تتقدم المملكة في جميع المجالات تحت مظلة رؤية 2030، مُحققة الكثير من الإنجازات الفريدة التي تجعل منها دولة متطورة ومزدهرة، قررت أن تسلك طريق التغيير طوعاً، وتحقق فيه كل ما تحلم به وتسعى إليه، وهو ما شهد به الجميع على أرض الواقع.

التقدم السعودي لم يقتصر على المشهد الاقتصادي أو الاجتماعي فحسب، وإنما طال قطاعات عدة في مقدمتها القطاع الطبي، الذي بات عالمياً، وذلك من نافذة «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، مُحققاً للمملكة تجربة علمية مبهرة ذات بعد إنساني في عمليات فصل التوائم الملتصقة من جميع دول العالم، هذه التجربة تختزن قصة نجاح علمي سعودي، لطالما ألهمت العالم كيف يمكنه إسعاد أصحاب الحالات الصحية الحرجة، ويرسم الابتسامة على مُحياهم.

وجاءت أعمال المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ونظمته المملكة بالتزامن مع اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، ليوثق نجاحات البرنامج السعودي للتوائم على مدار 30 عاماً مضت، وركزت كلمة خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر على المبادئ الإنسانية التي تلتزم بها المملكة لمساندة هذه الفئة وذويهم على مستوى العالم، وتجلت هذه المبادئ في تأكيده -حفظه الله- أن المملكة أولت اهتماماً بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية أسوة بالأفراد الأصحاء.

ويشهد التاريخ الإنساني العالمي بدور المملكة في مساندة التوائم الملتصقة في كل أرجاء المعمورة، وذلك عندما بادرت بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر من كل عام يوماً دولياً للتوائم الملتصقة، بهدف تعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

وخلال مسيرته العلمية والإنسانية بات البرنامح السعودي للتوائم الملتصقة يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً أدبياً من السعودية بكرامة وحياة الأطفال الملتصقين، ويفتخر البرنامج بحزمة إنجازات طبية تضاهي ما حققته أكبر البرامج المماثلة في العالم، وتترجم هذه الإنجازات إحصاءات عدة تتمثل في رعاية 143 حالة من 26 دولة، وإجراء 61 عملية فصل ناجحة.