السينما لا تموت، الكثير يعتقد أنه مع تطور وسائل الإعلام والترفيه ستكون السينما كمتعة من ضحايا هذا التطور، التلفزيون لم يلغها، الفيديو لم يؤثر فيها، بل كان مساعد أساسي لتطورها، في العصر الحديث التطبيقات أو المنصات التلفزيونية كنتفليكس وديزني وأمازون وشاهد محليا، لم تؤثر أيضا، صحيح أن الإقبال لم يكن بالمستويات السابقة، ولكن ظلت السينما كمتنفس إبداعي ببريقها السابق، مهما حدثت من تطورات.

بالإضافة إلى أن العاملين بهذه الصناعة الحيوية الهامة، استطاعوا الاستفادة من تطورات العصر في دعم صناعة السينما، بمجالات متعددة، وبطرق ابتكارية تتناسب مع لغة العصر، فعلى سبيل المثال مع تطور وتزايد الاعتماد على (البيانات) في مختلف القطاعات، نجد صناع السينما استغلوا ما يطلق عليه النفط الجديد (علم البيانات) في تطوير صناعة السينما وتعزيز الشراكات التجارية التي تدعم هذه الصناعة وتضمن استمراريتها.

فعند دخولك إلى تطبيق شراء تذاكر السينما وبكل سهولة ويسر، تكون دعمت السينما بصورة كبيرة جداً، ليس على مستوى المبلغ البسيط الذي يمثل قيمة التذكرة، وإنما ستجد نفسك أنت والآخرين قد قدمت كميات هائلة من البيانات التي تساعد على فهم سلوك الجمهور، ستحدد عملية الشراء التفكير بالأفلام التي يفضلها الجمهور، ستحدد الأوقات المفضلة للمشاهد بالصباح أو بالمساء، ستحدد نوعية المأكولات التي ستطلبها مسبقا، نوعية الإعلانات داخل القاعة، ستجعل نوعية اختيار الإعلانات يتم تحديدها حسب اختيار الفيلم، العائلي سيتم تركيز الإعلانات للشركات الخاصة بالأكل والوجبات السريعة، وأفلام الخيال العلمي بأحدث الأجهزة التكنولوجية، وحتى تستطيع البيانات من تحديد شركات الهواتف الذكية المفضلة للجمهور، فلو كانت أغلبية أجهزة الجمهور الذي اشترى التذاكر من خلالها (أيفون) نجد أنها فرصة لتكون شركة أبل بإعلاناتها لمنتجاتها داخل قاعة السينما وهكذا مع الشركات الأخرى.!

ستستفيد العلامات التجارية من البيانات التي أوجدتها عملية شراء تذكرة السينما، سيزداد دخلها المادي لمعرفتها نوعية وشرائح الجمهور حسب كل فيلم، فيكون إعلانها بالمكان والجمهور المناسب، سينعكس ذلك على دخل السينما من الشركات والجمهور وزيادة إيراداتها، لذلك وباختصار ستكون بيانات الجمهور هي الأساس لمستقبل السينما والإعلانات التجارية فيها، ومع تطور تكنولوجيا البيانات ستكون السينما أكثر ازدهاراً، فقد لا يخطر على بالنا أن أقل من دقيقتين لشراء تذكرة وأحيانا طلب مأكولات أو مشروبات معينة أو أفلام محددة ستكفل ازدهار صناعة السينما بطرق مختلفة وليس فقط بالاعتماد على قيمة التذكرة المدفوعة، البيانات والتحليل الشخصي لرغبات ومتطلبات الجمهور هي الكنز بالفعل مع الاحتفاظ بحماية وخصوصية هذه البيانات وهذا هو التحدي والمهم.