رسالتنا للعالم بشكل مختصر: لقد تجاوزنا المرحلة؛ فالمشروع السعودي التحديثي والإصلاحي ليس مجرد فكرة؛ بل هو حقيقة ماثلة، ورسالتنا الخالصة تدور حول فكرة مؤكدة هي أننا لم نعد دولة تمارس فقط الدفاع عن نفسها، لقد تحولنا إلى نموذج إقليمي ودولي، وأصبحنا مثالًا يسعى الكثير إلى مماثلته..
خلال عقود مضت؛ لطالما نشرت الكثير من المعلومات المضللة والدعاية السلبية لتحقيق أهداف مفبركة ضدنا في المملكة، وقد عشنا ذروة تلك المعلومات في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكانت تلك المعلومات تستند إلى مواقف مضادة أكثر من كونها حقائق، فالمعلومات المضللة هي تحدّ كبير للدول وخاصة عندما يتم اتهام الدول أو المجتمعات بأفعال لا تعكس واقعها، في الحقيقة إنه من الصعب مواجهة تلك الأمواج الجارفة التي تصدر من الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بربط قضايا دولية مثل ممارسة الإرهاب عبر الأشخاص بدولهم.
وسائل الإعلام ذات الارتباط المباشر بوسائل التواصل الاجتماعي، اليوم أصبحت عابرة للحدود ولكنها مع ذلك لا تزال غير واقعية في تفسير الحقائق، ما يسهم في صعوبة تحديد المعلومات المضللة وفهمها وقياسها على المستوى العالمي، ناهيك عن القدرة على معالجتها، في الواقع إنه مع الاندماج العالمي الهائل في تبادل المعلومات وانتشارها يجب أن تتغير المفاهيم في تقييم القومية والهوية، فالعالم أصبح مكانا أكثر اتساعا للأفكار الفردية التي تتجاوز الحدود وتنتقل بلا توقف بين الدول، اليوم بإمكان الكثير من الأشخاص الانتقال للعيش في دول أخرى لأسباب كثيرة منها سياسية ومنها ثقافية ومنها اجتماعية أو اقتصادية، ومع انتقالهم تتغير أفكارهم ومستويات تفكيرهم بحسب الموقع والمكان الذي يعيشون فيه.
قبل أيام حدثت قضية في ألمانيا تمثلت في عملية دهس قام بها مقيم في ألمانيا منذ 2006م، قبل أن يصل إلى ألمانيا كانت جنسيته الأولى سعودية، ومع كل التحذيرات والمعلومات التي نقلت إلى ألمانيا بشأن هذا الشخص الذي لم يعد سعوديا بحسب النظام، إلا أن ربط هذا الشخص بالسعودية أثار الكثير من الأسئلة، فما علاقة السعودية اليوم بشخص يعيش خارجها منذ ما يقارب عقدين من الزمن، مثله مثل ملايين الأشخاص القادمين من دول مختلفة ويعيشون في ألمانيا، ولكن المثير أن يتم ربطه بالسعودية، وهذه معلومة مضللة والتعرض لهذه المعلومة يزيد من احتمالات تصديقها ما يعني توسع نشرها.
وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بطبيعتها اليوم تسمح للجميع مشاركة المعلومات حتى وإن كان الجميع يعرف أنها خاطئة للإشارة إلى انتمائهم السياسي أو الجغرافي، تجربتنا في السعودية حول نشر معلومات غير صحيحة عنا كثيرة، وعلى رأسها ما تعرضنا له بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، ولذلك لدينا الكثير من الأسئلة كسعوديين: لماذا يتم الزج بنا كسعودية في حادث يخص ألمانيا ومن شخص عاش بينهم لمدة عقدين من الزمان؟
الحقيقة التي نرغب إيصالَها للعالم تتمثل في ضرورة أن يدرك العالم أن السعودية ومنذ عشر سنوات حدث فيها الكثير من التحولات التي تجاوزت الكثير من المراحل، لقد انتقلنا إلى مرحلة مختلفة سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ولم تعد مهمتنا فقط هي التصدي للمعلومات والأفكار الخاطئة التي تقال عنا، نحن اليوم نعيش في زمن نمتلك فيه رؤية 2030م وأصبحنا وجهة دولية للمناسبات والأنشطة بشتى أنواعها، حيث أصبحت طموحات الشعب السعودي أكثر اندماجا مع العالم من حولنا.
رسالتنا للعالم بشكل مختصر: لقد تجاوزنا المرحلة؛ فالمشروع السعودي التحديثي والإصلاحي ليس مجرد فكرة بل هو حقيقة ماثلة، ورسالتنا الخالصة تدور حول فكرة مؤكدة هي أننا لم نعد دولة تمارس فقط الدفاع عن نفسها، لقد تحولنا إلى نموذج إقليمي دولي وأصبحنا مثالا يسعى الكثير إلى مماثلته، فالشباب السعودي أصبح جزءا من تجربة رائدة تقودها رؤية السعودية 2030 التي أصبحت مشروعا ينتمي إليه كل فرد في المجتمع السعودي ويتنافس الجميع على تحقيق إنجازاته.
السعودية جزء من هذا العالم الذي أصبحت فيه المعلومات المضللة بجميع أشكالها المختلفة مصدر قلق كبير في المجتمع المعاصر وتورطت في العديد من الأحداث السياسية عالية التأثير على مدى السنوات الماضية وخاصة الأحداث الإرهابية التي تؤدي إلى قتل الكثير من الأبرياء، لذلك فالمجتمع السعودي اليوم لم يعد يقبل تلك الأفكار التي تربطه بممارسة أشخاص يقيمون أنفسهم وفق أفكارهم الخاصة وموقفهم من الوطن ويرفضون تطوراتنا وتحولاتنا العالمية.
لقد تجاوزنا تلك المرحلة التي تستهلك منا الكثير من الوقت لكي نثبت للعالم براءتنا من ذلك الفرد أو تلك المجموعة التي لا تنتمي إلينا، تحولاتنا أثبتت تجاوزنا المرحلة التي كنا فيها نفكر فقط بالدفاع عن موقفنا، فلم نعد نفكر سوى بتحقيق الإنجازات ودعم الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، لقد أصبح موقعنا الإقليمي والدولي عملية يصعب النيل منها ببساطة، لذلك فإن رسالتنا للعام تتمثل في مفهوم بسيط يقول: "لقد تجاوزنا المرحلة" وعلى العالم فهم هذه الحقيقة حولنا.