تحتضن العاصمة السعودية الرياض فعاليات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف "كوب 16" تحت شعار "نحو عالم خالٍ من التصحر" في الفترة بين 2 و13 ديسمبر كانون الأول 2024، واحتضنت أيضاً فعاليات منتدى مبادرة السعودية الخضراء تحت شعار "بطبيعتنا نبادر" على مدار يومي 3و4 ديسمبر 2024 بالتزامن مع (كوب 16).
هَدِف "كوب 16" بمشاركة 197 دولة إلى إبراز جهود المملكة البيئية الرامية إلى حشد العالم للمحافظة على الثروات الطبيعية، كما وهَدِف إلى تعزيز التعاون بين 197 دولة موقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر، وحشد الإمكانات للبحث عن الحلول الفعالة لإعادة تأهيل ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة والحد من الجفاف، دعما لحماية للبيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية.
وبالنسبة لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء في نسخته الرابعة، فقد هَدف إلى مناقشة الحلول الكفيلة بإعادة تأهيل الأراضي، وتسخير أحدث الابتكارات لخفض الانبعاثات الكربونية، وتمويل رحلة الانتقال الأخضر لدعم سبل العيش المستدامة.
كما وهَدف المنتدى مناقشة دور الحلول الطبيعية في تمكين المجتمعات من التكيف مع تغير المناخ، بالإضافة إلى تعزيز جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي الغني في المملكة.
استعرضت النسخة الرابعة من المنتدى على مدار يومين، مدى التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف المناخية والبيئية في إطار مبادرة السعودية الخضراء، وخطط العمل لمكافحة التصحر وتسريع جهود إعادة تأهيل الأراضي، مع التركيز على أهم الاتجاهات في مجال الاستدامة وأحدث الابتكارات البيئية، التي تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
نجحتا الفعاليتان في تسليّط الضوء على جهود المملكة لبناء مستقبل مستدام، إلى جانب استعراض مجموعة من التجارب والبرامج والمبادرات التفاعلية التي تجاوزت أكثر من 80 مبادرة يجري العمل عليها وفق إطار عمل دؤوب للمحافظة على البيئة والتعامل مع المتغيرات والتحديات المناخية، حيث على سبيل المثال، ركزت مبادرة السعودية الخضراء على تحقيق ثلاثة أهداف طموحة تُسهم في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاستدامة.
يتمثل الهدف الأول لمبادرة السعودية الخضراء في خفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، من خلال زيادة سعة مصادر الطاقة المتجددة، وتطوير تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، ودعم الابتكارات في الاقتصاد الدائري للكربون، فيما يتمثل الهدف الثاني في تشجير المملكة عبر زراعة 10 مليارات شجرة، بما يعادل إعادة تأهيل 74.8 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وقد تم حتى الآن زراعة أكثر من 95 مليون شجرة وإعادة تأهيل 111 ألف هكتار من الأراضي.
وفي إطار الهدف الثالث، تسعى المبادرة إلى حماية 30% من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030م، مع التركيز على إعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض.
أوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة، بمؤتمر «كوب 16» أن المملكة لديها خطط واستراتيجيات للحفاظ على البيئة، وإيجاد التوازن بين تحقيق التنمية والمحافظة على الموارد الطبيعية، إلى جانب العمل على تحقيق أهدافها الطموحة للحد من تدهور الأراضي، وذلك من خلال إطلاق عدة مبادرات.
أكد في شأن المحافظة على البيئة، معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، رئيس الدورة الحالية لمؤتمر "كوب 16" أن رحلة منظومة البيئة بدأت بعمل منهجي مبني على استراتيجيات وخطط، توجت برفع مستوى الطموح بإعلان مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى إعادة تأهيل (40) مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، بما يكافئ زراعة (10) مليارات شجرة، معلنًا في نفس الوقت عن إعادة تأهيل أكثر من (250) ألف هكتار من الأراضي ضمن مستهدفات المبادرة، وزراعة أكثر من (115) مليون شجرة بنهاية العام.
وقال الفضلي، إن المملكة أطلقت مبادرة خلال رئاستها لقمة مجموعة العشرين في 2020، لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، بجانب إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لزراعة (50) مليار شجرة، بجانب وضع خطط تنفيذية، ووضع ممكنات للمحافظة على مصادر المياه، وتأمين مصادر للبذور والشتلات للمساهمة في تنفيذ مستهدفات التشجير.
أخلص القول؛ إن (كوب 16 ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء)، نجحتا كفعاليتين مهمتين للغاية، إبراز جهود المملكة المرتبطة بمجال معالجة التغير المناخي والاحتباس الحراري، بما في ذلك قضايا وإشكاليات التصحر والجفاف، التي تُعدان من القضايا والظواهر الطبيعية المقلقة حتى على المستوى الدولي.
لذلك نجح مؤتمر كوب 16 ومنتدى السعودية الخضراء، في مواجهة تلك القضايا بالبحث عن حلول عاجلة وفعالة لإعادة تأهيل ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة، والحد من الجفاف، وتشجيع دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في حماية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية.
وتجسد استضافة المملكة لمثل تلك الفعاليات، اهتمامها واهتمام القيادة السعودية الرشيدة بحماية البيئة على كافة الأصعدة والمستويات، بتبنيها لعدد من المبادرات البيئية الرائدة، واتخاذها لحزمة من الإجراءات للمحافظة على البيئة وتحسين جودة الحياة.