بدأت تظهر في وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» هذه الأيام معالم الاحتفاء بحب الوطن الغالي، في جميع الموقع والأمكنة، إذ ستشهد مملكة الحب والسلام مسيرات حاشدة احتفاء بذكرى يوم التأسيس الخالد، وهي مناسبة مبهجة على قلوبنا، تتوهج فيها مشاعر الانصهار الوطني، والذي ترسخ لدينا، لمسناه بين القيادة الرشيدة وعموم الشعب، في أروع صور الوطنية.

ونعاهد أنفسنا جميعاً، بأن نبذل الرسالة الملقاة على كواهلنا كلٌ في موقعه، بكل أمانة وصدق وإخلاص، واضعين في الاعتبار، أهمية دور الشباب الرياضي في صناعة الغد، بكل آماله وطموحاته، واستمرار المنجزات الرياضية على الوجه الأخص بجميع تحدياتها وإثارتها، لما لها من رصيد عظيم في فرحة الشعوب في الداخل، وإبراز مدى تطور الأمة بين نظرائها، في الخارج، فالرياضة تحمل رسالة مهمة.

 وقد مشينا على هذه المفاهيم، وباتت نهجاً أصيلاً ورثناه من فكر الأئمة والآباء المؤسسين ـ طيب الله ثراهم ـ منذ تأسيس هذا الوطن، وعاشت في ضميره، وظهرت واضحة في جميع ممارساته وقراراته وتوجيهاته طوال مسيرة العطاء والخير والنماء، وكانت هكذا بالفطرة السليمة، ثم نشَّطتها التجارب والخبرات وحكمة السنين.

نعم، لقد كان الإنسان هو الشغل الشاغل للأئمة والآباء المؤسسين ـ طيب الله ثراهم ـ دوماً، وللملوك الذين أتوا من يعدهم، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ، وكان الشباب يعتبرون الحصن الحصين، وأصبحت الرياضة بما تحمله من سعادة وبهجة، وبما تعكسه من نهضة وتطور واهتمام، هدفاً عالياً لم يغب عن حكومتنا الرشيدة أبداً.

بل بات أشبه بأسلوب حياة، ظهر في حرصها على تشييد المنشآت الرياضية، وفي وجودها المستمر مع أبنائها الرياضيين في حلهم وترحالهم، قبل المهمات الوطنية الخارجية، ولحظة استقبالهم والإشادة بتفانيهم ومنجزاتهم، والثناء على مجهوداتهم، من أجل رفعة وتقدم وطنهم، وذلك من حرصهم الشديد على أن يعيش شعبها حياة رغيدة وكريمة.

 وبما أننا في القطاع الرياضي، نتذكر أن أهم المرتكزات الأساسية التي استندت عليها محاور استراتيجية وزارة الرياضة، وهو تعزيز الانتماء والهوية الوطنية، وبناء القدرات والإمكانيات، خصوصاً في نفوس الناشئة، عبر رسالة الرياضة، والتي تشكل أبرز الجوانب المهمة في التنمية البشرية. حيث نهدف دوماً إلى ضرورة أن يظل علمنا عالياً على منصات الفوز والتتويج، يُعزف في جميع المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، حيث تكون هذه اللحظة التاريخية العميقة التي يعيشها الرياضيون من أبنائنا، وبالأخص لحظة استلامهم البطولات والكؤوس والميداليات، قمة نشوة الشعور بالولاء والانتماء لهذا الوطن الحبيب، في ظل المنجزات القياسية الفريدة، التي تحققت في كل المجالات والميادين خاصة الرياضية، وما نشاهده اليوم ما هو إلا برهان على منزلة خارطة الرياضة السعودية التي باتت مكان جذب لجميع دول العالم.

عبدالله بن محمد آل شملان