إن استضافة المملكة للفعاليات الدولية والعالمية تعبر عن المستويات المتقدمة التي وصلت لها على جميع المستويات، وعن شمولية البرامج التنموية والتطويرية التي تعمل عليها جميع مؤسسات الدولة.. فالمنافع العظيمة العائدة من استضافة المملكة لكأس العالم تتجاوز المجالات الشبابية والرياضية والترفيهية، لتشمل جميع المجالات التنموية والتطويرية والاقتصادية التي تضمنتها رؤية 2030..

"أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء 11 ديسمبر 2024، فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية الذي عقد افتراضيًا ذلك اليوم، وستكون المملكة أول دولة مضيفة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا وطنيًا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.. وأكدت المملكة، بعد إعلانها رسميًا كدولة مستضيفة لكأس العالم 2034 للمجتمع الدولي التزامها بتقديم تجربة استثنائية وغير مسبوقة للحدث الرياضي الأكبر حول العالم، مساهمة بذلك في بناء الإنسان، وتنمية القدرات البشرية، ومد جسور التواصل بين ثقافات العالم، مراعية بذلك الأثر البيئي، وعوامل الاستدامة، وتعظيم الإرث الرياضي والوطني من الاستضافة، حيث تمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 فرصةً مهمةً لتسليط الضوء على مسيرة التقدم التي تعيشها المملكة منذ إطلاق سمو ولي العهد -حفظه الله- لرؤية المملكة 2030 في العام 2016م، إلى جانب الإنجازات المستمرة في قطاع الرياضة، باستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية.. والتي أثمرت عن نمو كبير في قطاع السياحة؛ بتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين لـ 100 مليون سائح خلال عام 2023م".

يمثل هذا الخبر، الذي بثته واس في 11 ديسمبر 2024م، وما تضمنته كلماته وعباراته وجمله من معلومات، حدثاً غاية في الأهمية والإيجابية على المستويات الداخلية في المملكة، وتعبيراً غاية في الأهمية والإيجابية عن المكانة المتقدمة والمتميزة التي وصلت لها المملكة على جميع المستويات الدولية والعالمية.

نعم، إن مسألة استضافة المملكة لكأس العالم 2034م تتجاوز في أبعادها وأهدافها وغاياتها المجالات الرياضية والترفيهية لتشمل جميع المجالات التنموية والاقتصادية والبنائية التي تضمنتها برامج وأهداف وخطط "رؤية السعودية 2030". نعم، ففي الوقت الذي يعتبر فيه التقدم والتطور الكبير الذي تشهده المجالات الرياضية على اختلافها وتنوعها مسألة غاية في الأهمية عند النَّظر لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034، وفي الوقت الذي تشهد فيه المجالات الشبابية والرياضية اهتماماً كبيراً من القيادة الرشيدة - حفظها الله - إيماناً منها بأهمية البناء الفكري والبدني لأبناء المملكة، إلا أن المستويات التنموية المتقدمة، والبرامج الاقتصادية المتميزة، والخدمات المتطورة والشاملة، التي حققتها ووصلت لها المملكة جعلت منها الدولة النموذج التي ينظر لها المجتمع الدولي بكل تقدير واجلال. وإذا كانت هذه المستويات العليا والمتقدمة وضعت المملكة في مصاف الاقتصادات العالمية من حيث القوة والأداء والثقة والأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى، فإن المستهدفات التي تتطلع لتحقيقها المملكة تتجاوز الحاضر بإنجازاته لتعمل بكل قوة ونشاط للمستقبل الذي يراد الوصول إليه، وهذا الذي أشارت له برامج واهداف واستراتيجيات "رؤية السعودية 2030".

نعم، إن جميع الاستراتيجيات والبرامج والجهود التي تعمل عليها مؤسسات الدولة هدفها الرئيس تحقيق التنمية الشاملة التي تحقق للوطن التقدم والتطور والازدهار، وللمواطن الرفاه والرخاء والعيش الكريم. وإذا كانت جميع الفعاليات القارية والدولية والعالمية التي تستضيفها المملكة تخدم الأهداف الوطنية العليا، فإن استضافة المملكة لكأس العالم 2034 تعتبر إحدى هذه الفعاليات الدولية والعالمية التي تخدم الأهداف الوطنية العليا والغايات السَّامية التي تتطلع لتحقيقها القيادة الحكيمة - أيدها الله - وتأكيداً لهذه الرؤية التنموية الشاملة، جاء إعلان تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العام 2034، في الخبر الذي بثته واس في 11 ديسمبر 2024م، ونص على الآتي: "أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024م تأسيس "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034"؛ وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة العربية السعودية؛ باستضافة بطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم، (FIFA World Cup 2034)، ويرأس سمو ولي العهد - حفظه الله - مجلس إدارة الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034.. ويأتي إعلان تأسيس الهيئة تأكيدًا على عزم المملكة العربية السعودية على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بتواجد (48) منتخبًا من قارات العالم كافة، في تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -.

وتُشكِّل استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم؛ خطوة إستراتيجية نوعية، ستُسهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى "جودة الحياة"، الذي يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل المملكة العربية السعودية وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية. وينتظر أن تُبرز المملكة نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية واقتصادية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من زوار المملكة على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به".

وفي الختام من الأهمية القول إن استضافة المملكة للفعاليات الدولية والعالمية في المجالات الشبابية والرياضية والترفيهية تعبر عن المستويات التنموية المتقدمة التي وصلت لها على جميع المستويات الدولية، وعن شمولية البرامج التنموية والتطويرية التي تعمل عليها جميع مؤسسات الدولة - أعزها الله -.. نعم، إن المنافع العظيمة العائدة من استضافة المملكة لكأس العالم 2034 تتجاوز المجالات الشبابية والرياضية والترفيهية لتشمل جميع المجالات التنموية والتطويرية والاقتصادية التي تضمنتها "رؤية السعودية 2030".