‏لا ننكر يا كريستيانو رونالدو أنك واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ الكروي، وهذا شيء لا جدال فيه، ولكن تنصب نفسك الأفضل في التاريخ وعلى الإطلاق هذه فيها وعليها، ولا يمكن لأحد أن يتفق معك تماماً فيما تقوله من هذه الزاوية وبهذه الناحية.

نحن لا نرضاها، فلو أحد وضعك في حتى حاليين، لأننا نراك أصلاً حالة فريدة لا تشبه أي لاعب آخر، كما لغيرك حالته الخاصة وأسلوبه الفريدة في طريقة لعبه.

مدح النفس وإظهارها على أنها أفضل وأعلى من الآخرين هذه تمثل من العقد النفسية التي يعاني منها صاحبها، بيليه أسطورة فريدة من نوعها، وماردونا حالة خاصة في كرة القدم، وميسي واحد من معجزات الكرة، وأنت كذلك يا كريستيانو رونالدو من ضمن هؤلاء الأسماء بلا أي مقارنة معهم.

الذين ذكرتهم في تصريحك الذي أنا أعتبره غير موفق إطلاقاً، لهم تاريخهم المحفور في الذاكرة والأذهان ومدون في أنصع الصفحات، لا يمكن أنك تلقيه أو حتى تقيمه على هواك ومزاجك يا رونالدو، وهذا الكلام يضعك دائماً في عش دبابير المشكلات والإشكاليات مع محبيهم وجماهيرهم الذين لا يرضون بالتقليل منهم.

يا محبي كريستيانو رونالدو نحن لا ننتقد مسيرة لاعبكم الذي تعشقونه؛ فهو لاعب تعب على نفسه الكثير، وحقق من البطولات والأهداف وحطم أرقام التي لا يمكن لأحد تجاوزها بسهولة، ولكن هو ليس له الحق في تنصيب نفسه على أنه الأفضل في التاريخ الكروي ويقوم بالمقارنة بينه وبين أساطير أخرى، ويقول أنا الأكمل من الجميع، فهنا يجب علينا الرد على كلامه لا على تاريخه الذي لا يستطيع أي كائن من كان التقليل منه.

مشكلة كريستيانو رونالدو تكمن في شخصيته المضطربة التي تفكر دوماً بالكمال، وإذا لم يستطع معالجة نفسه بهذا الخلل في الشخصية سيصاب باضطراب الشخصية النرجسية التي دائماً ما تقلل وتحط من شأن الآخرين، وترى نفسها في صومعة خاصة، وواقفة في برج عاجي، اعتقادًا منهم أنهم فوق الجميع ولا يعلى عليهم! وينسون أن مثل ما القمة تتسع الجميع، أيضاً نفس الأمر في عالم النجومية تتسع للكثير من المجتهدين.

في الحياة لا يوجد ناجح واحد متفرد بل يوجد ناجحون كثر، وأجمل ما في الحياة هو التنافس الشريف بين أبناء البشر.

ختاماً:

أعلى مراتب النقص أنك تقلل من شأن الآخرين وتضع نفسك مع غيرك في حيز المقارنات، وتنسى أنك الفريد الذي لا يشبه أحد، وهذا يكفيك لو ملكت كنز القناعة!