عوار العربي الوحيد في القائمة والجوير الأغلى محلياً
يمثل لاعبو منتصف الميدان القوة الضاربة لأي فرق كرة قدم في العالم كونهم المتحكمون عادة في سير المباراة، ومتى ما تفوقوا على منافسيهم داخل المستطيل الأخضر فإن الغلبة لهم ولفرقهم في حال سارت الأمور بالشكل الطبيعي.
عندما تبحث عن سر تفوق الفريق البطل فابحث عن منتصف ميدانه، من يقوده ومن يلعب فيه ومن يتألق فيه، ستجد أنك وصلت إلى مكمن القوة وسر التفوق، كيف لا والمدربون يستغنون عن المهاجمين تارة والمدافعين تارة أخرى من أجل تعزيز هذا الخط الأكثر أهمية في صفوف كل فريق، إذ نجد بعض المدربين يفضل اللعب بثلاثة مدافعين فقط من أجل تعزيز خط الوسط بخمسة أو ستة لاعبين قادرين على ترجيح كفة فرقته.
معركة منتصف الميدان هي المعركة الأشرس بين المدربين، ومن يتفوق فيها غالباً سيسير المباراة وفق ما يرغب، لذلك نجد القيمة السوقية للاعبي هذا الخط عادة تنافس خط الهجوم وتتفوق عليه أحياناً، لكنها بالتأكيد أعلى دائماً من خط الدفاع وحراسة المرمى أيضاً.
تعاني عدة فرق بعد رحيل أبرز لاعبي هذا الخط تحديداً ولنا في أسطورة فرنسا وكرة القدم زين الدين زيدان الذي كان يقود وسط ريال مدريد الإسباني ومنتخب بلاده فرنسا وقادهم لعدة بطولات أبرزها كأس العالم لأول مرة في التاريخ لمنتخب بلاده، وعانى بعده «الريال» الكثير حتى وجد ضالته في الألماني المتألق توني كروس، الذي نجح لسنوات طويلة في ترجيح كفة فريقه على كافة فرق العمل بفضل الله ثم بوجود خط وسط قوي يرتكز عليه.
ولنا في قائمة منتصف الميدان عدة أمثلة على المستويين العالمي والمحلي، فلا يمكن أن تتحدث عن وسط الملعب وتغفل ذكر الساحر الإيطالي أندريه بيرلو والتشيكي بافل نيدفيد، وعلى الصعيد المحلي فؤاد أنور الذي قاد ناديه الشباب والمنتخب السعودي للكثير من البطولات وشكل نقلة نوعية في خط المنتصف بهما والأكيد أنهما تأثرا كثيراً بعد اعتزاله.
اليوم في دوري «روشن السعودي» للمحترفين هناك عدة نجوم يقودون منتصف ميدان فرقهم بأعلى جودة ويساهمون في تفوقها على المنافسين، ولنا في محور ارتكاز فريق الهلال البرتغالي روبن نيفيز خير مثال، إذ يقدم إضافة نوعية لفريقه جعلته يتفوق على الكثير من المنافسين، وجعلت نيفيز في صدارة لاعبي خط الوسط من حيث القيمة السوقية، وتبلغ حسب موقع التقييم الشهير «ترانسفير ماركت» 28 مليون يورو أي ما يعادل 115 مليون ريال، وبفارق خمسة ملايين يورو عن أقرب منافسيه، ورغم أن هذه القيمة تقترب من نصف أعلى قيمة حققها نيفيز طوال مشواره الرياضي، إذ بلغت قيمة عقده السوقية قبل خمس سنوات 50 مليون يورو مع فريقه السابق وولفرهامبتون الإنجليزي، إلا أنه يعد الأعلى قيمة اليوم بين نجوم دوري «روشن السعودي» للمحترفين.
في المرتبة الثانية يأتي لاعب منتصف ميدان فريق الأهلي ومنتخب إسبانيا المتطور دائماً غابري فيغا، الذي نجح في فرض اسمه على خارطة تشكيل الأهلي المدججة بالنجوم العالميين، وتبلغ قيمة عقد فيغا اليوم 23 مليون يورو أي ما يعادل 94 مليون ريال، وقيمة فيغا قابلة للزيادة خاصة أنه في عمر 23 عاماً اليوم وأمامه مستقبل رياضي طويل يمكن أن يتطور أكثر خلاله.
نعود مرة أخرى إلى خط وسط الهلال ولكن هذه المرة لدى صاحب المرتبة الثالثة الصربي سيرجي سافيتش ذو الـ30 ربيعاً، الذي تبلغ قيمة عقده اليوم 20 مليون يورو، بعد أن كانت 90 مليون يورو في صيف 2018م، حين كان يرتدي شعار لاتسيو الإيطالي ويقود خط وسطه ووسط منتخب بلاده صربيا.
