سبق وأن كتبت بأن الهلال مستواه في انحدار، والدليل على ذلك هزيمته من الاتحاد بأربعة أهدف، تخبط لا أول له ولا آخر، إذا رجعنا إلى الوراء، كان الهلال متماسكاً في دفاعه ووسطه وهجومه، ولهذا حصل على أكثر البطولات، أما في مباريات الاتحاد فاللاعبون كل يغني على ليلاه، لا انسجام في التمريرات بين الوسط والهجوم، والدفاع مخلخل يسهل اختراقه، وهذا ما جعل المدرب الخواجة جيسوس عاضاً على نواجذه، تشكيلته لا تقدم ولا تؤخر، لعب بخطة ضد الاتحاد أكثر من مرة في المباريات السابقة، فاللاعبون بعيدون عن بعض، شوطان دون تركيز وأكثرها يصل إلى الخصم، ولم نشاهد أي تهديف على مرمى الخصم، تمريرات بين الهجوم المعطل، وما إن يصل هذا الهجوم إلى أمتار قريبة من دفاع الخصم حتى تموت الهجمة، أين التهديف عن بعد، وما يطبقه اللاعبون خطة مدرب، بعض اللاعبين أصبح عطاؤهم ليس على مستوى الاحتراف، ركض وهيجان حول الكرة المستديرة دون جدوى، لا تمريرات تخترق المستطيل الأخضر شمالاً أو جنوباً أو وسطاً كل هذا معدوم، ولذلك استفاد مدرب الاتحاد من هذه الثغرات واستغلّها في الشوط الثاني، وتوالت الأهداف واحدا بعد آخر، لم نشاهد وجوهاً جديدة من فئة الشباب أو السنية إلا في دكة الاحتياط، ثم إن هناك عيباً في المدرب الخواجة وهو أنه لا يقوم بالتغيير إلا في الدقائق الأخيرة من المباريات، أنت تقوم بالإشراف على تدريب الفريق وتعرف إمكانيات كل لاعب ومهاراته لست في مجال تجريب هذا اللاعب وتخرج ذاك كما حصل مع اللاعب الحمدان الذي زج به في الدقائق الأخيرة من المباريات وأخرج اللاعب البرازيلي، كان الأولى والأحرى ما دمت تعرف إمكانيات كل لاعب وأنت الأقدر في هذه التغييرات، فنقول للمدرب واللاعبين ومدير الكرة الذي لا يهش ولا يكش انفضوا الغبار عن عيونكم وأبدانكم حتى تروا الواقع، وبموجب هذا الواقع سوف تسيرون وتلعبون وتظهرون مهاراتكم واحترافكم، وبالتالي سوف تتغير الأحوال إلى أحوال واقعية، ووقتها سوف تكسبون في المباريات القادمة. يا فريق الهلال! ارحم جمهورك ولا تجعلهم يملون من الحضور لأن النادي ملك لهم أولًا وهو الأهم للنادي، لن يبقى لاعب محلي أو أجنبي، كله سوف يغادر ويترك الجمهور خلف ظهره. وكل عام وأنتم بخير.
*رياضي سابق وعضو هيئة الصحفيين السعوديين
مندل القباع