قدر العظماء أن يكونوا دومًا في قلب التحديات، أن يُحاربوا من كل جهة، لأنهم ببساطة هناك في القمة، حيث لا مكان إلا للأقوياء.

الهلال ليس مجرد نادٍ، بل أسطورة تُكتب بحروف الذهب، وإنجازاته ليست مصادفة، بل نتيجة طبيعية لفريق اعتاد على المجد ولم يرضَ يومًا بأنصاف الحلول.

الحديث عن الهلال ليس كأي حديث، فهو الفريق الذي لا يعرف المستحيل، النادي الذي يظل اسمه حاضرًا في كل منافسة، لأنه الرقم الصعب الذي لا يُكسر، حتى وإن تكالبت عليه الظروف.

يتحدث البعض عن عقبات وتحديات، عن حرمان من الاستفادة من لاعب عالمي كنيمار، عن حكام أجانب لا يرتقون للمستوى نراهم فقط في مباريات الهلال، عن انتقادات ممنهجة تستهدف اللاعبين والجهاز الفني، لكن هذه ليست إلا محاولات يائسة للنيل من فريق يعرف طريقه جيدًا.

الهلال منذ عرفناه وأحببناه، لم يُمنح طريقًا ممهدًا يومًا، بل شق طريقه وسط الصعاب، قاتل وانتصر، عانى وكابد، لكنه لم يتوقف، وحينما ظنوا أنه قد يتراجع، عاد ليؤكد من جديد أن البطل لا يُهزم إلا إذا قرر هو التوقف.. وهذا ما لن يحدث أبدًا!

الحديث عن أن الهلال محظوظ أو أنه مُدلل هو نكتة سمجة يرددها أولئك الذين يعجزون عن مجاراته داخل الملعب، كيف يُقال ذلك عن فريق يحقق الربحية والانضباطية المالية ومع ذلك لا يستطيع تسجيل لاعب يعوض به خيبة التعاقد مع نيمار؟..

كيف يُقال ذلك عن نادٍ بات يعاني من أخطاء تحكيمية لا يمكن تجاهلها، قرارات أثرت على نتائجه في أكثر من مواجهة، حتى باتت الشكوك تلاحق كل صافرة تُطلق ضده؟

الهلال لا ينتظر من أحد منحة أو هدية، ولا يبحث عن أعذار، فهو يصنع المجد بنفسه، يحارب حتى آخر دقيقة، ويدرك أن الخصوم لا يريدون له أن يكون في المقدمة، لكنه لا يأبه لذلك، لأنه معتاد على أن يواجه الصعاب ويتجاوزها.

ونحن على يقين أن وراء كل مجد عظيم، إدارة تعرف ماذا تفعل، كيف تخطط، ومتى تتحرك، فالهلال لا يدار بعشوائية، بل بمنظومة تعرف كيف تجعل الفريق حاضرًا في كل بطولة، كيف تجعله منافسًا حقيقيًا لا يُستهان به، حتى عندما يتعرض للضغوط أو يُحارب بطرق غير رياضية. !

هذه الإدارة تفكر بطريقة مختلفة، تدرك أن الهلال ليس مجرد نادٍ عادي، بل كيان يُمثل ثقافة انتصار، وأن كل قرار يجب أن يكون مدروسًا بعناية لضمان أن يبقى الفريق في المكان الذي يليق به.

كذلك ما يميز الهلال ليس فقط تاريخه أو إدارته، بل جماهيره التي تُعد سرًا من أسرار نجاحه. هذه الجماهير لا ترضى إلا بالألقاب، لا تعرف سوى لغة البطولات، ترفض الهزيمة ولا تقبل التراجع.!

في كل مرة يُحاولون إيقاف الهلال، يكون جمهوره حاضرًا، داعمًا، رافعًا الفريق على أكتافه نحو المزيد من المجد. هؤلاء ليسوا مجرد مشجعين، بل هم شركاء في كل إنجاز، في كل لحظة ذهبية عاشها الهلال، وهم أيضًا السلاح الذي يجعل الفريق قادرًا على الصمود مهما كانت الظروف.

في المقابل، رغم كل ما حققه، لا يزال الهلال في مكان لا يتناسب مع حجمه الحقيقي، فهو أكبر من أن يكون مجرد نادٍ ضمن “الأربعة الكبار”، وأكبر من أن يُدار وفق نموذج استثماري تقليدي لا يتيح له التحرر والانطلاق بأفق أوسع.

الهلال مشروع رياضي عالمي، ويستحق أن يكون كيانًا مستقلاً عن أي تبعية إدارية تُعيق توسعه، ننتظر اليوم الذي يتحرر فيه تمامًا ليكون كيانًا استثماريًا ضخمًا، يعتمد على قوته السوقية، وقيمته العالمية، بعيدًا عن أي قيود تحد من إمكانياته.

ختاماً..

الهلال لا يلتفت للضجيج، لا يكترث بالحملات الموجهة، لا يعير اهتمامًا للصغار، بل يمضي في طريقه بثبات، يعرف جيدًا أن استحقاقاته المقبلة ليست مجرد مباريات، بل محطات نحو المجد. آسيا تنتظره، والعالم يترقب أداءه، والهلاليون يعرفون أن فريقهم لا يخوض المنافسات لمجرد الظهور، بل ليكون البطل دائمًا.!

ما دونه لا يعني شيئًا، لأن الهلال لا يُهزم إلا إذا قرر هو التوقف.. وهذا ليس واردًا أبدًا!

خالد الباتلي