«التواصل الاجتماعي» ساحة تعج بالتصيد والتشكيك على الزلات التحكيمية التي يريدون فيها إثبات دليل قطعي على عدم نجاح الفرق الناجحة إلا بالمساعدات والفزعات من الحكام كما يزعمون، هذا كلام في الحقيقة غير منصف وفيه نوع من الظلم ولا أساس له من الصحة إطلاقاً. في كرة القدم تفاصيل كثيرة في داخل ميادينها تصل مدتها إلى تسعين دقيقة، فهي لا تقتصر على مقطع لا يتجاوز الثواني المعدودة والدقائق المحدودة التي يتم فيها خدع الجماهير بجزئيات من مقاطع وفيديوهات في الحسابات الشخصية للمتعصبين التي من خلالها تثير الشك والريبة لدى الجماهير المغلوبة على أمرها من أجل التقليل من نجاحات نادٍ يستحق منا أن نقول فيه كل عبارات الحق والإنصاف.
هؤلاء المؤججون متناقضون في حال فريقهم استفاد من الأخطاء التحكيمية يقولون هذه جزء من اللعبة، وهم في المقابل لا يتقبلون أن يستفيد ناد آخر من نفس الأخطاء التي استفاد منها فريقهم، ويعتبرون هذا الشيء جزءا من الفساد والمجاملة والمحاباة للفرق الأخرى، ما هكذا تورد الإبل يا عالم!
مصيبة إذا خرج هذا الشيء من جمهور متعصب، وأكثر من المصيبة هي الكارثة إذا خرج هذا الفكر المتأجج من إعلاميين ليسوا في سن المراهقة، إنما أشخاص في قمة خبرتهم الطويلة في هذا المجال، ومع ذلك تجد فكرهم في حساباتهم الشخصية محدودا وبالشكل الذي يوازي الجمهور المتعصب!
من أسوأ الظواهر الإعلامية أننا ندعم الحكام الأجانب على الرغم من ارتكابهم لأخطاء جسيمة وفادحة في المباريات تصل لحد الكارثة أحياناً، ومع ذلك إعلامنا الموقر يفضّلهم على الحكام المحليين، ولو دعمنا الحكم المحلي مثل الحكم الأجنبي لأسهمنا في تطوره وتقدمه وارتقاءه للأفضل، ولكن لو نظرتنا تغيرت سوف تتغير معاها أشياء كثيرة، ونرجو ألا نتعامل مع الحكم الأجنبي على أنه ضيفنا الذي يُحترم ويُقدر، والحكم المحلي هذا ولدنا الذي نجلده ونضربه!
الأخطاء التحكيمية دفاتر قديمة تلحقها الدفاتر الجديدة، أي يعني لا تخلص منها ولا يمكن أن تنتهي، وأي دوري في العالم من الطبيعي أن تجد فيه الأخطاء التحكيمية ولكن يفرق بين من يهون الأمور ومن يهولها!
وإذا كل ناجح وصفناه بالمحظوظ، وكل فريق يفوز بالمباريات ويحقق البطولات ننعت هذا الأمر بالمساعدات والفزعات التحكيمية، إذاً في نظركم من يستحق النجاح في هذه الحياة؟!
ختاماً:
قاعدة يجب أن تعيها وتعرفها وتدركها أن أعداء النجاح أكثر من أصدقاء الفرح!