من الملاحظ أن لاعبي المنتخب السعودي يعيشون حالة ضغط إعلامية وجماهيرية كبيرة بعد ظهور المستويات غير المقبولة من اللاعبين وخاصة خلال الأشهر الماضية القريبة، ولا بد أن يستمر هذا الضغط من أجل أن تتحسن النتائج، وفكرة كرة القدم في كل المستويات سواء الدولية أو القارية أو المحلية تعتمد بشكل رئيس على اللاعبين الممارسين لتلك اللعبة ومن ثم على الإداريين والمدربين المهرة وعلى من هم على مقاعد البدلاء.
وحينما يمثل اللاعب منتخب بلاده يجب عليه أن يكون متحملا مسؤولية تقصيره إلى جانب تحمله للانتقادات الموجهة إليه خاصة من قبل الإعلاميين فهم الأعين الناظرة فأقلامهم لن تهدأ عن إبداء النقد لكل تصرف يبدو من اللاعب ويكون غير مرض سواء أكان التصرف خلقياً أو كروياً، فالملاعب هي مسرح للمباريات الكروية وليست للخلافات والمشادات، والكل يبحث عن الفوز والبعد عن الخسارة، بل من واجب الإعلام الرياضي التركيز على القضايا الأهم التي تخص أعضاء المنتخب وحل المشاكل قبل أن الذهاب إلى المعسكر وتوفير كامل الإمكانيات لأعضاء الفريق الذي سينزل الميدان لنطالب اللاعبين بالقتالية والرغبة الأكيدة لتحقيق نجاح وطني.
ومن هنا فعلينا أن نستمر بالمطالبة بالمزيد من رفع الطموح ولا نرضى بالقليل، وعلينا أن ننتقد أخطاء اللاعبين بالشكل الصحيح لا بالشكل الغامض أو المشتبه به من أجل الوصول إلى النقد المنصف فقط وليس من أجل التجريح أو التشهير، وكذلك لا يستحسن المديح والثناء الزائد للاعب المتميز بل يجب التوسط وبما يتناسب والوضع تلافياً للغرور وهذا هو الداء الذي يلزم تجنبه علماً أن هم الجميع لاعبون ومشجعون ومشاهدون طلب الفوز في المباريات.
وأخيراً فمن المؤكد أنه لا يوجد أي أعذار للاعبين إذا توفر لهم كل ما سيؤدي إلى الانتصار في تقديم كل ما لديهم والقتال داخل أرضية الملعب، وإن تقديم كل شيء ممكن هو المقياس الحقيقي للنقد.