"رؤية 2030 تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وقطاع الترفيه يُعد أحد أهم الأعمدة لتحقيق هذه الرؤية"، بهذه الكلمات أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أهمية قطاع الترفيه في تحقيق التحول الوطني.

تُعد هيئة الترفيه السعودية إحدى الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030، حيث تسعى من خلال تنظيم المواسم السعودية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي للترفيه والسياحة.

ولا يقتصر دور هذه المواسم على تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فحسب، بل تسهم أيضًا في تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات. تشير التقارير الصادرة عن الهيئة العامة للترفيه إلى أن الفعاليات الترفيهية في المملكة استقطبت أكثر من 120 مليون زائر منذ انطلاقها في 2019، مما يعكس تطورًا غير مسبوق في القطاع الترفيهي. وقد أسهم هذا الزخم في تعزيز الإنفاق السياحي المحلي والدولي، حيث زاد الطلب على خدمات الإقامة والمطاعم والنقل، مما عزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية متميزة.

ساهمت المواسم السعودية كذلك في خلق فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة في قطاعات متعددة، مثل السياحة والضيافة والنقل، إلى جانب دعم ريادة الأعمال عبر إشراك المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقد صرح معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، قائلاً: “رؤية 2030 تجعل من الترفيه محركًا اقتصاديًا أساسيًا لمستقبل المملكة، ونطمح إلى تقديم تجارب استثنائية تعزز مكانتنا عالميًا.”

على الصعيد الدولي، تُعد المواسم السعودية، مثل “موسم الرياض”، فريدة من نوعها من حيث التنوع والشمولية. على الرغم من وجود مهرجانات دولية بارزة، مثل “مهرجان إدنبرة” في المملكة المتحدة، الذي يركز على الفنون الأدائية، و”مهرجان كان السينمائي” في فرنسا، الذي يسلط الضوء على السينما، إلا أن المواسم السعودية تتفوق بشموليتها، إذ تجمع بين الفعاليات الترفيهية، الثقافية، الرياضية، والفنية.

تتميز المواسم السعودية بقدرتها على جذب شرائح واسعة من الجمهور من داخل المملكة وخارجها، حيث تُقدم تجربة متكاملة تمتد عبر العديد من المناطق الترفيهية والمعارض والحفلات الموسيقية. بينما تركز المهرجانات الدولية الأخرى غالبًا على مجالات محددة، مما يجعل المواسم السعودية نموذجًا فريدًا على المستوى العالمي.

خطط هيئة الترفيه المستقبلية تتماشى مع أهداف رؤية 2030، وتشمل التوسع في تنظيم المواسم لتشمل مدنًا جديدة مثل الدمام وأبها، إضافة إلى بناء وجهات ترفيهية متكاملة مثل مدن الألعاب والحدائق الترفيهية الكبرى. كما تسعى الهيئة إلى استقطاب فعاليات دولية مثل عروض ديزني المسرحية وحفلات الأوبرا العالمية، إلى جانب تطوير بنية تحتية مبتكرة تُعزز من استدامة القطاع وتدعم نموه.

علاوة على ذلك، تركز الهيئة على دعم المواهب المحلية وتعزيز الابتكار في مجالات الفنون والترفيه، مما يعكس التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة. وتشير التوقعات إلى أن هذه الجهود ستسهم في زيادة عدد الزوار السنوي إلى أكثر من 20 مليون بحلول عام 2030، ما يعزز من مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في الترفيه والسياحة.

مع هذا الزخم الكبير والإنجازات الواضحة، تبقى المواسم السعودية نموذجًا ملهمًا لتحقيق التحول الوطني، حيث لا تقتصر على كونها مجرد فعاليات ترفيهية، بل تعد أداة استراتيجية لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق تطلعات رؤية 2030 في بناء مستقبل مستدام ومتنوع.