يخبرنا التاريخ أنه لطالما شكلت بعض البطولات والاستحقاقات نقطة تحول في مسيرة الكثير من لاعبي كرة القدم حول العالم وصنعت منهم نجوماً مؤثرين، وهو ما يمكن أن ينطبق على مهاجم المنتخب السعودي والهلال عبدالله الحمدان الذي قدم نفسه في مواجهة "الأخضر" أمام العراق الماضية، وقبلها أمام اليمن بصورة لافتة.

منذ أن كان في الشباب وقبل انتقاله للهلال، ثمة شكوك كانت تحيط باللاعب وإمكاناته ومستوى موهبته وقدراته التهديفية، بل إن الغالبية العظمى من أنصار فريقيه السابق والحالي وكذلك أنصار المنتخب السعودي لا يؤمنون كثيراً بأن المهاجم المولود قبل أشهر من بداية الألفية الجديدة يمكن أن يصنع فارقاً وأن يضيف قيمة حقيقية حين يتواجد في المستطيل الأخضر.

اللافت أن تلك القناعات لم تتوافق مع قناعات معظم المدربين الذين دربوا الشباب والهلال والمنتخب السعودي، إذ لطالما كان اللاعب واحداً من الخيارات الأساسية أو البديل رقم واحد، على الرغم من أرقامه التهديفية المتواضعة أو على الأقل غير اللافتة.

قاد عبدالله الحمدان فريق بلاده لنصف نهائي دورة كأس الخليج 26 في الكويت ويلعب دوراً كبيراً في تأهل من عنق الزجاجة بعد بداية متواضعة، وبغض النظر عن نتيجة مواجهة الأمس في نصف نهائي أمام منتخب عمان فإن الهدف الذي سجله الحمدان في مرمى اليمن ومن ثم الهدفين في مرمى العراق ليتقاسم صدارة الهدافين مع لاعب عمان عصام الصبحي، ستسهم كثيراً في دفع مسيرة اللاعب ذي القدرات البدنية والتكتيكية العالية، وستمنحه ثقة كبيرة في التغلب على تردده أمام المرمى وهي نقطة الضعف التي أوجدت الكثير من الشكوك حوله.

يفضل المدربون اللاعبين الذين يلعبون بنفس طريقة عبدالله الحمدان، وهو ما لا يفضله المشجع والمتابع، فهو يعود للخلف ويلعب أدواراً غير الأدوار التقليدية للمهاجم، وهو الأمر الذي يتماشى مع كثير من مفاهيم كرة القدم الحديثة ويجعله خياراً مناسباً لكثير من المدربين.

اليوم يتغلب الحمدان على واحدة من أبرز نقاط ضعفه وهي التردد أمام المرمى والقدرة على الإنهاء بطريقة مثالية ليصبح أكثر تكاملاً، وهي مرحلة يمكن أن يبني عليها مستقبله الكروي ليصنع من نفسه اسماً مهماً في تاريخ الكرة السعودية.