نعم إن طاقة الأنوثة هي "طاقة توليد" سواء كان توليد أفكار، أجساد، ثروات وأوطان، هكذا أجبت في حديث عابر حول الأنوثة والتي أُلصِقت فيها عبر العصور الكثير من الترهات والتشوهات وساهمت التقنية في إعادة فكرة الأنوثة والذكورة في الخطابات والنزاعات المجتمعية، لماذا الأنوثة اليوم؟ وأين وصل المجتمع السعودي من الوعي في الأدوار المجتمعية للرجل والمرأة والفتاة والشاب والطفل والطفلة، أسئلة كثيرة تدور في أذهان الأمهات والآباء وصناع القرار أيضا.
لن أعود للوراء وأطلق السهام البائدة على الماضي فمملكتنا اليوم لم تترك ثغرة واحدة لحماية المجتمع إلا وعالجتها بالأمن والوعي والأنظمة الفريدة التي تصون كرامة الإنسان وتحفظه من التصدعات الثقافية التي خلفتها الفجوة بين سقوط سطوة التطرف وتصاعد الحاجة للاعتدال.
إن الوعي بمفاهيم التنوع الاجتماعي تختصر الكثير من صورة الاستقرار الأسري والهدوء المنتظر في المجتمعات الإنسانية، فإن بناء المنزل بناء للمجتمع، والتوازن في العطاء والطاقات هو صمام الأمان، والتفسير القسري لمفردات الأنوثة والذكورة وانتزاعها من معناها الإنساني جعل الكثير من الشباب والشابات أمام مأزق حقيقي في الفهم الصحيح، بل زادت حدة الغضب بين الجنسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع غياب -أفهمه- لصناع الرأي، قد يصل لبعض الأحيان للتراشق والتجريد من الرجولة للرجال والأنوثة للسيدات.
ورسالتي ليست لتحييد أي رأي أو وضع أي قاعدة، فالفهم الإنساني أعمق بكثير من الإملاء والكثير من الأفكار تكون طارئة وما تلبث أن تموت، لكن أتمنى أن تعيد كل أنثى النظر فيما تستمع ومن أين تستقي طاقتها، ومن يؤثر في وعيها، وألا تكن ضحية للموجات المتطرفة في الخطابات سواء ما كانت تدعي أنها مع المرأة أو ما كانت ضدها وتهاجمها وتنتقص منها، كذلك الرجال عليهم دور كبير في تبني الوسطية وعدم الانجراف مع الصراعات الهامشية التي لا تخدم أحدا.. لعل نهاية العام 2024 تكون فرصة حقيقية للوعي بقيمة الأنوثة والذكورة، نعم للأنوثة طاقتها وقيمتها وللذكورة دورها ومعناها، لا أحد يلغي أحدا، وفي عصر التمكين مهاراتك ووعيك هي أدواتك للنجاح، ومهما حاول البعض تبني أفكار سامة ومتطرفة فإن الاعتدال ولا شيء سواه هو نهجنا الخالد.