الدهام أطلق أول صافرة في ملعب الملز قبل 56 عاماً
«الرياض» واكبت (خليجي 2) بملحق يومي شارك فيه الإعلاميون الخلجيون
ارتبط اسم ملعب رعاية الشباب بالملز في الرياض (استاد الأمير فيصل بن فهد حاليا) بالعديد من الأحداث الرياضية التاريخية، وشهدت ساحته ميلاد العشرات من نجوم الكرة السعودية وحتى الخليجية على مدى العقود الخمسة الماضية.
شيد هذا الملعب في عهد إدارة الأمير خالد الفيصل لرعاية الشباب في النصف الثاني من ثمانينات القرن الهجري الماضي ضمن برنامج إنشاء ثلاثة ملاعب في جدة والدمام بالإضافة للعاصمة الرياض.
افتتح رسميا عصر يوم الجمعة 24-2-1390هـ (1969م) بنهائي كأس الملك بين الأهلي والشباب برعاية الملك فيصل -رحمه الله- وانتهى لصالح الأهلي بهدف مهاجمه الراحل سليمان مطر الشهير بـ (الكبش)، فدخل التاريخ -رحمه الله- بأول هدف يسجل في ملعب الملز. فيما كان الدولي عبدالرحمن الدهام -شفاه الله- أول حكم يطلق صافرته في ذلك الاستاد ضمن طاقم مكون من: الدوليين عبدالله كعكي وصالح غلام -رحمهما الله-.
ودخل التاريخ أيضا في تلك المباراة قائد النادي الأهلي د. عبدالرزاق أبو داود كأول كابتن يتوج بأول بطولة في ملعب الملز.
التاريخ الخليجي يمر من الملز
بعد مرور عامين على افتتاحه احتضن ملعب الملز دورة كأس الخليج العربي في نسختها الثانية التي رعى افتتاحها الملك فيصل أيضا عصر يوم الأربعاء 30-1-1392هـ (15-3-1972م) وكان ذلك أول حدث رياضي كبير تستضيفه المملكة العربية السعودية واعتبر أضخم تظاهرة كروية بتاريخ الحركة الرياضية المحلية في ذلك الوقت.
(الرياض) في خليجي (2)
(الرياض) بدورها الإعلامي المميز واكبت ذلك التجمع الخليجي الكبير بإصدارها ملحق يومي تحت إشراف الأستاذ تركي عبدالله السديري -رحمه الله- لتغطية فعاليات البطولة والمساهمة في نجاحها إعلامياً وأفردت صفحاتها لمشاركات الأشقاء الإعلاميين الخليجيين.
ومما جاء في مقدمة تغطية (الرياض) للحفل الافتتاحي تحت عنوان (الفيصل الرائد شرّف حفل أمس محفوفاً بعواطف الجماهير):
«بقلوب عامرة بحبه، مخلصة له استقبلت جماهيرنا الرياضية باني نهضتها وحامي أمنها ومحقق استقرارها فيصلنا العظيم.. استقبلته بهتاف شق عنان السماء وهي ترى الأب القائد يأتي إليها ليشرف حفلها الكبير ويرعاه.. وأستطيع أن أقول بأن جلالته يوم أمس كان مع جميع الرياضيين في الرياض ممن تمكنوا من الدخول حيث كان عدد الجمهور يقارب الأربعين ألفاً من المتفرجين.
وقد هرعت هذه الجماهير في وقت مبكر إلى ملعب الملز لتأخذ مكانها في يوم من أهم أيامها.. يوم لقائها مع الفيصل في حفل افتتاح دورة الخليج. أتت الجماهير التي قرأت كثيراً وسمعت كثيراً عما يبذل من استعداد لإنجاح دورة الخليج وقد عادت هذه الجماهير بعد الحفل الشيق وهي باسمة سعيدة لأن العروض الرياضية الرائعة نطقت بمدى الاستعداد الكبير الذي بذله كل مسؤول وعلى رأسهم سمو الأمير فيصل بن فهد المدير العام لرعاية الشباب في سبيل البروز بمظهر مشرف تحقق لنا وتحدث عنه الأصدقاء من ضيوفنا.. تحدثوا عنه منصفين مما جعلنا نحمد الله على أن جهودنا لم تذهب سدى وأن الله أعطانا من النجاح بقدر ما بذلناه من جهود».
