مباراة دراماتيكية، مباراة حبست الأنفاس إلى حتى ضربات الترجيح، العميد في مواجهة الزعيم، مباراة لم نصدق أنها أتت بعد فترة التوقف، والتي عادة ما تبدأ الفرق بها أقل من مستواها، لكن كان واضحا أن الهلال يعلم جيدا أن الاتحاد يعد العدة لهذه المواجهة في الدور ربع النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين، لهذا أتى الهلال وهو متهيب، لديه ميتروفيتش مصاب، نيفيز عائد من الإصابة، سالم وكنو والبليهي وبقية المشاركين مع المنتخب في خليجي الكويت، أتوا مرهقين نفسيا أكثر منه بدنيا، في المقابل، العميد الاتحاد بإدارة بلان، وقيادة الحكيم بنزيما، كانوا يعلمون جيدا، أن الخسارة أمام الهلال وهم متصدرو الدوري، والهلال مرهق، تعني أن سيطرة الهلال ستكون للأبد.

هدف اتحادي، تعادل هلالي، تقدم هلالي، تعادل اتحادي، ضربات الترجيح، بنزيما ورفاقه حاضرون، سالم ورفاقه تائهون، فاز الاتحاد، وحقق انتصاره الأول منذ أعوام طويلة لن نذكرها، احتراما للاتحاد وعظمته، لكن الاتحاد كان يعتقد أنه ضرب عصفورين بحجر واحد، يتأهل لنصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وأخيرا فاز على الهلال، فالاتحاد لا يعلم أنه ضرب عصفورا ثالثا، لكن هذا العصفور في مصلحة الهلال، لأنه أوضح وبين بشكل قاطع، ما الخلل في الهلال، قدم نصيحة عملية على أرض الميدان لخيسوس وإدارة الهلال، خاصة وأنهم مقبلون على بطولة كأس أندية العالم، وكذلك ما زال لقب الدوري لم يحسم للآن، رغم صدارة العميد الاتحادي، لكن الفارق مباراة واحدة تعني صدارة الهلال.

هنا يأتي الشوط الثاني، الشوط الأول كانت مباراة ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، الاتحاد بالعلامة الكاملة، تأهل، إنهاء سلسلة عدم فوزه على الهلال، والشوط الثاني هو بطولة الدوري، فهو المتصدر والهلال الملاحق، لهذا نقولها وبكل يقين، لا تثقوا في أي حالة للهلال، فالزعيم قادر على العودة، الزعيم حين تظن أنك تمكنت منه، وسيطرت عليه، ينتفض ويعود ليقول أنا الهلالي، أنا سيد آسيا كلها، حتى في مباراة ربع النهائي، كنا واثقين أن الهلال سيعود بعد الهدف الأول للاتحاد، وكنا واثقين أن الهلال سيسجل الثاني، لكن بنزيما ورفاقه عرفوا كيف يقتنصون الصقر الهلال، وعادوا وفازوا وتأهلوا.

مبروك للاتحاد والاتحاديين، لا حديث قادم حاليا عن منافسات الدوري، ولكن حديثنا نتمنى أن يكون عن عودة الأهلي، وتحدي الشباب، وروح النصر العالمي، واستمرار القادسية، نريد مباريات ومواجهات قادمة نارية، نريد المتبقي من مرحلة الإياب في الدوري وبقية المنافسات، تكون مواجهات قوية، لا يمكن توقعها، أتمنى أن نرى إعادة هيكلة في ترتيب الدوري، نريد أن ينتهي الدوري ونحن لا نعلم من البطل حتى آخر مباراة، ولا من سيهبط حتى آخر جولة.

كذلك هي دعوة للاعبين السعوديين غير المشاركين مع المنتخب نريدكم أن تقدموا أفضل ما عندكم، نريدكم أن تفرضوا أنفسكم

 على إدارة المنتخب، نريدكم أن تشاركوا وترفعوا من مستوى المنافسة بينكم وبين المشاركين مع المنتخب، نريد كذلك حملة إعلامية وطنية إعلامية على مستوى المملكة كلها، للاعبين المشاركين مع المنتخب، بحيث أن اللاعب الذي يجد له مكانا في التشكيلة الوطنية، يحظى بتغطية إعلامية شاملة مركزة، نريد من شركات القطاع الخاص أن تدعمهم بالإعلانات، نريد مشاركتهم في المسؤولية الاجتماعية، نريد أن يبذل اللاعب السعودي فوق طاقته حتى يجد له فرصة بالمشاركة مع المنتخب، نريد أن يجد المدرب ريناد أو غيره، لاعبين مقاتلين ذوي روح متحدية عالية، يحتار من يختار، أن لم نجد هذه الروح، ولا هذا التوجه، فإن مكانتنا الكروية على مستوى آسيا ستهتز أكثر، وفرصة تأهلنا لكأس العالم 2026 ضعيفة.