قضية جديدة تداولها الشارع الرياضي بامتناع لاعبي نادي الشباب الدخول في التدريبات جراء عدم تسلمهم لمرتباتهم ولمدة ثلاثة أشهر، وجاءت حالة التمرد التي قادها عدد من اللاعبين للوعود التي أعطتها الإدارة للاعبين في أكثر من مناسبة ونتيجة لعدم الالتزام سادت حالة من الغليان والرفض بالمشاركة في التدريبات رغم وجود استحقاقات مقبلة للفريق في الدوري لكن الظروف المعيشية والالتزامات العائلية للاعبين جعلتهم يتخذون تلك الخطوة رغم صعوبتها.

وانعاكساً للفعل وردة الفعل والنتائج المترتبة سوف تتراجع نتائج الفريق نتيجة عدم توفر الأجواء والظروف المناسبة لتأدية مهام اللاعبين داخل الملعب نتيجة البحث عن رواتبهم المتأخرة، ما يقلل من تركيزهم في المباريات لتضيع منهم الفرص السانحة للتسجيل أو يخفق الدفاع في التصدي لهجمة.

وأشار العديد من الرياضيين إلى أن تأخير رواتب اللاعبين لفترات طويلة قد يدخل النادي في أزمة مع اللاعب نفسه، ما يجعله يفكر في الانتقال إلى ناد آخر وفك ارتباطه وبامكانه فعل ذلك في حال تأخرت الرواتب لمدة شهرين وهذا النظام المتعارف عليه في الاحتراف. 

مطالبين في الوقت نفسه بسرعة تدارك الوضع، حتى لا يكون اللاعبون فريسة للشك، والتفكير في مقاضاة النادي في المحاكم الدولية.

وطالب لاعب هجر السابق والمحلل الرياضي في القنوات السعودية أحمد الملحم: «بضرورة تدارك الأمر قبل أن يتفاقم ويصبح حله خارج أيادي الأندية «فشاهدنا بعض اللاعبين فكوا ارتباطهم بأنديتهم نتيجة عدم حصولهم على مستحقاتهم، في حين يخشى البعض الآخر فسخ العقد الحالي لعدم وجود النادي البديل الذي يدفع له الراتب نفسه».

وأضاف: «هناك لاعبون يلتزمون الصمت، ولكن الصمت لن يطول بكل تأكيد للضغوطات التي يواجهها، لذلك على الأندية تدارك الأمر وحل مشاكلها المالية سريعاً بسداد الرواتب المتأخرة، قبل فوات الأوان».

في حين أكد مدرب نادي النجوم السعودي فهد العشوان أن تأخر الرواتب سبب رئيس في التراجع الفني الذي تعانيه بعض الأندية، مشيراً إلى أن بعض الأندية تعتمد على مصادر دخل محدودة مما يجعل تلك الأندية تعاني مادياً مما يحدث شرخاً كبيراً بين الإدارة واللاعبين جراء عدم توفر متطلباتهم نتيجة العجز الحاصل في الميزانية المالية مما يجعل النتائج والمستويات تتراجع بشكل ملحوظ في الأداء الفني.

من جانبه، ذكر حارس نادي الفتح السابق والمدرب الحالي مصطفى الراضي أن حقوق اللاعبين محفوظة حتى وإن تأخرت، وأزمة تأخير بعض الأندية لصرف رواتب اللاعبين لن تستمر، وعلى اللاعبين اتخاذ الطريقة المناسبة للمطالبة بحقوقهم بدل الطرق الأكثر تعقيداً، مشيراً إلى أن جميع أندية العالم تمر بظروف وأزمات مالية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يجب على الأندية حل مشاكلها المالية قبل الوصول للمحاكم والتي تسمح للاعبين بالانتقال وفرض عقوبة عدم التسجيل.

من جانبه، أوضح المحامي ماجد قاروب، ليس من حق أي ناد في العالم تأخير رواتب اللاعبين لأي سبب من الأسباب، ما لم يكن هناك شرط واضح في العقد بين الطرفين ويبقى العقد شريعة المتعاقدين، وأن المسألة تعاقدية وفي حالة وجود اختلاف على أي بند من بنود العقد بين اللاعب وناديه فعليه أن يتجه للجنة الخاصة بعقود اللاعبين لحل المشكلة المتعلقة بهذه المسألة.