أخيرا خسر الهلال.. هذا هو عنوان الجولة الحادية عشرة من دوري روشن السعودي للمحترفين، وفي خسارته إعادة الحياة للدوري بعد أن وصل الحال لدى الكثير من الأندية أن الهلال فريق قوي جدا وصعب هزيمته، ولكن جاء الخليج ليقلب تلك المعادلة ويوقف سلسلة "هلال بلا خسارة".

سلسلة انتصارات الهلال لو استمرت "لربما" أضعفت من عزيمة باقي الأندية حتى الأندية المتنافسة والتي وصل بها الحال من المنتمين لها إعلاميا وجماهيريا إلى الإعلان صراحة باستحالة الفوز على الهلال، ولكن أبناء الدانة استطاعوا أن يظهروا شكلا فنيا بقيادة مدربهم الذكي دنيس وينتصروا انتصارا مستحقا في مواجهة مثيرة بكل تفاصيلها.

الهلال اختلف كليا عما كان عليه الموسم الماضي، فما وصل له الهلال وقتها أنه فريق شرس صعب هزيمته، حتى لو سيطرت عليه الغيابات وكانت ردة فعله قوية في العودة للمباراة أن تخلف بهدف أو عندما يبحث عن الانتصار حتى الرمق الأخير وفي هذا الموسم تغيرت الأمور بشكل واضح على الفريق.

 ربما يقول قائل: إن الهلال ضحية الإجهاد البدني والنفسي للاعبيه إلى جانب حالة التشبع من الإنجازات والبطولات التي انعكست أيضا على المدرج الهلالي الذي وصل به الحال إلى تواضع الحضور الجماهيري في أكثر من مباراة سابقة، ولإيمانه بأن فريقه الأقوى والأفضل وصعب هزيمته، ولكن ربما تتغير الأمور بعد خسارة الخليج القاسية.

صحيح أن غيابات الهلال كانت مؤثرة خاصة الساتر الدفاعي نفيز والمحرك الهجومي مالكوم، ولكن في عالم المنافسة الأعذار غير مقبولة والفريق يحتاج أن يكون جاهزا لأي ظرف، والبدلاء قادرون على تغطية الغيابات التي قد تطرأ نتيجة الإصابات والإيقافات.

الهلال الذي اختلف هذا الموسم وقعت إدارته وربما بمباركة مدربه في خطأ التخلي عن عدد من الأسماء في دكة البدلاء مثل مصعب الجوير، وعبدالإله المالكي، وصالح الشهري، وهذه الأسماء ربما احتاجها الهلال هذا الموسم وفي هذه الظروف، ولكن فكرة التخلي عنهم كشفت غرابة القرار والضحية الهلال، فالقادم أصعب بكثير مما هو عليه الفريق الآن.

الهلال الذي نتحدث عنه الآن هو ممثل الكرة السعودية في المحفل العالمي بعد سبعة أشهر من الآن، وإدارة الهلال تحتاج إلى مراجعة الحسابات قبل الحدث المنتظر، فالفريق يواجه مشاكل عدة على مستوى الدفاع، فليس ذلك الفريق الذي يتلقى شباكه ثلاثة أهداف حتى وإن غاب ساتره الدفاعي نفيز.

شخصياً كنت متوقع خسارة الهلال منذ مباراة الخلود الدورية، فشكل الهلال كان يوحي أن رتم الأداء في تنازل، وأن هناك مباراة منتظرة سيواجه فيها الهلال صعوبة ربما المنافسة مع النصر جعلت خسارته صعبة، ولكن الخليج بقيادة مدرب الهلال السابق دنيس استطاع بذكاء أن يستغل كل الثغرات التي تقوده للانتصار على الهلال ويتغلب على دهاء جيسوس.

مبارك للخليج الانتصار المستحق، وحظ أوفر للهلال في القادم، وما يهمنا أكيد أن يكون ممثل الكرة السعودية حاضرا في محفل سيواجه فيه خصوما شرسة يجب الاستعداد والتجهيز لها من الآن، وعلى الإدارة والمدرب العمل على التوازن النفسي للاعبين لتفادي الإجهاد والتشبع.