أي متابع موضوعي سيلاحظ الفروق الواضحة بين دول انتهجت سياسة الخطابات والشعارات ودول انتهجت طريق العلم والعمل. الاستثمار في الإنسان وتوفير البيئة الآمنة له وفرص التعليم والعمل والمشاركة في المشروع التنموي أدت في الدول التي سلكت طريق التنمية إلى ايجاد مجتمع حيوي يتطور ويتكيف ويشعر أفراده بالانتماء والرغبة الصادقة بالمساهمة والاضافة وحماية مكتسبات الوطن.
المملكة العربية السعودية هي إحدى الدول التي اختارت طريق العلم والعمل وأغلقت طرق الشعارات والتحزبات والعداوات والتدخل في شؤون الآخرين. الدول التي سارت في طريق العلم والعمل تعرف معايير النهضة والتقدم فتعترف بنجاح الدول الأخرى وقد تدخل معها في منافسة بناءة لكنها لا تعادي النجاح. أعداء النجاح هم الذين يجدون المتعة في الخطابات الحماسية والشعارات البعيدة عن الواقع والتي لم تنتج طوال عقود إلا الفشل والصراعات والأوضاع الأمنية والاقتصادية المزرية رغم ما تملكه من موارد طبيعية وبشرية كافية لتحقيق نهضة تنموية ومجتمعات آمنة.
أعداء النجاح يحاولون تشويه سمعة دولة ناجحة متفوقة بامتياز في كافة المجالات هي المملكة العربية السعودية، سيبحثون عن فرص لترويج الأكاذيب عن المملكة وإن لم يجدوا الفرص فسوف يخترعونها. تارة يستغلون فريضة الحج لأهداف سياسية، يسلطون كاميرات الكراهية بحثًا عن أي حدث يناسب أهدافهم المدمرة لاستغلاله في تشوية إدارة وتنظيم الحج فإن لم يجدوا ما يستغلونه تعمدوا بواسطة أذرعتهم للتخريب وتعكير روحانية الحج وفرحة الحجاج وأهداف الحج. تنظيم الحج الذي يضمن سلامة الحجاج ويساعدهم على أداء مناسكهم بيسر وسهولة هو بالنسبة لأعداء النجاح وأبطال المنابر غير مناسب. الفوضى التي تعودوا عليها هي الحياة بالنسبة لهم!
القضية الأخرى التي يستغلها أعداء النجاح ونجوم الخطابات هي قضية فلسطين التي تعد السعودية في مقدمة داعميها سياسيا وإنسانيا وإعلاميا وتنمويا ومواقفها تجاه فلسطين ثابتة لا تتغير، هذه القضية يستغلها تجارها وخطباء المنابر مستخدمين مهارات اللغة والصراخ في نشر الأكاذيب واخفاء الحقائق. يمارسون الكذب وهم يعلمون أنهم يكذبون لأن أهدافهم ليس لها علاقة بمصلحة فلسطين. فلسطين قضية لا تحلها الخطابات والشعارات ولا يحلها الانقسام الفلسطيني ولا اسقاط الفشل على الآخرين. أعداء النجاح يتجهون إلى المنابر وليس إلى ميادين العمل. الدول الناجحة هي التي تعمل بصمت وتترك الانجازات تتحدث عن نفسها.