بعد الفوز الكبير والمهم والمفصلي الذي حققه عميد الأندية السعودية، صاحب الإنجازات والبطولات مؤسس الكرة السعودية، الاتحاد على شقيقه زعيم نصف الأرض، الزعيم العالمي الملكي الحقيقي وصيف أندية العالم، في جولة التأسيس في ملعب الإنماء بجدة، عقبها اختفى اتحاد التأسيس ولم نر شيئاً من ذلك الإبداع وتلاشت المتعة من النمور في الجولات التي تلت مباراة الهلال، وبالأصح في جولتين أحدهما خارج الديار أمام الخليج، وكان النمور متقدمين وقاب قوسين أو أدنى من إيداع ثلاث نقاط مهمة ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، إذ عاد الخليج بالتعادل وكسب نقطة ثمينة من اتحاد الصدارة، والكل منح اللاعبين فرصة لالتقاط الأنفاس والعودة من جديد، وأن ما حدث مجرد كبوة جواد أصيل خصوصا أنها أتت بعد مباراة كبيرة ومجهود أمام الهلال وبعد ذلك.

وفي جدة كان لقاء الاتحاد مع الأخدود صاحب المركز قبل الأخير ومن الأندية التي تصارع على الهبوط، وأيضًا المباراة تقام في معقل النمور وسط حضور جماهيري كبير قرابة 46 ألف متفرج، وهي عادة الجماهير الاتحادية الوفية، ورغم أننا في رمضان والزحام الشديد الذي تعيشه مدينة جدة في هذا الشهر المبارك الفضيل، وبالسيناريو نفسه لمباراة الخليج تقدم الاتحاد ولكن هذه المرة في الشوط الأول عن طريق حسام عوار، وحدث ما لا ترغب الجماهير الاتحادية بوقوعه في الوقت بدل الضائع قبيل نهاية المباراة، وسجل الأخدود التعادل.

مع الأسف، بات المشجع الاتحادي يضع أكثر من علامة استفهام في طريقة لعب فريقه والنهج الذي يسير عليه مدرب الفريق الاتحادي الفرنسي لوران بلان، والتشكيل المحبط الذي يخوض به مبارياته والتغييرات غير المنطقية، وأيضًا الأداء الضعيف وغير المقنع من اللاعبين ومن غير روح الاتحاد المعروفة، وهل بات طموح اللاعبين الاتحاديين هو الفوز على الهلال فقط، واكتفى مدربه الفرنسي بلان بلقب عقدة جيسوس مدرب الهلال كونه أخرجه من كأس الملك وانتصر عليه في الدوري برباعية بعد انتصارات الهلال المتتالية في الموسم الماضي، وهنا اكتفينا، وهذا يذكرني بمواسم ماضية إبان المدرب البلجيكي ديمتري، حيث إن الاتحاد سيطر على مباريات الهلال محليًا وآسيويًا ولكن لم يحقق أي بطولة أو إنجاز في ذلك الموسم. وللأسف، الاتحاد لم يستفد من الهدايا التي قدمت له في هذه الجولة، حيث انتصر الأهلي على الهلال في الرياض في نتيجة مفاجأة لم تحدث منذ 2020، خصوصًا أن المباراة أقيمت في الرياض معقل الزعماء، وأثبتت هذه النتيجة أن هلال هذا الموسم غير الهلال الذي خاض منافسات المواسم الماضية، وأيضا فاز العروبة على النصر، وهذه التعثرات لمنافسي الاتحاد على الدوري هي أجمل هدايا والمفروض أن يستغلها الاتحاد ويحقق انتصارات يبتعد من خلالها بالصدارة وبفارق مريح وأمام فرق المؤخرة ويبتعد عن أي مفاجأة غير سارة، خصوصاً أن أمام الاتحاد مباريات مع الفرق الكبيرة والمنافسة مثل: النصر والأهلي، والأخير يتقدم بهدوء نحو المركز الثاني وعلى غفلة من الجميع وانتصاراته الأخيرة أكبر دليل على أن الأهلي قادم بقوة ويتطلب الحذر منه بشكل كبير.

عمر القعيطي