهي جزء من برامج الوزارات والهيئات الحكومية، والمؤسسات الخاصة، وهذا يشجع المواطنين والزائرين والسائحين على رؤية تصاميم واتساع وجماليات المنشآت الرياضية والسياحية والثقافية والترفيهية، واسكتشاف الخريطة الرياضية والسياحية والثقافية والترفيهية في وطننا المتطور والراقي، فأيام موسم الرياض 2024 وغيرها من المواسم التي يتابع فيها المواطن وزوار المملكة والسياح الأحداث الرياضية ستطيل مكوثهم، وتدفعهم على استثمار أوقاتهم في العديد من المواقع والفعاليات السياحية والثقافية الشهيرة في المملكة، هذا إضافة إلى حزمة الفعاليات الترفيهية الأخرى والتي تشمل مجموعة مختارة بكل عناية من أشهر الفنانين الموسيقيين والصفوة من نجوم الغناء على مستوى العالم، إلى جانب ذلك جدول حافل من فعاليات ومناشط الترفيه العائلية.
إحصائيات كبيرة
لا شك أن مواسم الرياض أحرزت نجاحاً عظيماً جداً انعكست مخرجاته بصورة أكبر على الاقتصاد الوطني، إلى جانب تعزيز برنامج جودة الحياة للمواطن والزائر على حد سواء، وذلك يعود للاهتمام المتعاظم الذي يبذله صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث ساهمت البطولات والأحداث الرياضية بالاقتصاد الوطني بمئات الملايين من الريالات، من خلال بيع التذاكر والرسوم التشغيلية للسيارات ورسوم الأحداث والمناسبات والفنادق والمطاعم والمواصلات والخدمات المرافقة، ومن المتوقع أن تزداد القيمة المباشرة وغير المباشرة لموسم الرياض مستقبلاً في حال استغلال شركات القطاع الخاص داخل المملكة الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تفرزها فعالياته الشاملة لمختلف أنواع الترفيه ومجالاته المتعددة.
لقد كانت حصيلة عدد الزوار للفعاليات والأنشطة الترفيهية خلال العام المنصرم وفقاً لموقع العربية نت أكثر من 20 مليون زائر، منهم نحو مليوني سائح دولي خلال الـ5 أشهر فقط، وتوقع مختصون أن يشهد موسم الرياض هذا العام، توافد الزوار بأعداد تفوق المواسم الماضية، مؤكدين أن عمل الهيئة العامة للترفيه يتوافق مع مستهدفات الحكومة الساعية للوصول إلى 150 مليون زائر سنوياً بحلول 2030.
نجاح هيئة الترفيه
لقد ساهم نجاح الهيئة العامة للترفيه على مدى السنوات الماضية، في جعل هذه المناسبات والأحداث الرياضية بمثابة القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية التي ترجمت النهضة الحضارية التنموية الرائدة في جميع المجالات، كما ترجمت قدرة المواطن السعودي وكفاءته التنظيمية، فهذه الأحداث والمناسبات الرياضية عكست صورة بشكل ناصع لتقدم الإنسان السعودي، كما ساهمت في وضع المملكة على خريطة الرياضة العالمية، ورسخت وجودها وجعلها محط أنظار كل العالم، وعززت من مكاسب المملكة المختلفة وتواجدها الواضح على خارطة العالم الرياضية والسياحية والثقافية والترفيهية والإعلامية، وحرصها على إدراج العاصمة الرياض ضمن قائمة أفضل المدن للعيش في العالم، وذلك عبر تحسين نمط الحياة، وتحقيق أهداف برنامج جودة الحياة، الهادف إلى النهوض برفاهية المجتمع السعودي وتطوير وتنويع فرص التنمية المحلية.