اللاعبون المعتزلون مهددون بالسمنة والأمراض النفسية وهشاشة العظام
قانون العرض والطلب والموهبة يتحكمان بما يتقاضاه اللاعبون من ملايين
أشجع الهلال خارجياً وأميل للأهلي والنصر محلياً وأحترم الشباب
الحمراء لمن يؤذي الآخرين ويشوّه سمعتهم والصفراء لكل حاقد وحاسد
أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين فقط، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الدكتور خالد خضر، دكتوراة في الجودة والإدارة الصحية، ورئيس مجلس إدارة جمعية جودة الرعاية الصحية.
هل سبق أن مارست كرة قدم؟
كيف تقيّم مستواك كلاعب؟
كنت ألعب كمهاجم وأحمل دائماً القميص رقم 10، وقد حصلت ولله الحمد على العديد من الجوائز والميداليات ومنها جائزة الهداف في أحد الدوريات الرمضانية.
هل سبق ومارست رياضات أو ألعاباً أخرى؟
نعم، فقد لعبت كرة الطائرة وحصلت على ميدالية أفضل مستقبل في إحدى المسابقات، وكذلك لعبت تنس الطاولة وحصلت على المركز الثالث على مستوى المدرسة الثانوية، وكذلك لعبت التنس الأرضي. كما شاركت في سباق الجري 200 متر على مستوى جامعة الملك سعود وحصلت على ميدالية المركز الثالث وكان من بين المتسابقين لاعبون من المنتخب السعودي لألعاب القوى. ومازلت أمارس بعض هذه الرياضات ولكن بشكل غير مستمر.
كثير منا لا يمارس الرياضة بسبب الكسل أو قلة الوعي بفوائدها، ما رأيك؟
الرياضة مهمة لصحة الجسم وللوقاية من العديد من الأمراض، ويحتاج أن يكون للأشخاص قوة إرادة وعزيمة وشغف لجعل الرياضة عادة يومية مع أخذ القسط الكافي من الراحة والنوم واتباع نظام غذائي جيد يساعد في التغلب على الخمول والكسل.
نجد أن المشي هو الرياضة المثالية التي يمكن التوصية بها للجميع، ما رأيك؟
رياضة المشي تعد من أسهل أنواع الرياضات من حيث الممارسة، وتناسب جميع الفئات العمرية، حيث ينصح بممارسة المشي على الأقل لمدة 30 دقيقة باليوم لمدة خمسة أيام بالأسبوع. حيث تحافظ على صحة القلب وتنشط الدورة الدموية وتعزز جهاز المناعة وتقوي العضلات والمفاصل وتحسن المزاج وعملية التنفس.
ما أهمية الرياضة للوقاية من أمراض العصر؟
تعود ممارسة الرياضة بانتظام بفوائد صحّية بدنية ونفسية كبيرة، حيث تسهم في الوقاية من الإصابة بالأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وداء السكري، وفي المساعدة عليها علاجياً، وتقلّل كذلك من أعراض الاكتئاب والقلق، وتعزّز صحّة الدماغ.
بحكم معرفتك، هل الاهتمام بالصحة والرياضة يعالج الأورام السرطانية؟
ممارسة الرياضة تعتبر وقاية للشخص من الإصابة بمرض السرطان. كما أن التمرينات في مرحلة المرض تساعد في التغلب على السرطان مع الالتزام بنظام غدائي صحي مناسب وعدم التدخين والاهتمام بالفحوصات الدورية المناسبة.
هل برنامج جودة الحياة الصحية جعل المملكة دولة رائدة رياضياً وصحياً؟
منذ إطلاق برنامج جودة الحياة عام 2018، كأحد برامج رؤية السعودية 2030، فقد أسهم في تحويل المملكة إلى وجهة للفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية التي حققت شهرة واسعة، وجعلها نقطة جذب سياحية إقليمية ودولية، وبلدًا رائدًا ومتطورًا يفخر كل مواطن بالانتساب إليه. حيث اشتمل هذا البرنامج على عدد من البرامج، وعدة أهداف بلغ عددها ثلاثة وعشرون هدفاً، ومن هذه الأهداف: التشجيع على ممارسة الأنشطة الرياضية في المملكة والتميز بالرياضات إقليميًا وعالميًا. كما ساهم البرنامج في تحسين نوعية الحياة إلى نتائج أفضل في السعادة والصحة والعلاقات والرضا عن الحياة بشكل عام، مما جعل المملكة تتفوق على كثير من الدول المهمة عالمياً في عدد من المؤشرات التي تتعلق بجودة الحياة والسعادة وترتقي للمراتب الأولى.
