أنا لست رياضيًا وأنام أثناء مباريات الكلاسيكو.. وزرت الملاعب في التسعينات
الصفراء للموهوب والحمراء لكل أفاك مدلس
ميولي أهلاوية وأدعو ماجد عبدالله لزيارة منزلي
رواتب الموهبين فلكية مقارنة بالأكاديميين
الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم الدكتور عبدالله الأسمري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
* كيف ترى أهمية إجادة اللاعبين السعوديين للغة الإنجليزية في جميع الألعاب الرياضية؟
* ألا تتفق معي بأنه يجب على حسابات الأندية الجماهيرية أن تُدار مواقعها في منصات التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية لأن هناك جماهير من خارج المملكة للاعبين المحترفين الأجانب؟
- نعم اتفق معك في هذا الجانب ولكن على من يتولى هذه المهمة أن يكون ضليعًا في اللغة وعلى علم ودراية بمضايقها. بعض الحسابات الإنجليزية لبعض الجهات يتولى الكتابة والترجمة بعض المترجمين الذين لا يتقنون الترجمة ولا يحسنون التعبير.
* بماذا تُفسر قلة المترجمين السعوديين في الأندية الرياضية؟
في الغالب أن الأندية الرياضة تبحث «مترجم شفوي interpreter» وهؤلاء قلة في كل المجالات. الترجمة الشفوية صعبة المراس وتحتاج لخبرة ودراية واسعة، وذاكرة قوية، وتأهيل علمي خاص. هؤلاء نادرون ليس في المجال الرياضي فحسب بل في كل المجالات.
الخطأ في اللغة درجات متفاوتة. هناك خطأ مقبول وهناك أخطاء فادحة خصوصاً إذا كان الخطأ من قبل شخص يتولى -بطريقة خاطئة- نقل أفكار مدرب ما بعد مباراة لجمهور من الإعلاميين والمشاهدين.
* من وجهة نظرك ما اللغة التي من المفترض تعلمها بعد اللغة الإنجليزية؟
الصينية إذا أخذنا الجانب الاقتصادي والإسبانية إذا أخذنا الجانب الرياضي والفرنسية إذا أخذنا الجانب الثقافي
الرياضة تعتمد على الموهبة بينما الأكاديمية وظيفة عامة تحتاج إلى تأهيل خاص طويل المدى. وبلا شك أن رواتب الموهوبين فلكية مقارنة بالأكاديميين.
* هل تعتقد لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟
هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟
يحصل هذا كثيراً في حياة الإنسان. ولكن بخلاف كرة القدم لا يوجد شخص ينبهك لذلك، ولا يوجد فار تعود إليه فيرشدك، والنتيجة أنك تبقى متسللاً حتى تدرك ذلك بنفسك أو تنبهك الظروف لذلك.
طبيعة الرياضة ديناميكية حية والتعصب فيها ولها محمود إلى حد ما. فيها نوع من الفرز الواضح. هذا يشجع فريق ما وذاك يشجع فريقاً آخر وهكذا. لن تُلام إذا نافحت عن هذا الفريق لأنك تشجعه وغيرك أيضاً لن يلام لأنه تعصب لوجهة نظر الفريق الذي يميل إليه. لكن خذ مجالات الفكر مثلاً. أنت تمشي «على حد موس» كما قال محمد الثبيتي ولذا طبيعي جداً أن يضيق المجال قليلاً وتقيد الأفكار.
هذا الموضوع يؤخذ على محمل الجد كثيراً في الغرب. الصورة التي انطبعت في أذهان الجماهير عن هذا النجم يجب أن تبقى ناصعة إذا أراد أن يبقى في أفئدة الناس، ولذا فكل سلوك يقوم به يكون غالباً تحت المجهر.
هذا صحيح ولكن لكل شيء ثمن. فالنجم الرياضي يعي أنه في صراع مع الزمن ومع البيلوجيا. عليه أن يرتقي سلم المجد سريعاً لأنه سيهبط سريعاً. عليه أيضاً أن يعي أنه في أمد قصير سيخور جسده ولن يستطيع أن يجاري أقرانه الأصغر سناً منه. ألا ترى أن التقدم في العمر مفيد في مجلات عدة إلا الرياضة حيث يجد اللاعب نفسه خارج دائرة المنافسة في كل يوم يمضي وكل ساعة تنجلي من عمره.
العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لاتملك جسدًا سليمًا، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟
هناك علاقة جدلية بين الجسد والعقل وتلازم لا يمكن إغفاله، ولعلي أجد بيت أبي الطيب المتنبي كاشفاً لهذه العلاقة: فإذا كانت النفوس كباراً.. تعبت في مرادها الأجسام.
مع التسليم بذلك إلا أن المشاهد في الميدان الرياضي يشي بغير ذلك. مثلاً بعض اللاعبين يجيدون «التمثيل» فتراه يتلوى في الملعب ويتأوه مستجدياً ركلة جزاء وبطاقة تأديب للخصم وعند الإعادة التلفزيونية تجد أن الرجل لم يُصب بتاتاً وأن ما حصل مجرد «تمثيل». لماذا تكثر هذه المشاهد التمثيلية لدينا وتقل في الملاعب الغربية؟ هذا سؤال ثقافي بامتياز وإن كان ذا شق رياضي.
طبيعة الرياضة هكذا أن يكون فيها تنافس ويكون فيها قدر من التعصب. إذا نزع منها ذلك فسوف تفقد ميزة أساسية فيها وتصبح بلا روح. ولكن الأمور يجب أن تكون بقدر وأن لا يكون التعصب لفريق مدعاة للتباغض والتجافي.
التجربة في بدايتها ومن الصعب الحكم عليها الآن. لكن لعلنا نستفيد من تجارب عالمية أخرى. خذ على سبيل المثال الصين حيث قامت قبل عقد من الزمن بضخ مليارات الدولارات في برامج لاستقطاب لاعبين عالميين للعب على أراضيها. لم تكن التجربة ناجحة حيث سرعان ما غادر هؤلاء الملاعب فور انتهاء عقودهم وبقيت الأندية تعاني من وطأة الديون وتراجع ترتيب المنتخب الوطني الصيني.
حتماً ليست أولوية والدليل أنني أحياناً أغط في نوم عميق بينما «الديربي « أو «الكلاسيكو» على الشاشة.
لا أتذكر على وجه التحديد ولكن في منتصف التسعينيات من القرن المنصرم.
النادي الأهلي.
ماجد عبدالله. لاعب يجتمع فيه الخلق الرفيع والموهبة الكروية النادرة.
أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
الأزرق.
لكل شخص يملك موهبة خالصة وهمة متواضعة.
لكل أفاك مدلس.
من بوابة البحث العلمي الأكاديمي. هناك سؤال يؤرقني كثيراً: بعض اللاعبين مثلاً يملك موهبة كبيرة جداً ولكن الأداء داخل الملعب متواضع ولذا فالبحث في الأسباب قد يكون مفيداً جداً وذا قيمة عالية يوقف هذ الهدر في الموهبة الذي نعاني منه.
من الأقوال التي نرددها دائماً ولكن لا نتمثلها في سلوكنا أن الرياضة فوز وخسارة. لماذا لا يتجسد هذا القول واقعاً بحيث نبتهج عند الفرح وعند الخسارة نتقبل ذلك بروح رياضة.