تمتلك الجماعات المتطرفة قدرة كبيرة على استغلال التقنية في تمرير رسالة الكراهية والعداء. ولو استعرضنا صوراً من هذا الاستغلال لوجدنا سيطرة تنظيم القاعدة على مقاطع الفيديو المصورة التي تعمم عمليات قطع الرؤوس. أما تنظيم داعش فقد نشر مجموعة كاملة ‏من الروايات والصور والدعايات السياسية من خلال مختلف منصات وسائل التواصل ‏الاجتماعي. فلقد قدرت دراسة أجراها بيرغر ومورجان أن أنصار داعش استخدموا ما لا ‏يقل عن 46 ألف حساب على منصة تويتر بين سبتمبر وديسمبر 2014م. خلال هجوم ‏تنظيم داعش للموصل، كان هناك حوالي 42000 تغريدة على تويتر تدعم الهجوم ‏وتسوق له. ولم يتوقف استخدام تنظيم داعش على منصات تويتر، والفيس بوك، والتيك توك، ‏والإنستغرام، بل نجده يقوم بتوظيف البرمجيات والتطبيقات الخاصة به. فقد تم ‏إنشاء تطبيق فجر البشائر (‏The Dawn of Glad Tidings‏)، وهو تطبيق باللغة ‏العربية. يشارك هذا التطبيق العديد من التغريدات والصور ومقاطع الفيديو من ‏حسابات تويتر المتعاطفة مع داعش. بالإضافة إلى ذلك، يسمح التطبيق للمستخدمين ‏بمشاهدة ومراقبة علامات التصنيف والتغريدات والصور ومقاطع الفيديو والتعليقات ‏التي تم نشرها على حساباتهم. كان التطبيق مخصصًا في الأصل لأتباع داعش ‏للحصول على منتدى خاص على الإنترنت للتواصل. تم تنزيل هذا التطبيق عدة مئات ‏من المرات على متجر تطبيقات (‏Google Play‏) قبل إزالته.‏ وأمام مثل هذا التطرف فإننا بحاجة إلى توظيف البرمجيات المختلفة وما قدمه لنا الذكاء الاصطناعي لتقديم صورة الإسلام الحقة: دين التسامح واحترام الآخر. وقد أسعدني نموذح GPT الذي قدمه لي الدكتور محمد أحمد الفيفي المخصص للتسامح بين أتباع الأديان والثقافات ليؤكد على قيمة الحوار والتفاهم لتحقيق التعايش السلمي. يحمل هذا النموذج عنوان: "التسامح بين أتباع الأديان والثقافات "ToleranceGPT" وتم رفعه على متجر GPTs.

من أهم النقاط التي يركز عليها هذا النموذج: علاقة التسامح بالتخلي عن المبادئ، وكيف يمكن تحقيق التوازن بين التمسك بالهوية والانفتاح على الآخرين؟ وكذلك دور المملكة العربية السعودية التاريخي في تعزيز التسامح العالمي، وكيف تسهم مبادراتها في نشر ثقافة الحوار والتعايش؟ وأيضاً أبرز جوانب التسامح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن السيرة النبوية تُعد نموذجًا رفيعًا للتسامح، فقد جسّد عليه الصلاة والسلام قيم التعايش وقبول الآخر، وهو ما يمكن استلهامه اليوم لبناء جسور الحوار والسلام بين الشعوب. ويبقى التساؤل كيف لنا نظم هذه المبادرات الفردية النوعية في إطار وطني؟