كيف تقيم جهود المملكة في تبني مجتمعاً صحياً رياضياً يحقق جودة الحياة للأسرة؟
هناك جهود متواصلة دعمتها رؤية 2030 بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، ساهمت في تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة الفرد والمجتمع في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. ولعل العمل على إحدى المبادرات وهي إنشاء مسارات للمشاة في مختلف مناطق وأحياء المملكة لتعزيز مفهوم رياضة المشي، والتي تعد من أهم الرياضات للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، دور كبير في تعزيز وتحسين الصحة العامة مما انعكس إيجاباً على جودة الحياة للأسرة والمجتمع.
هل اللاعبون المشاهير بعد الاعتزال واختفاء الأضواء مهددون بالتدهور الصحي؟
إذا لم يستمروا بممارسة الرياضة واتباع العادات الغدائية السليمة، فنعم. وهناك العديد من الدراسات التي توضح تعرض اللاعبين المعتزلين لأمراض صحية مثل السمنة، وأمراض نفسية، وأنهم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وآلام الركبة، بالإضافة من إصابات سابقة زادت عليهم مع زيادة العمر مثل الإصابات الرياضية والإصابات الدماغية الخفيفة.
المتعصبون الذي لا يملكون أعصابهم في النقاشات الرياضية ومشاهدة المباريات؛ هل هم مهددون بأمراض نفسية أو غيرها؟
بكل تأكيد، وقد وصف عدد من أطباء الطب النفسي التعصب الرياضي من قبل مشجعي الرياضة بمختلف أنواعها بالمرض النفسي الذي قد يفتك بصاحبه، ويجره لطرق التهلكة من خلال تعاطيه لأمور محظورة لنسيان مرارة تدهور أو هزيمة فريقه الذي ينتمي إليه، إضافة إلى إصابته ببعض الأمراض العضوية مثل أمراض الجلطات والضغط والسكري والقولون العصبي، مما يجعله غير قادر على أداء حياته اليومية بالشكل السليم، وتأثر سلوكه وتعاملاته مع الآخرين.
التوتر والقلق، هل الرياضة جيدة للقضاء عليهما؟
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس، وتحسين الحالة المزاجية، والمساعدة على الاسترخاء وتقليل أعراض الاكتئاب الخفيف والقلق. كما أنها تساهم في جودة النوم الذي غالبًا ما يعرقله التوتر والاكتئاب والقلق. فالجسم النشيط يجعل العقل خالياً من الضغوطات النفسية ومرتاحاً.
التعصب في التشجيع هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ ولماذا؟
قد يصل بعض أنواع التعصب الرياضي إلى مرحلة التطرف في الرأي وليس في الفكر، وهذا ما نشاهده في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الرياضية والمقالات الصحفية وفي بعض المدرجات الرياضية حيث تبادل الألفاظ غير اللائقة والتصرفات والسلوكيات غير المسؤولة مما يولد العداوة والمخاصمة والتي قد تتطور لأكبر من ذلك.
بكل تأكيد، فالرياضة جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة. كما أن الرياضة ظاهرة ثقافية تجمع الناس من مختلف الأطياف معًا وتتجاوز حدود اللغة والدين والعرق. وهي منصة للتفاعل الاجتماعي وبناء المجتمع والتعبير عن الهوية الثقافية.
في ظل هذا القول كيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟
يحتاج التأكيد على أن الرياضة ترتبط بالإبداع والثقافة في كونهما يسعيان لتعزيز سلامة العقل والجسد مما ينعكس إيجاباً على صحة الأفراد والمجتمع. وبالتالي يحتاج تكريس وزرع حب الرياضة وتعزيز الثقافة من خلال المدارس ووسائل الإعلامية وعلى مدار السنوات.
الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟
لاعبو الكرة المتميزين والمشهورين يشكلون القدوة أمام معجبيهم من الصغار والكبار وينتقل تأثيرهم إلى الجيل القادم من حيث الأخلاق واتباع القيم والمبادئ ومدى الالتزام والانضباط بالتعليمات والقوانين التي تشكل حياة المجتمع. وبالتالي وجود مثل هؤلاء المشاهير بطريقة إيجابية داخل المجتمعات ومشاركتهم في الفعاليات الوطنية والأنشطة ذات العلاقة بالسلوك الحضاري ستساهم بشكل كبير في تعزيز هذا المفهوم وترجمته واقعياً في فكر جيل ينظر للحياة والمجتمع بشكل إيجابي ومتحضر.
في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقلل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟
ليس هناك تقليل في الجوائز والمكافآت لدى المبدعين في المجالات الأخرى، فلهم نصيبهم من ذلك، حيث نشاهد ذلك في العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية والمحلية، ولكن نظراً لانتشار الرياضة على المستوى العالمي وشهرة المتميزين فيها ممن يحصدون هذه الجوائز تجعلنا نشاهد ذلك بشكل مكثف ومستمر في كافة الوسائل المقروءة والمسموعة والتواصل الاجتماعي.
كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر؛ من أفسد بياضها؟
بصراحة الدخلاء عليها ممن ينظرون لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الرياضة، ويهدفون للكسب المادي والمنفعة بغض النظر عن الجودة والنوعية.
بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء، من يغلب من؟
أنا أنظر لهذا الموضوع من الناحية الاقتصادية والعمر الافتراضي لاستمرار الممارسة المهنية بين اللاعبين والأطباء، بالإضافة إلى قانون العرض والطلب ومستوى الشهرة والموهبة لمن يمنحون رواتب عالية. وبالتالي نجد هناك تفاوتاً بشكل عام في موضوع الرواتب بين الجميع، مع الغلبة في ذلك للموهوبين والاستثنائيين من اللاعبين.
الرياضة بشكل عام تساهم في صحة الجسم والعقل، والحد والوقاية من العديد من الأمراض التي نشأت من العادات الغذائية والممارسات اليومية الخاطئة. ولا شك أن الرياضة النسائية ستساهم بشكل كبير في هذا الجانب من خلال تعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية مما يساعد في تحسين الصحة العامة والصحة النفسية نحو الأفضل.
أنا أعتبر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه-، رجل الرياضة الأول ومهندس الرؤية وصاحب النهضة الرياضية التي نلمسها بمملكتنا الغالية، وهو القائد الملهم بالنسبة لي وأتمنى التشرف باللقاء به والسلام عليه.
سبق لي ذلك، حيث تم احتساب الهدف صحيحاً من قبل الحكم لكن تدخل مساعد الحكم الذي لم يعجبه طريقة صناعة الهدف جعله تسللاً.
«العقل السليم في الجسم السليم» عبارة نشأنا عليها رغم خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟
جيل المستقبل يجب أن يعي أهمية الوقاية من الأمراض قبل البحث عن العلاج باتباع العادات الغذائية والصحية السليمة، وأن الرياضة تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض وتساهم في علاجها. ولذلك ربما نخرج بعبارة شاملة وهي: الرياضة خير وقاية.
في بداية شهر نوفمبر في مباراة بين النصر والهلال في ملعب الأول بارك.
أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
الأخضر والأزرق والأصفر.
لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟
نشجع الهلال خارجياً، ونميل للأهلي والنصر داخلياً، ونحترم الشباب.
البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟
لمن يُقدم على إيذاء الآخرين وتشويه سمعتهم لإبعادهم عن المشهد والصورة بغير حق.
ولمن توجه البطاقة الصفراء؟
لكل حاقد وحاسد، لمنحه الفرصة لكي يتراجع ويصلح ما بداخله ويتقي الله.