في كنف ورحاب رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، انبثق نور «الرياض» ليسطع في سماء المدن العالمية لا العربية والإقليمية فحسب، لقد أكمل منذ أن تولّى إمارتها قبل خمسة عقود جهود إخوته من الملوك في تطوير هذه المدينة، لرمزيّتها كعاصمة عالمية تهفو إليها القلوب والعقول، ومنذ ذلك الحين، وهو يمحضها عنايته، وحُدبه، ورعايته، فغدت عروس المدن، وسيدة التطوير، والتنامي المستمر، والنماء الممتد.

وخضعت «الرياض» الوارفة لمسيرة من العمل المتواصل والتفكير العميق، فوضع لها الملك سلمان –حين كان أميراً لها- الخطط الاستراتيجية الآخذة بكل أشكال الإبداع المعماري والإنشائي والجمالي والتطويري في شتى الصنوف، وفي كل شبر من هذه المدينة التاريخية العظيمة، فارتقى بها إلى مستويات لا تُضاهى؛ إذ رعاها بحب عميق، وجعل من كلّ قرار يتّخذه بشأنها حجراً لبناء مستقبل مشرق زاهٍ لها بوّأها مكانة عالمية تعد الأنموذج الأرقى للتطور والفضاء المديني الإبداعي الخلاّب.

من هنا يبدو راسخاً أن الرياض لم تكن مجرّد مدينة، بل هي أنموذج إبداعي متكامل للرؤية العبقرية، التي تتكامل فيها عناصر التقدم والتطوير الذي يستجيب لتطلعات الروح العصرية المُغذّية للإنسان الذي حظي بالعيش فيها أو المرور العابر وغيره.

بالأمس افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- مشروع قطار الرياض الذي يعد العمود الفقري لشبكة النقل العام بمدينة الرياض، وأحد عناصر منظومة النقل فيها. وهذا الحدث التاريخي المبهج والمنتظر؛ بلا شك أحد أضخم المشاريع التنموية التي تشهدها بلادنا، وهو لا يشكّل مجرد وسيلة نقل حديثة وسريعة، بل إنه تجسيد حقيقي لرؤية الملك سلمان، وخطوة كبيرة نحو تحقيق وعده الذي قطعه في مناسبتين متباعدتين زمناً، لكنها تتقاطع وتتواشج في الهدف والرؤية والطموح، فحين كان أميراً للرياض قال: «أنا واثق إن شاء الله من مستقبل الرياض كمدينة، لماذا؟ لأنه وضعت كل الأساسيات التي يجعلها في المستقبل مدينة نموذجية حديثة، فلهذا أنا مطمئن تماماً كابن للرياض وخادم لها قبل أن أكون أميراً لها أن تستقبلها زاهر»، والوعد الثاني حين دشّن رؤية المملكة 2030 حيث قال: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك».

اليوم نفخر بأن بلادنا –بفضل حنكة قيادتها وعبقرية رؤيتها- نموذج عالمي رائد ومذهل، تشهد على مدار الساعة مشروعات عملاقة، ووتيرة عمل لا تهدأ، وباتت كل مدننا ورشة عمل مفتوحة، والمتابع والمراقب يشاهد كيف أن بلادنا تهبّ الخطى بسرعة مذهلة لا تُبارى ولا تجارى، متخذة من النماء والتطوير وجودة الحياة ورغدها نمط فكر ونمط حياة، ما يعكس استقرار ورخاء وأمن وطننا -بفضل الله ثم بعظمة قيادته-، وعبقرية تدبيرها لشؤون البلاد والعباد.