إذا أنت صحفي إعلامي وأتاك مصدر من المصادر الغريبة التي لا تدخل العقل إطلاقاً، فلو صدقتها فوراً ومن أول وهلة فأنت قد ينطلي عليك ما هو أغرب من ذلك!
نحن نعيش في زمن المادة والتسويق والاستثمار، وفي زمن ما بعد الهواة والمحترفين وهو الصناعة، يعني تجاوزنا الكثير من المحطات والمراحل التي تغيرت فيها الأفكار والأسعار التي زادت وتطورت بشكلٍ كبير عن السابق.
لو أخبرتني هذه الأيام أنك اشتريت سيارة بسعر ألف ريال لتوقعت أنك اشتريت سيارة لا يركب فيها شخص والمتوقع أنها تدار بريموت كنترول، أو أنها بأقل الأحوال سيارة سكراب لها أكثر من عشرين سنة متوقفة وأراد صاحبها التخلص منها لكي يوفر مكاناً لسيارة أخرى تواكب تطور هذا الزمن!
وبالمعقول لا يوجد سيارة أصلاً موجودة بنفس السعر الذي هو ألف ريال في هذا الزمن الحديث، إلا إذا كانت سيارة زينة يضعونها في رفوف خشبية؛ أو قد نعذرك لو لديك معلومات لم تُحدَّث منذ العصر القديم فنحن قد لا نلومك على جهلك وقلة علمك بالزمن المواكب بالجديد! فكيف يمرر علينا إعلامي له من الخبرة العريضة في مجال الصحافة الرياضية معلومة مغلوطة وغير واقعية ولا يصدقها إنسان طبيعي على أن إدارة نادي الاتحاد وضعت قيمة التذاكر في مباراة الأخدود بسعر ريالين!
لو قال هذا الكلام صحفي مبتدئ لعذرناه لقلة خبرته في المجال لما تكلم عنه أي شخص ولا حدثت عليه ردة فعل، ولكن من المصيبة لو وقع الصحفي الخبير بمثل هذه الأخطاء الفادحة حقاً، والأكبر من المصيبة أنك تنقل المعلومة للمشاهدين في برنامج رياضي متابع من كافة الأطياف العمرية، وهنا أنت منحت معلومة مغلوطة قد يستغلها الحاقد والكاره والمتصيد في الماء العكر ويأخذها على محمل الطقطقة والسخرية والهزال على إدارة نادي الاتحاد، وهذا ما دعا الإدارة الاتحادية أن تحافظ على حقوق ناديها بالرد المباشر والسريع كي تدحض هذه الشائعة غير الصحيحة، مما أجبر الصحفي على الاعتذار لجماهير النادي وإدارته.
ختاماً:
حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له!