(المرعب) في الملعب
ومن الصفحات المضيئة في تاريخ ملعب الملز أنه كان نقطة انطلاقه لأسطورة الكرة الخليجية ونجم الكرة الكويتية الكبير جاسم يعقوب الملقب بـ (المرعب) من خلال نبوغه المبكر كمهاجم هداف بالرأس وبكلتا قدميه.
وبرز في دورة الخليج الثانية في الرياض ولم يخيب ظن من اختاره وراهن على نجاحه.. المدرب اليوغسلافي العالمي الراحل (بروشتش) الذي كان يتميز بقدرته الفنية العالية في اكتشاف المواهب وصقلها وهو المدرب الذي اكتشف بعد ذلك بسنوات موهبة المهاجم (الفذ) ماجد عبدالله إبان تدريبه للنصر في النصف الثاني من السبعينات الميلادية ثم أشرف بروشتش على مدرسة الهلال الكروية التي أسسها ودعمها بقوة الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير -رحمه الله- مطلع الثمانينات الميلادية وساهم في اكتشاف العديد من نجوم الهلال في حقبته الذهبية قبل أربعة عقود.
جاء الجوهرة جاسم يعقوب مع منتخب بلاده للرياض للمشاركة في خليجي 2 عام 1392هـ (1972م) شاباً مغموراً في الـ 18 من عمره يحمل طموحاً واسعاً ويملؤه التفاؤل بالقدرة على تحقيق النجاح وبلوغ المجد.
ودخل جاسم التاريخ من أول مباراة رسمية له مع منتخب الكويت في افتتاح تلك الدورة بإحرازه أول أهداف المباراة والبطولة في مرمى الكابتن العملاق أحمد عيد حارس المنتخب السعودي وأفضل حارس في خليجي (1) و(2).
18 هدفاً بتوقيع (الأيقونة الكويتية)
ومن ملعب الملز انطلق الأيقونة الكويتية وأسطورة الكرة الخليجية جاسم يعقوب ليرتقي سلم المجد بأروع إنجاز لم يحققه غيره في تاريخ المسابقة خلال ثلاث دورات خليجية متتالية، بدءًا من الرياض وسجل فيها ثلاثة أهداف، مرورا بالكويت وأحرز فيها ستة أهداف، وانتهاءً بقطر وسجل فيها تسعة أهداف، ليصبح على إثرها الهداف التاريخي لبطولات كأس الخليج العربي برصيد (18) هدفاً وهو الرقم الأعلى للهدافين الذي لم يبلغه غير (المرعب) جاسم.
ومن النجاحات الملتصقة باسم هذا الهداف الكبير أنه اللاعب الوحيد الذي سجل في المباراة الافتتاحية للدورة الخليجية في نسختين متتاليتين.. بمرمى المنتخب السعودي في البطولة الثانية (1972م)، وفي شباك الإمارات بالدورة الثالثة (1974م).
الأمم الآسيوية بصمة خالدة للجوهرة
لم تقتصر إنجازاته مع منتخب بلاده على تحقيقه لثلاث دورات خليجية، بل ساهم أيضاً في قيادة الكويت للفوز بأول بطولة للأمم الآسيوية في نسختها السابعة عام 1980م.
«قادسية جاسم» تاريخ بطولي
أما إنجازاته مع ناديه القادسية الكويتي، فكانت تتويجه بلقب الدوري خمس مرات، وكأس الأمير أربع مرات، فضلاً عن فوزه بلقب (هداف الدوري) الكويتي خمس مرات، و(هداف كأس الأمير) أربع مرات.
اعتزال قسري وعامين من العلاج
وبعد 11 عاماً من الركض في ميادين دورات الخليج اعتزل (أيقونة الكرة الكويتية) جاسم يعقوب مطلع عام 1983م قسراً على إثر إصابته بجلطة أقعدته آنذاك واضطر لإكمال علاجه في الولايات المتحدة الأمريكية وبقي هناك لفترة عامين ليعود في عام 1985م وأقيم له حفل استقبال تاريخي بمطار الكويت لدى عودته من رحلته العلاجية، وتخلل الاستقبال الشعبي إذاعة أغنية خاصة بالكابتن جاسم يعقوب بصوت الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر -رحمه الله- بمشاركة عدد من المطربين وكان اسمها: (متى تعود الجوهرة).
فيما كان اليوم الأخير للجوهرة جاسم في الملاعب 25-3-1985م حين حضر مباراة اعتزال وتكريم خاص له بمشاركة نادي الزمالك المصري.