الإخفاقات المتتالية للمنتخب السعودي أصبحت الشغل الشاغل لجماهير كرة القدم في المملكة، على الرغم من الجهود المبذولة والموارد التي تُضخ، إلا أن النتائج على أرض الملعب لا تزال دون الطموحات. لكن، هل يمكن لهذه الإخفاقات أن تكون نتيجة هيكلية تنظيمية أكثر من كونها مشكلة في اللاعبين أو الأجهزة الفنية؟!
الإجابة قد تكمن في فكرة جريئة تكمن في إنشاء هيئة مستقلة للمنتخبات السعودية برؤية جديدة وقائد ملهم يملك فكراً وكاريزما تليق بما يحدثه وطننا من فارق في كل مشروع تبنته رؤيتنا المباركة.
في أي مشروع تنموي أو رياضي، تكون القيادة هي العامل الأساسي لتحقيق الأهداف، فالقيادة ليست مجرد قرارات تُتخذ، بل هي رؤية تُلهم الآخرين، وتنظيم يُحوِّل الأفكار إلى واقع.
هذا ما تحتاجه الكرة السعودية اليوم؛ فلسفة قيادة تواكب تطلعات رؤية المملكة 2030 التي تقوم على الإبداع، والاستدامة، وتمكين الكفاءات الوطنية.
إذا نظرنا إلى أبرز المشاريع الناجحة، سنجد أنها غالباً ما ترتكز على شخصية قيادية تمتلك القدرة على استلهام الرؤية وتحويلها إلى حقيقة ملموسة.
النجاح الرياضي لا يتحقق فقط بتوفير الموارد، بل بوجود قائد يجمع بين الخبرة العملية والإلمام بالنظرة الاستراتيجية الشاملة، والمنتخبات الوطنية بحاجة إلى شخصية قيادية تعي تماماً متطلبات المرحلة الحالية، وتملك القدرة على إدارة الملفات الفنية والإدارية بكفاءة وحنكة.
هنا يبرز اسم سامي الجابر كأفضل نموذج يمكن أن يمثل القيادة الرياضية المنشودة لمنتخباتنا بكل فئاتها وتنظيماتها..
الجابر ليس مجرد لاعب دولي سابق يحمل إرثاً رياضياً كبيراً، بل هو شخصية قيادية شاملة مرّت بمراحل متعددة في كرة القدم، بدءاً من كونه لاعباً بارزاً، مروراً بمسيرته كمدرب ومدير كرة، ووصولاً إلى كونه رئيساً لنادي الهلال ومحللاً رياضياً مرموقاً.
كما أن سامي يمتلك سمعة دولية رفيعة وعلاقات قوية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فضلاً عن خبرته المتراكمة في جميع جوانب اللعبة.
وجوده على رأس الهيئة المقترحة سيضمن توفير قيادة واعية قادرة على وضع خطط استراتيجية بعيدة المدى، مستلهمة من رؤية المملكة 2030، وهادفة لتحقيق النجاح في البطولات الكبرى المنتظرة للفريق الأول مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2030 و2034، ولبقية المنافسات لبقية المنتخبات الوطنية.
تشمل مهام الهيئة المقترحة للمنتخبات السعودية، إعادة هيكلة لكل ما يختص بمنتخباتنا. بدءاً من عمليات اختيار اللاعبين من المراحل السنية حتى الفريق الأول، مع ضمان تطبيق أعلى المعايير في اختيار وتطوير المواهب.
حيث يجب أن تركز الهيئة المقترحة على بناء لاعبين ليس فقط من الناحية الفنية، بل أيضاً من الناحية الذهنية والبدنية، ليكونوا مستعدين للتنافس على أعلى المستويات العالمية.. ومواءمة الأمر مع برامج الاستقطاب والاحتراف الخارجي وتطور الأكاديميات الرياضية.. إضافة إلى ذلك، ستعمل الهيئة المقترحة على تحسين بيئة العمل داخل المنتخبات من خلال توفير الأجهزة الفنية ذات الكفاءة العالية، وأحدث التقنيات في التحليل والتدريب، كما ستشمل خطط الهيئة برامج تطويرية للمدربين السعوديين، واستقدام خبراء دوليين لتبادل الخبرات.
أحد الجوانب المهمة التي ستتولاها الهيئة المقترحة هو تعزيز الانتماء الوطني لدى اللاعبين. فالمنتخب الوطني ليس مجرد فريق رياضي، بل هو رمز للوحدة الوطنية والطموح الجماعي، وتعزيز الهوية الوطنية في اللاعبين يتماشى مع رؤية 2030 التي تسعى إلى رفع مكانة المملكة عالمياً من خلال جميع المجالات، بما فيها الرياضة.
إن بطولات مثل كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2030 و2034 ليست مجرد أهداف رياضية، بل هي ساحات ومسارات لاستعراض رؤية المملكة الجديدة، وتحقيق النجاحات فيها يتطلب عملاً دؤوباً ومخططات طويلة الأمد تعتمد على الابتكار والقيادة الرشيدة.
لذا تأتي فلسفة القيادة التي يمثلها الرمز الرياضي سامي الجابر متجسدة في تحقيق التوازن بين التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الفعلي.
الكابتن سامي الجابر، كشخصية معروفة دولياً، قادر على جلب أفضل الممارسات العالمية وتطبيقها محلياً، بما يتماشى مع طموحات المملكة.
إن إنشاء هيئة مستقلة للمنتخبات بقيادة الخبير والمحنك سامي الجابر هو خطوة جريئة ولكنها ضرورية، فهذه الهيئة ستعيد الكرة السعودية إلى مكانتها الطبيعية بين الكبار، وستكون نموذجاً يُحتذى به في تطوير الرياضة الوطنية، مستلهمة فلسفة القيادة والطموح من رؤية 2030. الكرة الآن في ملعب صناع القرار، فهل سنشهد هذه النقلة قريباً؟
أقولها وبكل صراحة.. غياب سامي الجابر عن المنصب والقيادة الرياضية يحرمنا الكثير ويجعلنا نتأخر أكثر..
سامي ليس مجرد إنسان على ورق أو لسان خلف منصة..!
بل هو جواد رابح تشهد لها الملاعب داخلها وخارجها.. وتشهد له المكاتب وقبعة التدريب والسبورة الذكية..
رياضتنا بحاجة لأساطير وقدوات من نبض وروح هذا الوطن، قدموا كل شيء.. ويستحقون أنً نمنحهم المنصة الكبرى والكرسي الصعب لنزرع فرحاً غاب عنا طويلاً..
باختصار.. سامي هو الحل وهو من سيرفع كاس آسيا 2027 كما رفعها في 96 وهو من سيؤهلنا لدور الـ8 في 2030 كما فعلها في 94 وسيجعلنا في 2034 حديث العالم كله بأننا اول فريق عربي واسيوي سيلعب نهائي كأس العالم..