المرتبة الرابعة ذهبت للاعب منتصف ميدان فريق الاتحاد البرازيلي الخبير ذي التجارب الكبيرة فابيو تفاريز المعروف بـ(فابينهو)، الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية مع ريال مدريد الإسباني وموناكو الفرنسي وليفربول الإنجليزي مسجلاً عدة نجاحات معهم صعدت بقيمة عقده السوقية حتى بلغت 70 مليون يورو، لكنها اليوم تراجعت وهو بعمر الـ31 عاماً إلى 18 مليون يورو.
وبالقيمة ذاتها يأتي البرتغالي من أصول برازيلية لاعب منتصف ميدان النصر ومنتخب البرتغال أوتافيو خامساً، وأعلى قيمة سوقية وصل لها عقد أوتافيو كانت 35 مليون يورو قبل انتقاله من بورتو البرتغالي إلى النصر تحديداً في منتصف 2023م، لكنها تراجعت الآن إلى النصف مع دخوله عامه الـ30.
أما المرتبة السادسة فذهبت لقائد وسط الأهلي الخبير فرانك كيسيه القادم من برشلونة وقبلها أي سي ميلان الإيطالي نحو الأهلي، وتبلغ قيمة عقد كيسيه اليوم 15 مليون يورو، بعد أن كانت 55 مليون يورو في صيف 2021م حين كان أحد نجوم ميلان الإيطالي، لكنها انخفضت قبل انتقاله إلى برشلونة حيث بلغت وقت الانتقال 35 مليون يورو، قبل أن يتجه نحو عرس البحر الأحمر في ديسمبر 2023م.
الصربي مارسيلو بروزوفيتش احتل المرتبة السابعة بعمر 32 عاماً وقيمة عقد قدرت بـ12 مليون يورو، وبروزوفيتش لا يخفى على معظم عشاق «الساحرة المستديرة» وهو من كان يقود منتصف ميدان انتر ميلان الإيطالي يوماً بأعلى جودة مطلوبة وبلغت قيمته السوقية في تلك الحقبة 60 مليون يورو، وكان هذا تحديداً في عام 2021م.
في المرتبة الثامنة جاء قائد منتصف ميدان فريق القادسية كاميرون بويرتاس القادم من الدوري البلجيكي بصفقة قياسية بلغت 15 مليون يورو بعد أن كانت القيمة السوقية للاعبين مليوني يورو لكن النظرة الفنية الثاقبة هي من استقطبت هذا النجم الكبير الذي أضاف الكثير لوسط القادسية وهو بعمر الـ26 ربيعاً.
ويعد كاميرون أكثر لاعب في الدوري صنع فرص محققة إذ تجاوز صناعة 40 فرصة محققة حتى نهاية الجولة الماضية.
لم تبتعد المرتبة التاسعة كثيراً عن سابقتها حيث بقيت في القادسية أيضاً، إذ جاء الأرجنتيني إيزيكيل فرنانديز فيها بقيمة بلغت 12 مليون يورو وهي القيمة ذاتها لكاميرون الذي يعتليه في الترتيب، إيزيكيل الأرجنتيني الشاب القادم للقادسية في سن 22 عاماً، وقيمة إيزيكيل السوقية الأعلى في تاريخ مشواره الرياضي الموسم الماضي إذ بلغت 14 مليون يورو.
اللاعب العربي الوحيد في قائمة أغلى عشرة لاعبي خط وسط في دوري «روشن السعودي» للمحترفين هو الجزائري حسام عوار قائد منتصف ميدان الاتحاد ولاعبه المؤثر خاصة في الجوانب الهجومية والمعاون الأول لقائد الفريق المهاجم الكبير كريم بنزيما.
عوار جاء عاشراً في القائمة بقيمة عقد سوقية مقدرة اليوم بتسعة ملايين يورو بعمر 26 عاماً، لكن نجم الاتحاد ومنتخب الجزائر كانت قيمة عقده السوقية يوماً 55 مليون يورو وهذه القيمة كانت في صيف 2020م أي عندما كان عوار في مقتبل عمره الرياضي وشاباً ذا 21 عاماً مع أولمبيك ليون الفرنسي، قبل أن ينتقل إلى روما الإيطالي ويقضي معهم موسماً واحد قبل القدوم إلى الإتحاد. أما على جانب اللاعبين المحليين فيحتل نجم منتصف ميدان الشباب مصعب الجوير صدارة اللاعبين السعوديين في خط الوسط بقيمة سوقية بلغت ثلاثة ملايين يورو، محتلاً المرتبة 23 بين لاعبي خط الوسط في الدوري، وهي أعلى قيمة للجوير منذ بدايته مع الهلال، وعندما أعاره الهلال إلى الشباب كانت القيمة السوقية لعقده 375 ألف يورو حسب موقع التقييمات الشهير «ترانفسير ماركت». لاعب وسط الهلال محمد كنو جاء ثانياً خلف الجوير على مستوى المحليين بقيمة سوقية بلغت 900 ألف يورو، وهي القيمة ذاتها لعقد صاحب المرتبة الثالثة محور النصر عبدالله الخيبري.