لا شيء يدفع الإنسان بأن يضحي بأنفس ما لديه المال والوقت إلا دافع الحب والإنجاز، هذا ما نراه عندما نرى رئيس نادي العربي بعنيزة الأستاذ أمين الملاح، وعمله الدؤوب في محاولات الصعود بالنادي العربي إلى مصاف دوري روشن.
ولا يخفى على المتابع صعوبة إدارة نادٍ في الدرجة الثانية والصعوبات المالية واللوجستية، ورغم ذلك تجاوزته إدارة الرئيس العاشق أمين الملاح وصعد بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى، وليس الصعود إلى الدرجة الأولى أسهل من عقبات دوري الدرجة الثانية لأن الأمور تزداد تعقيداً اقتصادياً وعلى كافة الأصعدة الأخرى.
لحظة الصعود إلى دوري الدرجة الأولى مطالبات الجماهير والعشاق تزداد لأن البقاء في الدرجة الأولى ليس مطمعًا أبداً عند الجماهير عكس البقاء في الدوري الممتاز، والحمل يثقل ويزداد تعقيداً بين ضغط تلبية مطالب الجمهور بالصعود إلى الدوري الممتاز وحمل العمل الشاق في تسيير أمور النادي بشكل عام ليس فريق كرة القدم فقط لأن الموازنة بين تلك الأمور تحتاج رمانة جهد حديدية توازن بين الصرف المالي والإدارة الحكيمة وإدارة أزمات مستعدة لأي طارئ يعكر صفو مسيرة الفريق.
صعد فريق العربي إلى دوري الدرجة الأولى بعد تحقيق دوري الدرجة الثانية عام 2022م للمرة الثانية، بعد أن حقق في وقت سابق لقب دوري الدرجة الأولى عام1987، وكان الإنجاز الثاني برئاسة أمين الملاح بعد أن استلم دفة الرئاسة من الفاضل عبدالعزيز الدرع، وتعتبر عودة العربي إلى دوري الأولى تاريخية بعد غياب دام 28 عاماً عن دوري الدرجة الأولى.
وكان الموسم الأول للعربي بعد الغياب والتاسع تاريخياً في دوري الدرجة الأولى ولافت للنقاد والمتابعين وكان قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى الدوري الممتاز ولكن الأمتار الأخيرة دائماً ما يكون تجاوزها مرهق للعربي وتكرر شبه ذلك السيناريو في الظهور الثاني توالياً موسم 2023-2024 للعربي في دوري الدرجة الأولى مع اختلاف طفيف في بعض الأرقام والأحداث، وهذا هو العربي في الظهور الثالث توالياً في دوري يلو والحادي عشر تاريخياً.
تحت قيادة ملاح سفينة العربي أمين الملاح يطمح أن يصل إلى مراسي دوري روشن وإعادة إنجاز موسم 1989- 1990م عندما صعد العربي حينها تحت رئاسة القدير أحمد التركي وإشراف المدرب أكرم سلمان
واليوم بعد تعاقد مجلس إدارة العربي مع المدرب الكرواتي دامير بوريتش صاحب التجربة البارزة في الكرة الألمانية مع بوروسيا مونشنغلادباخ وقادم من تجربة محلية سابقة مع أحمر العاصمة نادي الرياض.
وهو تحديه الثاني يخوضه مع الأندية السعودية، لن يجد الكرواتي بوريتش صعوبة في إدارة الدفة التدريبية للنادي العربي في دوري يلو لمعرفته بالأجواء الكروية السعودية ومعرفته باللاعب السعودي خاصةً.
كان الاختيار من قبل إدارة النادي العربي صائب للمدرب دامير بوريتش وهو اختيار متدارك بعد البداية المتذبذبه مع المدرب السابق ماهر الشمري.
اختيار مدرب صاحب خبرة سابقة لا يترك وقتاً وجهداً للمدرب للتأقلم لمعرفته وإلمامه بجميع الأمور التي يحتاجها في مهمته وسهولة التواصل مع اللاعبين بحكم الخبرة السابقة التي تسمح للتوجيهات والملاحظات سوا في التدريب أو أثناء سير المباريات لقربه من اللاعبين وهذه نقطه إيجابية للاعبين والمدرب. كذلك هناك نقطه إيجابية أخرى وهي معرفة المدرب للجوانب الاجتماعية للاعبين بحكم التجربة السابقة محلياً والتجربة الأوربية المتنوعة الذي أتاحت له التعامل مع مزيج من البيئات المختلفة التي تصب في مصلحة النادي العربي.
وكأن الأسماء والأحداث تشبه سناريو صعود عام 89 -90، فالعربي صعد تحت قيادة المدرب العربي أكرم سلمان الذي استلم دفة تدريب العربي بنفس الظروف الذي يعايشها دامير بوريتش حالياً. واليوم يعود حلم الصعود يراود الجماهير العرباوية تحت قيادة الكرواتي المخضرم وربان السفينة أمين الملاح، الذي لا يختلف شغفاً وحباً للعربي عن رئيس صاحب آخر إنجاز صعود الوجيه أحمد التركي، وأعضاء مجلس الإدارة الموقرين الذين يدفعهم حب العربي للعمل ولا غير ذلك دافع.
أتمنى أن تتكلل هذه الجهود بالصعود وأن يكون ذلك ليس آخر الطموح وأن يكرر العربي التجربة الناجحة واللامعة لأشقائه في منطقة القصيم نادي التعاون ونادي الرائد في الدوري الممتاز اللذين أصبحا من أضلاع الدوري الممتاز لما في ذلك انعكاس إيجابي على الرياضة السعودية عامةً والرياضة في منطقة القصيم خاصة.
لا أرى أي رياضي منصف لم يرَ كيف عادت الروح والحياة للجماهير في ملعب إدارة التعليم في عنيزة ويرى الجهود المبذولة من جميع النواحي من قبل إدارة ملاح سفينة العربي أمين الملاح، ولا يتمنى إشراقة شمس روشن على العربي وجماهيره، موسم ثالث للربان وإدارته أتمنى أن ينطبق عليه المقولة الدارجة «الثالثة ثابتة».