في الوسط الرياضي يعشقون الشائعات، ويضخمون الوهم، ويكرهون الحقيقة المرّة، ما يقال عن نادي الاتحاد أنه فرط في دوري كان الفارق بينه وبين منافسه الهلال 16 نقطة في موسم 2021، هذه كذبة ووهم وبعيدة جداً عن الواقع.
المشكلة أن الغالبية العظمى من الوسط الرياضي راسخة في أذهانهم قصة خسارة الاتحاد لدوري كان في متناوله، ويذكرون فقط ما يريدونه، ويتجاهلون التفاصيل الأخرى التي جعلت الاتحاد يخسر الدوري والهلال يحققه في ذلك الموسم، وكأنها قصة رياضية استثنائية ولا تشبه غيرها من القصص، وسوف نذكرهم بشيء مماثل يدحض ما يقولونه ويبدد كل كلامهم غير المنطقي البتة.
من يتغنى بهذا الموقف هو من احتفل احتفالاً جنونياً بخسارة الاتحاد لدوري ذلك العام، والذي لا يزال يرددها متأملاً أن الظروف هي نفسها، وأن الأيام هي ذاتها، متناسياً الاختلاف الجذري الذي كان هو صاحب التأثير.
نتذكر الهلال عندما حقق كأس آسيا في نفس الموسم وشارك حينها في كأس العالم بالإمارات، مما كان له الكثير من المباريات المؤجلة في الدوري على خلاف الاتحاد الذي لعب مبارياته وتوقف وقتها لمدة أربعين يوماً بعيداً عن جو المباريات، وهنا نشير إلى الأثر البالغ على ضياع نقاط الاتحاد بتعادلات خاسرة وخسائر مؤلمة بعدما فقد رتم المباريات ونسقها، وهذا بالضبط ما رجح كفة الهلال على الاتحاد للحصول على دوري ذلك العام.
كون الاتحاد يخسر دوري ويكسبه الهلال والعكس صحيح هذه ليست غريبة، ولكن تكمن الغرابة في نسج القصص الوهمية وتصديق الأكاذيب ونشرها على أنها الحقيقة المحضة دون ذكر الأسباب التي أدت إلى ذلك الأمر.
ما دعاني أن أطرح هذا المقال إلا من خلال الأقاويل الكثيرة التي يرددها الإعلام والجماهير بالتقليل من صدارة الاتحاد الفارقة بينه وبين أقرب منافسيه الهلال بخمس نقاط وربطه بطريقة غير واقعية بموسم من المواسم الاستثنائية.
نحن ذاكرتنا ليست ذاكرة سَمك، ونتذكر عندما حقق النصر آخر دوري له الذين يطلقون عليه إعلامه وأنصاره بالدوري الاستثنائي؛ لأن الفارق كان في جولة من الجولات بتسع نقاط بينه وبين الهلال دون وجود مباريات مؤجلة بين الفريقين، والذي حدث بالضبط حينما واصل الهلال تعثراته في بعض اللقاءات والنصر استغل هذا الأمر بمواصلة انتصاراته المتتالية، وهذا ما رجَّح كفة اللقب، لماذا لا يذكر ولا يتذكر الإعلام الإخفاق الذي حدث للهلال، وفقط يُرسِّخون الاخفاق الذي حصل للاتحاد؟!
هنا تعرف دور الإعلام أحياناً في تصدير الإحباطات لخصم فريقه، ويتم تذكيرهم بقصص مؤلمة ظناً منهم أن ما يفعلونه يكون له تأثير سلبي عليهم.
ختاماً:
نأتيك بالصدق الفريد في زحمة الأكاذيب الكثيرة!