تتسابق دول العالم في عرض منجزاتها المختلفة بالنسبة للتسامح والتعايش السلمي في اليوم الدولي للتسامح (International Day for Tolerance) الذي يوافق السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام. وتعتبر حصيلة المملكة العربية السعودية من هذه المنجزات كبيرة ولله الحمد. فوطن بني على أرضه أول بيت وضع للناس، وشع نور الإسلام وهو دين التسامح منه، وكتبت فيه وثيقة المدينة، وهي أول دستور لحقوق الإنسان، وأنتج وبناء على توجيهات قيادته المباركة وثيقة مكة المكرمة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهو أحق دول العالم بمسمى "وطن التسامح".
وقد كان مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري كعادته أحد أهم حواضن الفكر المتسامح والوسطي حاضراً في الاحتفال بهذا اليوم من خلال فعاليته "ملتقى التسامح السنوي". يحمل هذا الملتقى عنواناً فرعياً مهماً: "جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع"، ويهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية التسامح، وتشجيع التواصل بين الثقافات والشعوب في هذا المجال، وإبراز دور التعليم والإعلام في تعزيز التسامح، وتسليط الضوء على دور المملكة الريادي في تبني قيمة التسامح ونشرها عالمياً، وأخيراً بحث سبل التعاون الدولي لتعزيز التسامح كأداة لتحقيق الأمن والسلام.
ولقد جاءت نسخة هذا العام من الملتقى شاملة من خلال جلستين: الأولى بعنوان: "التنوع والتسامح لمجتمع متماسك ومتعايش"، وأكد فيها المحاضرون أهمية قبول الآخر المختلف واحترام اختلافه والتعايش السلمي معه، وحملت الجلسة الثانية عنوان: "التسامح في العصر الحديث: أداة للحوار والتنمية والتواصل الحضاري"، وقدد ركزت هذه الجلسة على أهمية التسامح في التنمية والتواصل الحضاري العالمي.
أما الفقرة التي لا تقل جمالاً عن هاتين الجلستين فكانت عن تجارب بعض غير السعوديين الذين يعيشون بيننا وكيف وجدوا مجتمعنا السعودي؛ فقرة "عشنا في السعودية". وكم هو جميل أن نسمع من أستاذ اللغة الصينية شعيب، ومن المنتجة الباكستانية صايمة عزيز، ومن المدير التنفيذي لشركة بات ليدرشيب البريطانية أبو بكر آدم أن مجتمعنا متسامح ومضياف، وأن وطننا هو وطن التسامح والتعددية وقبول الآخر، بل ووطن الأحلام للكثيرين من الشباب حول للعالم للعمل أو العيش فيه.. حفظ الله وطن التسامح وقيادته وشعبه.