تعتبر العلاقة بين شركات التأمين الصحي والرياضة وصحة الإنسان علاقة وثيقة لا يمكن فصلها، ففي الوقت الذي تتيح فيه شركات التأمين للأفراد الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة، وتعمل على بناء مجتمع أكثر صحة وعافية، تُسهم الرياضة بشكل كبير في تعزيز صحة الإنسان وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وبالتالي، تشكل شركات التأمين الصحي والرياضة ركيزتين أساسيتين لتحقيق مجتمعات أكثر صحة واستدامة.
وفي إطار هذه العلاقة التكاملية، تأتي مبادرات الشركات مثل بطولة بوبا العربية للبادل كمثال حيّ يُجسد هذا التلاقي بين الصحة والرياضة، ففي موسمها الثاني الذي أُقيم في جدة خلال الفترة من 16 إلى 18 يناير 2025، أصبحت البطولة منصة تُجسد القيم التي تسعى بوبا العربية للتأمين التعاوني إلى تحقيقها، وهي: تعزيز أسلوب الحياة الصحي، ودعم الشمولية، وتسليط الضوء على الهوية الثقافية المحلية.
وأهم ما ميّز هذا الموسم من البطولة كان المشاركة النسائية للمرة الأولى في تاريخها، مع إطلاق فئة خاصة للنساء، مما يعكس التزام بوبا العربية للتأمين التعاوني بدعم رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في جميع المجالات، بما في ذلك الرياضة.
وقد شكّلت لحظة فوز فريق جدة، المكوّن من اللاعبتين: سارة خنكار وباسمة الهويش، نقطة تحول فارقة في هذا السياق، ليس فقط لمهارتهما المبهرة، ولكن أيضًا لدورهما الملهم في تمكين المرأة السعودية وتشجيع الأجيال القادمة على الحلم والتفوق، وممارسة الرياضة، وهو ما عبّرت عنه البطلة سارة خنكار بعد الفوز قائلة: «الفوز هنا في جدة حلم تحقق، لكن الأهم هو أن نلهم الآخرين للإيمان بقدراتهم».
إن هذا الإلهام الذي تحدثت عنه خنكار هو الذي يدفعنا إلى الأمام، ومعًا كقادة وشركاء، نتحمل مسؤولية ضمان استمرار هذا الزخم نحو بناء مجتمع أكثر صحة وإلهامًا.
لقد قدمت البطولة تجربة شاملة جمعت بين الحداثة والهوية الثقافية للمملكة، حيث صُممت المواقع بطريقة تعكس التراث السعودي العريق، مع توفير أجواء ترفيهية ممتعة جذبت العائلات والجماهير، وأضافت كل تفاصيل الحدث، من التنظيم إلى التجارب التفاعلية، قيمة عاطفية عميقة لدى المشاركين والحضور، مما جعل الحدث أكثر من مجرد بطولة رياضية، بل تجربة مجتمعية عززت الروابط بين الرياضة والمجتمع.
ولا يمكن الحديث عن نجاح البطولة دون الإشارة إلى التعاون المثمر بين بوبا العربية وشركائها المحليين، هذا التعاون أثبت كيف يمكن للشراكات الاستراتيجية أن تحقق أهدافًا مشتركة تصب في مصلحة المجتمع، وتعزز من مكانة الرياضة في تحقيق رؤية 2030، كما نجحت البطولة في رفع مستوى رياضة البادل محليًا، وزيادة الوعي بأهمية النشاط البدني كأسلوب حياة.
وتُعد رؤية 2030 محفزًا رئيسيًا للإبداع والمشاركة في مختلف مجالات الحياة، وقد جاءت بطولة بوبا العربية للبادل كمثال حي على كيفية تجسيد هذه الرؤية من خلال مبادرات مجتمعية تروج للرياضة، وتدعم أسلوب حياة صحي، وتمكن المجتمعات، كما ألهمت هذه الفعالية المنظمات الأخرى للسير على نفس الخطى.
ومن خلال بطولة بوبا بادل 2025، التي تشهد تزايدًا في شعبيتها، أكدت بوبا العربية أن العلامات التجارية يمكنها أن تكون محركًا حقيقيًا للتحول الاجتماعي عبر المبادرات المجتمعية، ومن خلال مبادرة «حياتك صح»، التي أطلقتها الشركة لتشجيع تبني أسلوب حياة صحي، استطاعت الشركة أن تتجاوز الأهداف التجارية التقليدية، لتقدم دورًا أعمق يركز على تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات.
وختامًا.. فإننا في الوقت الذي نحتفل فيه بالانطلاقة الناجحة للموسم الثاني من البطولة، نؤكد أن هذا الإنجاز ما هو إلا بداية لمسيرة حافلة بالتقدم المستدام، تتطلب منا مواصلة الاستثمار في الرياضة وبرامج الصحة والعافية، مع التأكيد على أهمية تبني المنظمات لنهج يركز على تحقيق أثر مستدام وقيمة طويلة الأجل، بدلًا من التركيز على الأهداف قصيرة الأجل، لضمان مستقبل أكثر صحة وازدهارًا للجميع.