العودة لبرامج رؤية المملكة 2030 بين فترة وأخرى تمثل حاجة راهنية من خلالها يتم حفز الهمم، والاطمئنان بشكل دائم بأن رحابة البرامج وعمق الاستراتيجيات، والتمكين والدعم اللذين تجدهما هذه الرؤية المباركة جميعها الضمان الأهم لمستقبل عظيم لا يقتصر أثره على الجيل الحالي والذي يليه، وإنما امتداد عظيم وانفساح لا حد له تجني ثمار غرسه الأجيال القادمة بحول الله. هذا الوعد برفاه العيش ورغده، كان منذ التأسيس، من عهد موحّد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –طيب الله ثراه- الذي قال إنه سيجعل شعبه ينعم بعيش أرغد وحياة أكمل وأفضل، وسار على هذا النهج أبناؤه الملوك البررة الذين توارثوا القيم النبيلة والسجايا النادرة فضلاً وعطاءً والتزاماً.

اليوم تأتي برامج جودة الحياة كنمط من ضمن أهداف هذه الرؤية التي وتّدت لوطن ومستقبل عظيمين، فبرنامج جودة الحياة الذي يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية، هذه الخيارات تعززها برامج واستراتيجيات عديدة من الصعب حصرها، لكنها شاخصة للمتابع والمتأمل والمراقب.

اليوم تبرز بجلاء الجهود الكبيرة التي تسعى لتحقيق رؤية جديدة تتمثل في مستقبل بيئي مستدام من خلال منتدى "مبادرة السعودية الخضراء" لعام 2024، وهو حدث بيئي ومناخي رائد يعكس التزام المملكة العميق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة. يُعقد المنتدى بالتزامن مع مؤتمر الرياض COP16، ليكون منصة مهمة تجمع بين صناع السياسات، وقادة الأعمال، والباحثين في مجال المناخ والبيئة، حيث يتيح لهم فرصة مناقشة سبل تعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات البيئية.

تستهدف مبادرة السعودية الخضراء في نسختها الرابعة تسريع وتيرة العمل المناخي في المملكة، وتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها حتى الآن، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجهها المنطقة والعالم. وتأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحويل المملكة نموذجاً رائداً في مجال الطاقة المستدامة والابتكار البيئي.

أهداف المبادرة تتجاوز مجرد التحفيز على الحوار؛ فهي تهدف إلى بناء شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، بما يضمن تنسيق الجهود الوطنية والدولية في مجالات الاستدامة وحماية المناخ. وقد أكدت المملكة في عدة مناسبات ضرورة تطوير سياسات بيئية طويلة الأجل تضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.